المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعد بن أبي وقاص أميراً على العراق


adnan
09-16-2014, 11:56 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



سعد بن أبي وقاص أميراً على العراق‏
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله

بعث عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص أميراً على العراق‏.‏
ثم بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص الزهري أحد
العشرة في ستة آلاف أميراً على العراق، وكتب إلى جرير عبد الله،
والمثنى بن حارثة أن يكونا تبعاً له، وأن يسمعا له ويطيعا، فلما وصل إلى
العراق كانا معه، وكانا قد تنازعا الإمرة فالمثنى يقول لجرير‏:‏ إنما بعثك
أمير المؤمنين مدداً إلي‏.‏

ويقول جرير‏:‏
إنما بعثني أميراً عليك‏.‏فلما قدم سعد بن أبي وقاص على أمر العراق
انقطع نزاعهما‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
وتوفي المثنى بن حارثة في هذه السنة‏:‏
كذا قال ابن إسحق

والصحيح‏:‏ أن بعث عمر سعداً إنما كان في أول سنة أربع عشرة
كما سيأتي‏.‏

ذكر اجتماع الفرس على يزدجرد بعد اختلافهم
كان شيرين قد جمع آل كسرى في القصر الأبيض، وأمر بقتل ذكرانهم
كلهم، وكانت أم يزدجرد فيهم ومعها ابنها وهو صغير، فواعدت أخواله
فجاؤا وأخذوه منها، وذهبوا إلى بلادهم، فلما وقع ما وقع يوم البويب
وقتل من قتل منهم كما ذكرنا، وركب المسلمون أكتافهم وانتصروا عليهم،
وعلى أخذ بلدانهم، ومحالهم وأقاليمهم‏.‏ثم سمعوا بقدوم سعد بن أبي
وقاص من جهة عمر، اجتمعوا فيما بينهم وأحضروا الأميرين الكبيرين
فيهم ووهما‏:‏ رستم والفيرزان فتذامروا فيما بينهم وتواصوا، وقالوا لهما‏:‏
لئن لم تقوما بالحرب كما ينبغي لنقتلنكما ونشتفي بكما‏.‏ثم رأوا فيما بينهم‏:‏
أن يبعثوا خلف نساء كسرى من كل فجٍ ومن كل بقعة فمن كان لها ولد من
آل كسرى ملكوه عليهم‏.‏فجعلوا إذا أتوا بالمرأة عاقبوها هل لها ولد وهي
تنكر ذلك خوفاً على ولدها إن كان لها ولد، فلم يزالوا حتى دلوا على أم
يزدجرد، فأحضروها وأحضروا ولدها فملكوه عليهم، وهو ابن إحدى
وعشرين سنة، وهو‏:‏ من ولد شهريار بن كسرى وعزلوا بوران
واستوثقت الممالك له، واجتمعوا عليه وفرحوا به، وقاموا بين يديه
بالنصر أتم قيام‏.‏واستفحل أمره فيهم وقويت شوكتهم به، وبعثوا إلى
الأقاليم والرساتيق، فخلعوا الطاعة للصحابة، ونقضوا عهودهم وذممهم‏.‏

وبعث الصحابة إلى عمر بالخبر، فأمرهم عمر أن يتبرزوا من بين
ظهرانيهم، وليكونوا على أطراف البلاد حولهم على المياه، وأن تكون
كل قبيلة تنظر إلى الأخرى بحيث إذا حدث حدث على قبيلة لا يخفى أمرها
على جيرانهم‏.‏ وتفاقم الحال جداً، وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث
عشرة‏.‏وقد حج بالناس عمر في هذه السنة، وقيل‏:‏ بل حج بهم