تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا ( 3 )


adnan
08-28-2014, 09:11 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب



سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا (3)

ثمرة طاعة ولي الأمر ـ السلطان الحاكم ـ المسلم.
سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا ..؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:

ثمار طاعة ولي الأمر كثيرة تلخطها فيما يلي:
1) استتباب الأمن واستقرار المعيشة وتأمين السبل للرعية.

قَالَ الْحَافِظُ بْنُ رَجَبٍ الحنبلي رَحِمَهُ اللهُ:
"وَأَمَّا السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلاَةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَفِيهَا سَعَادَةُ الدُّنْيَا،
وَبِهَا تَنْتَظِمُ مَصَالِحُ الْعِبَادِ فِي مَعَاشِهِمْ، ..".
"جامع العلم والحكم" (ص/ 262) وفي طبعة (ص/392).

وقد طلب إبراهيم عليه السلام الأمن من ربه لسكان مكة من أجل أن
يتمكنوا من العيش الهنئ وتأمين أرزاقهم في يسر وسهولة.
قال تعالى:

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً
ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.
[البقرة: 126].

ويتفرع من استتباب الأمن واستقراره:

2) إظهار العبادة وانتشار الدعوة.

قَالَ الْحَافِظُ بْنُ رَجَبٍ الحنبلي رَحِمَهُ اللهُ:
"وَأَمَّا السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلاَةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَفِيهَا سَعَادَةُ الدُّنْيَا ...،
وَبِهَا يَسْتَعِينُونَ عَلَى إِظْهَارِ دِينِهِمْ وَطَاعَةِ رَبِّهِمْ".
سبق تخريجه.

وقد طلب إبراهيم عليه السلام الأمن من ربه لسكان مكة من أجل
أن يتمكنوا من عبادة الله تعالى وإظهارها.
قال تعالى:

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ }.
[إبراهيم: 35].

3) انتفاء الغل والحقد من القلوب بين الراعي والرعين وبين المسلمين،
وهو ثمرة من ثِمار طاعة الولاة.
فعن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ:

( ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ [صَدْرُ مُسْلِمٍ]: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ
وَالنَّصِيحَةُ لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ،
فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَاءَهُمْ )
.أخرجه: الشافعي في "مسنده" (1/240)، و أحمد (3/225، 4/82)،
والدارمي (228، 230)، والترمذي (2658) وابن ماجه (230)، والبزار
(3417 )، والحاكم (1/162ـ164) وقال: هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين، ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب".

4) تحفظ الحقوق وتُصان الأعراض ، وتحق الدماء والأرواح.
ويؤكد هذا ما حصل من حقٍ لدماء المسلمين واجتماع كلمتهم في تنازل
الحسن بن علي بن أبي طالب بالخلافة لمعاوية رضي الله عنه فاجتمع
الناس على خليفة واحد يُطاع، وحقنت الدماء وتوحد صف المسلمين.

قال الألباني:
" وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول سنة إحدى
عشرة هجرية ، و إلى عام ثلاثين سنة كان إصلاح ابن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الحسن بن على السيد بين فئتين من المؤمنين
بنزوله عن الأمر عام واحد و أربعين في شهر جمادى الآخرة ،
و سمي عام الجماعة لاجتماع الناس على معاوية".
"السلسلة الصحيحة" تحت حديث (459).

ومصداق ذلك حديث أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

( ابْنِي هذا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ
أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بين فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ من الْمُسْلِمِينَ )
أخرجه: البخاري (2557، 3430).

5) في طاعة ولي الأمر:
إقامة لحدود الله في الأرض، والتي يحبها الله تعالى.
ففي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( حَدٌّ يُقَامُ [يُعْمَلُ بِهِ ] فِى الأَرْضِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ [لِأَهْلِ الْأَرْضِ ]
مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً).
أخرجه: أحمد (2/362، 402) واللفظ له، ورواه بن ماجة (2538)،
وَالنَّسَائِيُّ (4919 ). وحسنه الألباني لغيره في "الصحيحة" (231).

6) في طاعة ولي الإمر:
اجتماع كلمة المسلمين وتلاحمهم وتوحيد صفوفهم أمام أعدائهم، وهو
مقصد من مقاصد الشريعة ومطلب عظيم، وضرورة بشرية ملحّة.
عن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قال:

( يا أَيُّهَا الناس عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ فإِنهُمَا حَبْلُ اللَّهِ
الذي أَمَرَ بِهِ وَإِنَّ ما تَكْرَهُونَ في الجماعة والطاعة ؛
خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ في الْفُرْقَةِ )
. أخرجه: الطبراني في"تفسيره" (4/32)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"
(3/723)، والطبراني في "الكبير" (9/198/ 8972).

7) من ثِمار طاعة ولي الأمر:
دخول الجنة، والذي هو مطلب كل مسلم ومسلمة.
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( إِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَلاَ أُمَّةُ بَعْدَكُمْ، أَلاَ فَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ،
وَصَلَّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا
نُفُوسُكُمْ، وَأَطِيعُوا أُمَرَاءَكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ ).
أخرجه: البخاري في "التاريخ الكبير" (4/326)، وابن أبي عاصم
في "السن" (2/505) وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (1061).

اللهم فقهنا في الدين وجنبنا طرق الضالين واهدِ ضال المسلمين.
والله أعلم.

كتبه/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
12 / 10 / 1435هـ.