فـي وداع رمضان

[adnan]

الأخ الزميل / أبـو سفيـان
مجموعة " الذئاب العربية " الصديقة


في وداع رمضان

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:
" يا شهر رمضان ترفَّق، دموع المحبين تدفَّق، قلوبهم من ألم الفراق
تشقق، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة
توبةٍ وإقلاعٍ ترفو من الصيام كل ما أحرق، عسى منقطعٌ عن ركب
المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلق، عسى من استوجب النار
يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوَفَّق " ..

قصيدة في وداع رمضان للشاعر : مُؤَيَّد حجازي
يــا خـيـر مــن نــزلَ النـفـوسَ iiأراحــلُ بالأمـسِ جئـتَ فكـيـفَ كـيـفَ iiستـرحـلُ


بـكـتِ القـلـوبُ عـلـى وداعــك iiحـرقــةً كـيــف الـعـيـونُ إذا رحـلــتَ iiسـتـفـعـلُ

مــن للقـلـوبِ يضـمـهـا فـــي iiحـزنـهـا مــــن لـلـنـفـوس لـجـرحـهـا iiسـيـعـلّـلُ

ما بـال شهـر الصـومِ يمضـي iiمسرعـاً وشـهـورُ بـاقــي الـعــام كـــم iiتتـمـهّـلُ

عشنـا انتظـارك فـي الشـهـورِ iiبلـوعـةٍ فـنــزلــتَ فـيــنــا زائــــــراً iiيـتـعــجّــلُ

ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا يمضي ومـــــن يــــــدري أَأَنــــــتَ iiسـتـقــبــلُ

فـعـسـاكَ ربـــي قـــد قـبـلـت iiصيـامـنـا وعــســـاكَ كُـــــلَّ قـيـامــنــا تـتـقــبَّــلُ

يـــا لـيـلـة الـقــدر الـمـعـظَّـمِ iiأجــرهــا هــل اسمـنـا فــي الفائـزيـنَ iiمـسـجّـلُ؟

كـــم قـائــمٍ كـــم راكـــعٍ كـــم iiســاجــدٍ قـــد كـــانَ يـدعــو الله بــــل iiيـتـوســلُ

أعـتــقْ رقـابــاً قــــد أتــتــكَ iiيـزيـدُهــا شــوقــاً إلــيــكَ فــؤادُهـــا iiالـمـتـوكِّــلُ

فـاضـت دمــوعُ العـيـن مــن iiأحـداقـهـا وجـــرت عـلــى كـــفِّ الـدُّعــاءِ iiتُـبـلِّـلُ

يــا مــن تـحـبُّ العـفـو جـئـتُـكَ مـذنـبـاً هــلاَّ عـفــوتَ فـمــا ســـواكَ iiسـأســألُ

هـــلاّ غـفــرتَ ذنـوبـنـا فـــي iiســابــقٍ وجعـلـتـنـا فـــــي لاحـــــقٍ لا iiنـفــعــلُ

يــــا سـعـدنــا إن كــــانَ ذاكَ iiمـحـقّـقـاً يـــا ويـلـنـا إن لـــم نــفــزْ أو iiنُـغـسَــلُ

بـكــت المـسـاجـدُ تشـتـكـي iiعُـمَّـارهــا كــــم قَــــلَّ فـيـهــا قـــــارئٌ iiومُــرتِّـــلُ

هــذي صــلاةُ الفـجـرِ تـحــزنُ iiحيـنـمـا لــــم يــبــقَ فـيـهــا الــصــفُّ إلا الأولُ

هـــذا قـيــامُ الـلِّـيـلِ يـشـكــو iiصَـحْـبَــهُ أضــحــى وحــيــداً دونــهــم يتـمـلـمـلُ

كـــم مـــن فـقـيـرٍ قـــد بـكــى iiمتعـفـفـاً مَـنْ بعـدَ شهـر الخـيـر عنـهـم iiيـسـألُ؟

يــا مــن عبـدتـم ربـكـم فــي iiشـهـركـم حــتـــى الـعــبــادةَ بـالـقَـبــولِ تُـكَــلَّــلُ

لا تـهـجــروا فــعــلَ الـعـبــادةِ iiبــعـــدَه فـلـعــلَّ ربــــي مــــا عـبـدتــم iiيـقــبــلُ

يــا مــن أتــى رمـضـانُ فـيـكَ iiمطـهِّـراً لـلـنَّـفــسِ حــتـــى حـالــهــا iiيــتــبــدَّلُ

يمـحـو الـذُّنـوبَ عــن التـقـيِّ إذا iiدعــا ويـزيــدُ أجـــرَ المحـسـنـيـنَ iiويُــجــزِلُ

هــل كـنـتَ تغـفـلُ عــن عظـيـمِ iiمــرادِه أم مـعـرضــاً عــــن فـضـلِــه iiتـتـغـافـلُ

إن كـنـتَ تغـفـلُ فانـتـبـهْ واظـفــرْ iiبـــه أمـــا التـغـافـلُ شـــأنُ مـــن لا iiيـعـقِــلُ

فـــالله يُـمـهـلُ إنْ أرادَ لحـكـمـةٍ iiلـكـنَّـه ،يـــاصـــاحـــبــــي، لا iiيُــــهـــــمِـــــلُ

إن كــانَ هـــذا الـعــامَ أعـطــى iiمـهـلـةً هـل يــا تُــرى فــي كُــلِّ عــامٍ iiيُمـهِـلُ؟

لا يسـتـوي مــن كــان يعـمـلُ مخلـصـاً هـــوَ والـــذي فـــي شـهــره لا iiيـعـمـلُ

رمـضــانُ لا تـمـضـي وفـيـنــا غــافــلٌ مــــا كـــــان يــرجـــو الله أو iiيـتــذلَّــلُ

حــتـــى يــعـــودَ لــربـــه مـتـضــرِّعــاً فــهــو الـرحـيــمُ الـمـنـعـمُ المُـتـفـضّـلُ

وهـــو الـعـفـوُّ لـمــن سـيـأتـي iiنـادمــاً عـــن ذنـبــهِ فـــي كـــلِّ عـفــوٍ iiيـأمــلُ

رمـضــانُ لا أدري أعـمــري iiينـقـضـي فــــي قـــــادم الأيـــــامِ أم نـتـقـابــلُ !!

فالـقـلـبُ غــايــةَ ســعــدِهِ iiسيعـيـشُـهـا والعـيـن فـــي لـقـيـاكَ ســـوف iiأُكـحِّــلُ