المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار العقلاني و الحياة


adnan
08-12-2014, 09:27 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



الحوار العقلاني و الحياة

ان من أعظم النعم التي خص الله تعالى بها الانسان
وميزة على الحيوان هي
قدرته على تعلم اللغة فاللغة هي أداة الانسان الرئيسية في التفكير
واكتساب المعرفة وتحصيل العلوم فاللغة باعتبارها رموزا للمفاهيم قد
مكنت الانسان من تناول جميع المفاهيم في تفكيره بطريقة رمزية ما
ساعده على ان يحقق ما حققه من تقدم هائل في اكتساب المعرفة
وتحصيل العلوم والصناعات المختلفة.

ومن فضل الله تعالى على الانسان ان
زوده باستعداد فطري للتعلم واكتساب المعرفة والعلوم والمهارات
والصناعات بالاضافة الى نعمة الادراك الحسي والتفكير ما يزيد من قدرته
على تحمل مسؤولية الحياة على الأرض وعمارتها وما يمكنه من تنمية
قدراته مما يكفل له بلوغ ما شاء الله تعالى له من الكمال الانساني.

ويكتسب الانسان العلم أو المعرفة من مصدرين رئيسيين:

مصدر الهي:
وهو العلم الذي يأتينا من الله سبحانه وتعالى مباشرة عن طريق
الوحي أو الالهام أو الرؤيا الصادقة.

مصدر بشري:
وهو ذلك النوع من العلم الذي يتعلمه الانسان من خبراته الشخصية في
الحياة ومن مجهوده الخاص في الاستطلاع والملاحظة ومحاولة حل ما
يجابهه من مشكلات عن طريق المحاولة والخطأ أو عن طريق التربية
والتعلم من والديه ومن المؤسسات التعليمية أو عن طريق البحث العلمي.

وهذان النوعان من العلم متكاملان
ويرجعان أساسا الى الله سبحانه وتعالى الذي خلق الانسان وأمده بأجهزة
وأدوات للادراك واكتساب العلم.ولما كانت للغة وهي الأداة الرئيسية في
التفكير واكتساب المعرفة هذا القدر العظيم من الأهمية في حياة الانسان
وفي تمكينه من التقدم المستمر في تعلمه وتفكيره فقد كان أول شيء
علمه الله تعالى لآدم عليه السلام هو أسماء جميع الأشياء.

{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)
قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }
(البقرة ).

ومن ذلك نفهم من قوله تعالى

{ وعلم آدم الأسماء كلها }

انه علمه اللغة التي يسمى بها الأشياء كلها أي علمه الأسماء
التي ترمز الى مفاهيم.

ويتعلم الانسان في الحياة بطرق مختلفة
فقد يتعلم من طريق التقليد فالطفل عادة يقلد والديه ويتعلم منهما كثيرا
من العادات وانماط السلوك ويتعلم الانسان أيضا عن طريق التجربة
العملية أو المحاولة والخطأ كثيرا من الحلول المفيدة لمشكلات حياته
وما ينفعه في أمور معاشه وقد يتعلم الانسان أيضا عن طريق التفكير
والاستدلال العقلي.

وبدون الحوار والتفاهم يحدث
نوع من انواع الانعزال ما يخلق حالة من القلق والشك والريبة تنتهي
بالبغضاء والكراهية التي تؤدي الى الكثير من الأمراض النفسية.

والغاية من الحوار
كما يقول الدكتور حسن خليل الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر:
هو اقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي.وهذا يعني انه
تعاون بين المتناظرين على معرفة الحقيقة والتوصل اليها ليكشف كل
طرف ما خفي على صاحبه منها والسير بطرق الاستدلال الصحيح
للوصول الى الحق.

هذه هي الغاية الأصلية وهي جلية بيِّنة كما تلاحظون
وثمت غايات وأهداف فرعية أو ممهدة لهذه الغاية منها:

- ايجاد حل وسط يرضي الأطراف.

- التعرف على وجهات نظر الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى.

- التنقيب والبحث من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرؤى
والتصورات المتاحة من أجل الوصول الى نتائج أفضل وأمكن.