المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدنا أبو بكر الصديق و الدعوة إلى الله


adnan
09-01-2014, 10:01 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



سيدنا أبو بكر الصديق
رضي الله تعالى عنه و الدعوة إلى الله

سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه و الدعوة إلى الله
كانت حياة الصديق رضي الله عنه وأرضاه كلها قائمة على قضية الدعوة
فمن أول يوم آمن فيه الصديق وهو يتحرك لهذا الدين ولهذه الدعوة منذ
أن شعر بحلاوة هذا الدين أراد أن ينقل هذا الإحساس إلى كل الناس ومع
أن عمره رضي الله عنه في الإسلام لم يتجاوز ساعات قليلة إلا أنه كانت
لديه حمية عظيمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحرك رضي الله عنه
ليأتي بعثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة
بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف هؤلاء الخمسة من أعاظم الصحابة
والمسلمين والمجاهدين هؤلاء هم من حملوا على أكتافهم أمانة الرسالة
وأمانة الدعوة وأمانة التبليغ هؤلاء هم من علموا أهل الأرض
جميعا الإسلام.

جاء بهم الصديق رضي الله عنه وأرضاه في أول يوم وفي اليوم الثاني
جاء بأبي عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون والأرقم بن أبي الأرقم
وأبي سلمة بن عبد الأسد.

أي جهد هذا وأي بذل هذا وأي خير هذا!
إن كل ما يفعله هؤلاء من الخير يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجورهم
عندما يتبرع عثمان بن عفان بتجهيز جيش العسرة يأخذ
الصديق رضي الله عنه مثل أجره عندما يبني عثمان رضي الله عنه
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل
أجره عندما يشتري بئر رومة من حر ماله يأخذ الصديق رضي الله عنه
مثل أجره كَمّ من الحسنات لا يمكن تخيله بحال من الأحوال.

عندما يخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه مجاهدا في سبيل الله محاربا
ومدافعا عن دين الله في شمال مصر وفي الشام وفي العراق وهنا وهناك
يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجره عندما يربي ابنه عبد الله بن الزبير
على الخير يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجره عندما يربي ابنه عروة
بن الزبير على الخير يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجره وأي أمر
من أمور الخير يفعله الزبير بن العوام رضي الله عنه يأخذ
الصديق رضي الله عنه مثل أجره.

وتخيل معي أسماء من ذكرناهم قريبا وما لهم من الأعمال العظيمة والتي
يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجورهم عليها ومع هذا كله أنفق ماله
كله أيضا على الدعوة إلى الله فقد أعتق عبيدا كثيرين من ماله وكما أن
هواية بعض الناس جمع الطوابع أو التحف كانت هواية
الصديق رضي الله عنه وأرضاه هي جمع المؤمنين كان رضي الله عنه
وأرضاه يفهم جيدا طبيعة الدنيا ويفهم رسالته في الحياة: ابتعثنا الله
لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

يرى بلال بن رباح يعبد غير الله فيذهب إليه سريعا ويدعوه إلى عبادة الله
ويؤمن بلال ويعذب في سبيل الله ويدفع أبو بكر ماله ليعتقه ويستنقذه
من العذاب لا يرجو منه جزاء ولا شكورا إلا مرضاة الله عز وجل.

أعتق رضي الله عنه عامر بن فهيرة وأدخله في الإسلام الزنيرة وابنة
الزنيرة وكثير من المعذبين والمعذبات من الصحابة والصحابيات في
أرض مكة أدخلهم رضي الله عنه في دين الإسلام وأعتقهم أي خير
هذا وأي عظمة هذه!

إنها الدعوة إلى الله عز وجل أدخل الصديق رضي الله عنه وأرضاه عائلته
كلها في الإسلام أم رومان زوجته رضي الله عنها أولاده أسماء وعبد الله
أما السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقد ولدت في الإسلام ثم
دخلت أمه في الإسلام ثم أكبر أبنائه عبد الرحمن ثم دخل أبوه في الإسلام
رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا خير عظيم وأجر ضخم وكبير في ميزان
الصديق رضي الله عنه وأرضاه.

لأجل هذا لو وزنت إيمان الصديق بأي إيمان لا بد أن يرجح إيمان الصديق
بل لو وزنت إيمان الصديق بإيمان الأمة لرجح إيمان الصديق.

لماذا؟
لأن الأمة عندما تعمل إنما تضيف لحسنات الصديق وأي مسلم يعمل خيرا
إنما يعمل عن طريق دعوة الصديق رضي الله عنه في بداية الدعوة فلو
قمت فصليت ركعتين يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجرك لو أنفقت
شيئا في سبيل الله يأخذ الصديق رضي الله عنه مثل أجرك لو أن إنسانا
جاهد في فلسطين أو العراق أو الشيشان يأخذ الصديق رضي الله عنه
مثل أجره لو كتب عالم كتابا ينتفع الناس به أو ألقى محاضرة وتناقلها
الناس عبر شرائط الكاسيت أو الفيديو أو عبر الإنترنت يأخذ
الصديق رضي الله عنه مثل أجره.

هل تخيلت معي هذا الحجم الهائل الضخم الكبير من الحسنات؟
هذه هي الدعوة إلى الله وهذا هو الصديق وهؤلاء هم صحابة
النبي صلى الله عليه وسلم