المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد))


vip_vip
09-21-2010, 05:21 PM
أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد)) (http://www.ataaalkhayer.com/)

تعاني مصر قديما مشكلة متكررة سنوياً مع نهرها العظيم نهر
النيل , فهذا النهر والذي يعد من أطول الأنهار له موسم فيضان
يكتسح المزارع والدور حوله, وله موسم انحسار بحيث يقل
منسوب المياه فيه , وفي كلتا الحالتين يتضرر من يعيش على
ضفتي النيل .

فيضان وانحسار النيل مرتبط بغزارة الأمطار على مصدره في
إثيوبيا وما جاورها , وللتغلب على هذه المشكلة قام المصريون
في عهد جمال عبد الناصر , ببناء سد عملاق اسمه السد العالي
تقبع خلفه بحيرة كبيرة أطلق عليها بحيرة ناصر , وظيفة السد
الأساسية تخزين كميات المياه الهائلة في وقت الفيضان
وتحويلها لبحيرة ناصر , بحيث لا يتضرر المصريين من
الفضيان , ولا تضيع هذه الكميات الكبيرة من الماء سدى ,
لتتم الاستفادة منها في موسم الجفاف .

مشكلة نهر النيل , (http://www.ataaalkhayer.com/)
نعاني منها نحن أيضا لكن بشكل آخر,
والمشكلة التي أعنيها هي مشكلة المصاريف , فأنا أعتبر شهر
شوال موسم انحسار وجفاف عظيم في المصاريف , فهذا الموسم
تأتي قبله مواسم تسريبات تلتهم السيولة بكل سهولة ,
فقبل هذا الشهر :
- تكون الإجازة الصيفية وما يتعلق بها من رحلات ونزهات
وحفلات زواج وواجبات اجتماعية مستحقة السداد .
- ثم موسم الخيرات رمضان , فبرغم أن هذه الشهر الكريم
لا يعني بالضرورة مزيداً من “البعزقة” إلا أننا نصر أن نطير
ريالاتنا في أواني المطبخ ومقادير الطعام بشيء من الإسراف .
- ثم تأتي فرحة العيد التي تتحول في نظر رب الأسرة إلى حزن
العيد, جراء ما يصرف من جيبه في الملابس الجديدة والحلويات
الفريدة .

كل هذه “الشفطات” التي تشفط الجيوب تأتي قبل موسم الجفاف
العظيم “شوال” وليكتمل الجفاف تأتي مصاريف المدارس ,
ليسقط رب الأسرة قتيلاً , كما يسقط من الفرس الفارس ,
بعدما كر وفر بكل بسالة , وحارب بآخر ريال في الحصالة .

تجد الغالبية تشكو من هذه “الزنقة” , ولأن مصائب قوم عند قوم
فوائد , يستفيد من هذا الوضع بائع الفول , فتجد الناس لديه
زرافات ووحدانا ,مصطفين في طوابير طولية وعرضية,!!
وتتشكل هذه الطوابير على الفول لأنه على الصعيد الاقتصادي
خيار استراتيجي , فهو :

- زهيد الثمن .
- يشبع أسرة كبيرة .
- مغذي .
- طعمه لذيذ خصوصاً مع “شوية طحينة وزيت” http://g.abunawaf.com/2010/9/19/3md/icon_smile.gif .
ونظل في هذا الجفاف المميت وفي طوابير الفول حتى موعد
هطول الرواتب آخر شوال , فتزهر الأرض الجرداء بورود
وحدائق غناء , وترجع الفراشات لترقص من جديد , وتدب
الحياة بعد الموت , وننسى الفول ونتنكر له , ونأكل مشويات
وبابا غنوج ونحلي بأم علي !!!

هذه المشكلة لو طبقنا عليها فكرة السد العالي , لهان الوضع
علينا , فالأموال الزائدة عن الحاجة ندخرها , ولا ننفق إلا
باعتدال ووفق ما نحتاج , حتى إذا هل شوال , فتحنا قليلاً من
السيولة المدخرة , لنعيش حياة مبتكرة .
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه
(( أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد))
(http://www.ataaalkhayer.com/)
ملاحظة : توجد فئة من الناس تعيش موسم جفاف على طول
المواسم , فلا مجال للادخار , هذه الفئة ليس أمامها إلا أن تعيش
كما يعيش الصبار البطل في الصحاري الجافة , فالصبار لا يفرد
أزهاره ولا أوراقه الندية “ويبحبح على نفسه شوي” بل قدر
الظروف الصعبة التي تحيط به , فمد أشواكه الطويلة الحادة
واستغنى عن أوراقه , لكي يوفر الماء ويعيش , ولم يعبأ بشكله
الغريب , بل تجده شامخاً عزيزاً رافعاً أغصانه مثل أبطال رياضة
كمال الأجسام ……. باختصار على هذه الفئة أن تمد رجولها
على قد لحافها وألا تخجل من ذلك .