adnan
10-18-2014, 08:06 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ شرح أسماء الله الحسنى ]
- الخالق، الخلاق، البارئ، المصوِّر
قال تعالى:
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }
[الحشر: 24].
قال الخطابي:
-الخالق- هو المبدع للخلق المخترع له على غير مثال سابق،
قال سبحانه:
{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }
[فاطر: 3].
فأما في نعوت الآدميين فمعنى الخلق: التقدير
كقوله عز وجل:
{ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ }
[آل عمران: 49] اهـ.
والخلاق:
من أفعال المبالغة من الخالق تدل على كثرة خلق الله تعالى
وإيجاده، فكم يحصل في اللحظة الواحدة من بلايين المخلوقات
التي هي أثر من آثار اسمه سبحانه الخلاق:
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ }
[الحجر: 86].
واسمه سبحانه (الخالق والخلاق) مما أقرت به جميع الأمم مؤمنهم
وكافرهم، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض
رده على من قال: أن اسم (الخالق) يثبت له سبحانه مجازاً.
إنه ليس في المعلومات أظهر من كون الله: (خالقاً)، ولهذا أقرت به جميع
الأمم – مؤمنهم وكافرهم – ولظهور ذلك؛ وكون العلم به بديهياً فطرياً؛
احتج الله به على من أشرك به في عبادته فقال:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
[الزمر: 38]
، في غير موضع من كتابه.
فعلم أن كونه سبحانه (خالقاً):
من أظهر شيء عند العقول، فكيف يكون الخبر عنه بذلك مجازاً؛ وهو
أصل كل حقيقة، فجميع الحقائق تنتهي إلى خلقه وإيجاده، فهو الذي خلق
وهو الذي علم،
كما قال تعالى:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }
[العلق: 1-5].
فجميع الموجودات انتهت إلى خلقه وتعليمه، فكيف يكون كونه خالقاً
عالماً مجازاً؟ وإذا كان كونه خالقاً عالماً مجازاً: لم يبق له فعل حقيقة
ولا اسم حقيقة، فصارت أفعاله كلها مجازات، وأسماؤه الحسنى كلها
مجازات... إلى قوله: فإن جميع أهل الإسلام متفقون على أن الله خالق
حقيقة لا مجازاً، بل وعباد الأصنام وجميع الملل).
وقد ذكر رحمه الله تعالى اسمه سبحانه
(الخلاق) في نونيته حيث قال:
وكذاك يشهد أنه سبحانه
الخلاق باعث هذه الأبدان
(الباري) أي المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود والبرء هو الفري
وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود, وليس كل من قدر شيئا
ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عز وجل كما قيل: ولأنت تفري
ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري أي أنت تنفذ ما خلقت أي قدرت
بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع كل ما يريد فالخلق التقدير, والفري التنفيذ.
(المصور) الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض, أي
الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها, يقال هذه صورة الأمر
أو مثاله فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا, وهذه الثلاثة الأسماء التي
في سورة الحشر في خاتمتها
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى }
[الحشر:24]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد
والصورة التي يختار
كقوله تعالى:
{ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ }
[الانفطار:8]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ-2UDcR73nj2HCPLcLu_o-3AR6CVpR0u0ytedFeriFQDAPOovxFns4mONj6P0QFi6Rjx8FSh d-DkjCmDHd8qBqnwAPozAnehcfH5Iez2eicsryYVLZuCwD2cVA&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962088&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.4&disp=emb&attbid=ANGjdJ_dRqVKALIA6nz1DvMpH4oRSgQZUyY3sdcKpJ5 uKNDOmkJJbg6uFGzK1WVOhPf0fKeIgSCudX89Fl46hqbZPkuzO juQinnudZ4J7a3FtcEcV8WnaQsA7c9tkdk&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962089&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.4&disp=emb&attbid=ANGjdJ-4QWk_JMnTScYtPAcOGMd3IsUjl--GZ6JHmVoCV92hoDSWTP8VxPqcPmu5vMnQTflNplC0UUmdm5ZgI fqNLjMTtdS7LDkWgANbyw5NIofdeWzbbnN-L2ZExSc&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962090&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "
درس اليوم
[ شرح أسماء الله الحسنى ]
- الخالق، الخلاق، البارئ، المصوِّر
قال تعالى:
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }
[الحشر: 24].
