المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء في الهجرة ( 1 )


adnan
11-06-2014, 09:10 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



نساء في الهجرة ( 1 )

هجرة المرسلين ليست كهجرة البشر :
ذلك أنها هجرة هدفها التمكين لدين الله تعالى بإرساء قواعده في الأرض
لإعلاء شعائره إلى السماء وهي هجرة لا يقدم عليها الرسول إلا بإذن ربه
وكم فات هذا المعنى كثيراً من الباحثين فخلطوا حتى آذوا النبي
صلى الله عليه وسلم بقولهم هاجر خوفاً أو فراراً من الأعداء يقولون هذا
وموسوعات السيرة النبوية بين أيديهم تقص عليهم حث الصديق
رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر فيبين له
الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في انتظار أمر ربه .

حتى أذن سبحانه فكانت الهجرة من أجل دين الله :
فلم تكن لدنيا أو مال. واستوى لهذا الأمر رجال ونساء وما أكثر ما كان
من حديث للرجال في الهجرة ربما كان سبباً في خفاء أمر نسوة كن على
طريق الهجرة من قبل الهجرة ومن بعدها أديّن أدواراً غاية في الروعة
والفداء والإيمان نسوة صَدقن أيضاً ما عاهدن الله عليه فلمعن في سماء
الإسلام نجوماً باهرات لم يكن مثلهن في التاريخ

ومن تلك النسوة :

1- التمهيد للهجرة نسيبة بنت كعب المازنية
وأم منيع أسماء بنت عمرو السلمية :
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وأخذ يدعو قومه فأسلم منهم قليل
وبسطت قريش أيديها وألسنتها بالسوء فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
يعرض نفسه على القبائل عله يجد من بينها ناصراً فلم يجد منها جميعاً
أذناً صاغية ولا قلباً واعياً حي لقي في موسم الحج نفراً من الخزرج
فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فصدقوه وآمنوا به وقالوا :
إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى أن
يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي
أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله إليه فلا رجل أعز منك
ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بايعوه .

فلما عاد إلى المدينة المنورة أذاعوا بها الإسلام فأجاب داعيتهم خلق كثير
حتى إذا كان موسم الحج من قابل ذلك العام خرج من المدينة ثلاثة
وسبعون رجلاً وامرأتان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه
ويؤتوه عهدهم وذمامهم أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم
فتوافدوا جميعاً إلى العقبة الثانية التي كانت النواة الأولى في لبنة الدولة
الإسلامية وما يهمنا من أمر هذه البيعة هو ما كان من أمر المرأتين

وهما : نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو
من بني النجار : وتكنى أم عمارة الأنصارية
وهي زوج زيد بن عاصم الصحابي الجليل وكانت بطلة مجاهدة من أبطال
الإسلام ويحفظ لها التاريخ وقفتها يوم أحد وهي تقاتل دون النبي
صلى الله عليه وسلم وقد جرحت ثلاثة عشر جرحاً والدم ينزف منها
ويحدث التاريخ عن موقفها في حروب الردة ومقاتلة مسيلمة الكذاب الذي
قتل ابنها حبيب وقطعه قطعاً وشاركت في الحرب كأحد الأبطال الميامين
حتى قطعت يدها فهذه المرأة وما اتصفت به من صفات تفوق الخيال كانت
أولى المبايعات للنبي صلى الله عليه وسلم وامرأة بمثل هذه القوة
والشجاعة لابد أن يكون لها في قومها رأي ومكانة ولابد أن يكون
لها تأثير على نساء قومها الذين عرفوا فيما بعد الأنصار .

ب. أم منيع :
أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي بن سواد بن سلمة وتعرف بأم منيع
الأنصارية وهي أم معاذ بن جبل أحد الأئمة المعدودين من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم أسلمت حين تنفس صبح الإسلام بالمدينة المنورة
قبل بيعة العقبة الثانية وجاءت مع وفد البيعة وكانت من أتم القوم عقلاً
وأحكمهم رأياً ومن المشاركات في الجهاد في غزوة خيبر . كلتا المرأتين
كانت مثالاً في قومها للرأي والحكمة والعقل والشجاعة ولا بد أن يكون
لذلك تأثير على من سواهما

من نساء يثرب فقامتا مع الرجال بتعبئة الجو العام اليثربي وتهيئته
للإسلام حتى كانت الهجرة فكان المجتمع اليثربي مستعداً لتكوين وتشييد
وإقامة الدولة الإسلامية التي تكونت نواتها الأولى ببيعة العقبة .