المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عين على حارتنا


adnan
09-24-2014, 08:44 PM
الابنة / أحلام عبد العزيز



عين على حارتنا

هكذا الحياة مقادير :
كما يحصل لأم آدم سارة ربما معاناتها.من نوع آخر سارة التي تسكن
في بيت صغير تكاد لا ترى بابه من شدة نزول البيت عن شارع الحارة
دائما تتلاطم بها الحياة بين بيتها وبيت والديها المشلولين والكفيفين.
لا تذهب لهما إلا ومعها بعض ما قسم الله.لهما إما خبز أوقليل من الأرز
ونادرا ما تأخذ معها الفاكهة إن وجدت هذا ما تبقى في منزلها بشكل يومي
لا تذهب لهما خالية الوفاض قبل أن يذهب زوجها للسوق.تستأذنه بالذهاب
لوالديها هي بارة بهما.تذهب العصر وتعود قبيل الغروب تقول لزوجها:
إن شاء الله اليوم بروح لأهلي كانك سامح لي غالبا زوجها لا يردها.
إلا أن إستعصت الأمور هناك مكان قريب للسوق يجتمع فيه كبار السن
والشباب يسمى الخيمة بعد صلاة المغرب يذهبون لمنزلهم لتناول العشاء
سابقا كانوا يتناولون عشاءهم بعد صلاة المغرب تستيقظ هذه المسكينة
سارة وكعادتها للطبخ.وكنس ساحة المنزل ولأنه مكشوف يأتيه التراب
في كل الأوقات تم ترتب الروشن وغيرهما من أمور منزلها.

لكن حدث شيء لم تتوقعه
لم تجد ما تأخذه لبيت والديها حزنت كثيراوإستشعرت بشيء من الخجل
إلا أنها ذهبت من بيتها.خالية اليدين ثم قالت في نفسها: الشكوى لله
ما معي شيء لكن أهم شيء.أني أطمئن عليهم وأشوف ماذا ينقصهم
هنا توكلت على الله وأغلقت بابها بالمزلاج صادفتها جارتها تقول لها:
أين أنت ذاهبة كل يوم ولا أراك إلا قليلا سارة: ماذا أفعل أنا أذهب
لأهلي لكي أرى ما ينقصهم أنظف بيتهم وأرجع وإنطلقت مجددا سارة
لبيت والديها تفكر ماذا ستقول لهما إن دخلت وليس معها شيءهنا تتفاجأ
وهي تسير في الطريق أن أوقع الله أمامها.حمامتين تتنازعان فيما بينهما
وكل منهما تنتف ريش الأخرى الحمام لا يعي ماحوله ومن بقربه عند
العراك قالت سارة وهي مبتهجة:هذه عطية من رب العالمين لوالدي.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1489d1a9bbfbcc09&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
ورغم أنها محتشمة بالعباءة وغطاء الوجه إلا أنها إقتربت وأمسكت
بهما ووضعتهما داخل عباءتها لتنطلق مرة أخرى مسرعة إلى بيت اهلها
تقبل وتفتح الباب من خيط يضعونه خارجه لدخول الأقربين سارة فرحة
تذبح الحمامتين وتنتف ريشهما وتقوم بشوي لحمهما بسرور وتقدمه
لوالديها سارة وهي تشوي لحم الحمام تغني لوالدها ياذا الحمام اللي
سجاع بغصون هنا عرف والدها أن مافي يدها ماهو إلا لحم حمام
وهنا أختم وأقول لو فعلا توكلنا على الله حق التوكل في كل شيء