قال الخطابي:
-الخالق- هو المبدع للخلق المخترع له على غير مثال سابق،
قال سبحانه:
{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }
[فاطر: 3].
فأما في نعوت الآدميين فمعنى الخلق: التقدير
كقوله عز وجل:
{ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ }
[آل عمران: 49] اهـ.
والخلاق:
من أفعال المبالغة من الخالق تدل على كثرة خلق الله تعالى
وإيجاده، فكم يحصل في اللحظة الواحدة من بلايين المخلوقات
التي هي أثر من آثار اسمه سبحانه الخلاق:
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ }
[الحجر: 86].
واسمه سبحانه (الخالق والخلاق) مما أقرت به جميع الأمم مؤمنهم
وكافرهم، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض
رده على من قال: أن اسم (الخالق) يثبت له سبحانه مجازاً.
إنه ليس في المعلومات أظهر من كون الله: (خالقاً)، ولهذا أقرت به جميع
الأمم – مؤمنهم وكافرهم – ولظهور ذلك؛ وكون العلم به بديهياً فطرياً؛
احتج الله به على من أشرك به في عبادته فقال:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
[الزمر: 38]
، في غير موضع من كتابه.
فعلم أن كونه سبحانه (خالقاً):
من أظهر شيء عند العقول، فكيف يكون الخبر عنه بذلك مجازاً؛ وهو
أصل كل حقيقة، فجميع الحقائق تنتهي إلى خلقه وإيجاده، فهو الذي خلق
وهو الذي علم،
كما قال تعالى:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }
[العلق: 1-5].
فجميع الموجودات انتهت إلى خلقه وتعليمه، فكيف يكون كونه خالقاً
عالماً مجازاً؟ وإذا كان كونه خالقاً عالماً مجازاً: لم يبق له فعل حقيقة
ولا اسم حقيقة، فصارت أفعاله كلها مجازات، وأسماؤه الحسنى كلها
مجازات... إلى قوله: فإن جميع أهل الإسلام متفقون على أن الله خالق
حقيقة لا مجازاً، بل وعباد الأصنام وجميع الملل).
وقد ذكر رحمه الله تعالى اسمه سبحانه
(الخلاق) في نونيته حيث قال:
وكذاك يشهد أنه سبحانه
الخلاق باعث هذه الأبدان
(الباري) أي المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود والبرء هو الفري
وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود, وليس كل من قدر شيئا
ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عز وجل كما قيل: ولأنت تفري
ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري أي أنت تنفذ ما خلقت أي قدرت
بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع كل ما يريد فالخلق التقدير, والفري التنفيذ.
(المصور) الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض, أي
الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها, يقال هذه صورة الأمر
أو مثاله فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا, وهذه الثلاثة الأسماء التي
في سورة الحشر في خاتمتها
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى }
[الحشر:24]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد
والصورة التي يختار
كقوله تعالى:
{ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ }
[الانفطار:8]
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ-2UDcR73nj2HCPLcLu_o-3AR6CVpR0u0ytedFeriFQDAPOovxFns4mONj6P0QFi6Rjx8FSh d-DkjCmDHd8qBqnwAPozAnehcfH5Iez2eicsryYVLZuCwD2cVA&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962088&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.4&disp=emb&attbid=ANGjdJ_dRqVKALIA6nz1DvMpH4oRSgQZUyY3sdcKpJ5 uKNDOmkJJbg6uFGzK1WVOhPf0fKeIgSCudX89Fl46hqbZPkuzO juQinnudZ4J7a3FtcEcV8WnaQsA7c9tkdk&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962089&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14923585b40d8e56&attid=0.4&disp=emb&attbid=ANGjdJ-4QWk_JMnTScYtPAcOGMd3IsUjl--GZ6JHmVoCV92hoDSWTP8VxPqcPmu5vMnQTflNplC0UUmdm5ZgI fqNLjMTtdS7LDkWgANbyw5NIofdeWzbbnN-L2ZExSc&sz=-w1600-h1000&ats=1413651962090&rm=14923585b40d8e56&zw&atsh=1
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "