المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سمر والهمة العالية


هيفولا
08-16-2014, 11:02 AM
سمر والهمة العالية

OmMs3ab
شيخة القاسم
سأحدثكم عن (سمر)
فتاة في العشرينات..
دخلت دورة مكثفة في الإجازة الصيفية لحفظ(١٠)أجزاء من القرآن..
تبدأالدورة من س(٧)ص-إلى س(٧)م


هذه الفتاة أحببتها في الله..
أحببت أن أسمع الكثير عن حياتها..

ستقولون :عجّلي علينا-يرحمك الله-وماالغرابة في هذا؟
أليس هناك-ولله الحمد-الآف الفتيات
يحفظن كتاب الله في دورات مكثفة؟
ماالذي أثار عجبك في (سمر)؟!
ماالذي تميزت به؟
.......
رويدكم...
حسناً! سأحدثكم عنها
سأحدثكم عن فتاة..
تحمل في صدرها همة عالية
وتحمل في بطنها جنيناً في الشهر التاسع
قدمت في الإجازة الصيفية من القرية التي تسكن فيها مع زوجها
لزيارة أهلها في مدينة(...) ولما علمتْ عن الدورة المكثفة
رأت-رغم ظروفها- أنها فرصة عظيمة لاتُفّوت! فالتحقتْ بالدورة..
.....
زرتُ مقر الدورة،أعطتني المديرة نبذة عن الدورة وعن عدد الطالبات
وأن من ضمن الطالبات؛(سمر)تلك الطالبة الحبلى...
حدثتني عن رغبتها في حفظ القرآن عن طموحها..
عن تخوف الإدارة أن تأتيها الولادة وهي في الدورة!!
رافقتني المديرة إلى قاعة الفصل لعقد لقاء طيب مع الطالبات..
وكلِي شوق إلى رؤيتها!!
......
دخلت المكان..ألقيت نظرة على الطالبات
ياترى أين(سمر)؟
إنني لاأحتاج إلى من يقول هاهي!
كانت تجلس على الكرسي و(بطنها) الكبير يكاد يلامس ركبتيها
تحدثت مع الطالبات وتحدثت..
وعيني ترقب (سمر)وكأني أول مرة في حياتي أرى امرأة حاملا!!
......
وبعد أيام..هاتفتني مديرة الدورة
وبشرتني بأن(سمر)قد ولدت..
أتاها(طلق الولادة)وهي في الدورة،
فاتصلت على زوجها الذي ذهب بها إلى مستشفى الولادة مباشرة ..
ومن ثمّ انجبت مولوداً ولله الحمد.
القصة لم تنته بعد..
.......
لم تنه(سمر) دراستها في الدورة لانشغالها بالمولود الجديد..
تغيبت (٤)أيام فقط ثم عادت للدورة،وقد حفظت مافاتها!!
لم تأت وحيدة في هذه المرة بل معها رضيعها بين يديها..
........
دخلتْ مقر الدورة
وضعت رضيعها عند(المستخدمة)بعد أن أشبعته رضاعة فنام..
ثم دخلت الفصل تحفظ وتُسمّع للمعلمة
وبين حين وآخر تذهب لصغيرها لتطمئن عليه..
لفتَ نظر من حولها أن طفلها الرضيع لايبكي كعادة أكثر الصغار..
لاأدري !!
هل صدقها مع الله ورغبتها في حفظ القرآن،أنزل سبحانه السكينة على هذا الطفل..
الله أعلم!
..........
طلبت مني مديرة الدورة لقاء آخر مع الطالبات،فوافقت ولم أتردد!
لا أدري هل لأن منزلي لايبعد كثيراً عن مقر الدورة أم لرؤية (سمر)بعد الولادة
أم للاجتماع مع تلك الوجوه المسفرة(طالبات الدورة)؟!
.....
ذهبت من الغد إلى مقرّ الدورة..
دخلتُ قاعة الفصل..
هاهي سمر، تلبس(القفاز)والمصحف بين يديها،
وتعب الولادة لايزال في وجهها..
.....وجاء الحفل الختامي..
فإذا فتاة حيوية نشيطة ،ترتدي أحسن اللباس، تُقبل للسلام عليّ..
من هي ياترى؟!
آه (سمر)
لقد تغيّرتِ ياسمر!!


عُدّ أسماء المتسابقات..
هاهي(سمر) تستلم شهادة حفظ
(١٠)أجزاء من القرآن.
ذهب التعب وجاء الحصاد..
لقد أعطيتيني-ياسمر-درساً عملياً في الصبر والطموح وعلو الهمة..
حقاً!
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
لقد لقنتني درساً-ياسمر- أنّ من صدق مع الله صدق الله معه..
وهاأنا أنشر قصتك لعلها تكون درساً لمن آثر الراحة والدعة
أن ينفض غبار الكسل ويلحق بركب الحفاظ..

حفظك المولى،وجعل ماحفظتيه حجة لك لاعليك..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم..

هيفولا:o