المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق الثراء .. غريزة أم رغبة ؟


adnan
09-12-2014, 09:20 PM
الأخت / فــــــاتوووو



تحقيق الثراء .. غريزة أم رغبة ؟

شهوة الثراء الفاحش.. غريزة أم رغبة؟
تحقيق الثراء غريزة أم رغبة؟ لماذا يسعى كل منا لتحقيق الثراء؟
هل هو غريزة أم رغبة أم اشتهاء؟! وبطبيعة الحال من حق كل إنسان أن
يسعى لتحقيق الوفرة في المال ولكن هل نتوقف عند ذلك وبمعنى آخر..
كيف يمكن تحقيق هذه الرغبة وبأي وسيلة؟

سؤال ألح على عقلي وشغل جانبًا من تفكيري حتى كاد عقلي يتوقف
عن تقديم إجابة مقنعة، خاصة أن مثل هذه الرغبة تتملكنا جميعًا، وذكرها
المولى سبحانه في قرآنه المنزل، حيث يقول جل شأنه

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ...}.

سنتعرض في البداية لمفهوم الثراء اللغوي :
فقد عرّفه معجم لسان العرب على أنه "ثروة من ثرى، ثرى المال ثراء:
نما، وثرى القوم: كثروا وثرى ثراء كثر ماله فهو ثر وثرى، وثرى بكذا:

كثر ماله فهو غنى عند الناس،
والثراء كثرة المال، والثرى: الأرض". إذا فالثراء لا يعني بالضرورة
المال فقط فهناك الكثير من الناس يتفقون على أن التمتع بالصحة الجيدة
هو الثراء الحقيقي بينما يرى آخرون أن في الوظائف الهامة ثراء وترى
مجموعة أخرى أن في الأسرة المتكاملة ثراء وما سنتعرض له هنا هو
شهوة الثراء المتعلق بالمال.

حارت الأفهام والعقول وكذلك البحوث والدراسات عن ماهية الأسرار التي
تحركنا للثراء والتي تظهر في صورة الرغبة الجامحة داخل كل منا حتى
يكون ثريًا وبسرعة البرق...

والدهشة كل الدهشة والعجب كل العجب وراء هذه الشهوة
الجموح رغبة في جمع المال؟!
وتبدو الرغبة في الثراء مثلها مثل شهوة غريزية أمام العلوم والبحوث
والتي يمكن أن نعززها بآراء مؤكدة وشواهد منظورة يمكن تفسيرها
برؤى عقلية بالغة الوضوح من الواقع المعاش وليس هناك أغلى من
الثراء إلا الثراء السريع والفاحش بل المتفرد الذي لا يضاهيه أحد
والرغبة في ألا يصل إليه غيره. وإذا كان هناك فرق بين الثراء والمال
من حيث إن الثراء هو المال في حالة تشغيله أما المال

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14864549c38936ca&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

فهو الثروة في حالة استغلالها حتى تزيد وتنمو أكثر وهي بذلك تصبح
شهوة واشتهاءً متواصلاً لا ينقطع حبًا في الجمع والتملك، وما بين
الغريزة باعتبارها الميل الفطري والشهوة التي هي ترجمة لذلك الميل
تقف الثروة جامحة مدفوعة بقوتهما ومشحونة بطاقتهما لتبدو واضحة
في حركة الفرد ومتناسبة مع رغبته التي تأتي أسيرة لحالة الحراك التي
يعيشها المجتمع الحديث ومتطلباته المتزايدة وتحولاته المادية الضاغطة،
وتأتي أيضًا متزامنة مع ضعف التحكم والسيطرة لشرائح المجتمع
البراجماتية لتبدو واضحة في حالة التسطيح وذلك بالتركيزعلى الظواهر
وتجاهل الخفايا والجواهر وهو ما يجعل الفرد أسيرًا لحالة سوداوية
ضبابية تدفعه إلى اتخاذ خطوات لمجابهة الحال.

كتب : خالد ناجي هليل