المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحري الحلال من أسباب إستجابة الدعاء


adnan
11-10-2014, 10:05 PM
الأخ / أديب سعيد



تحري الحلال من أسباب إستجابة الدعاء

من آداب الدعاء , تحري الحلال :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ،
وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال :

{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا }
المؤمنون : 51

وقال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }
البقرة : 172

ثم ذكر الرجل يطيل السفر : أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء :
يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ،
وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟ .)
رواه مسلم
والحديث ورد فى -: البخارى فى رفع اليدين (86) و مسلم
فى صحيحه(1015) و الترمذى(2989) و ابن الجعد فى مسنده (1633)
و ابن بشران فى الامالى (92) و الدارمى فى سننه (2773)و البيهقى
(6621) فى الشعب (1166)و البغوى فى شرح السنة ،و ابن المبارك
فى الزهد (456) و اسحاق بن راهويه فى مسنده (168) و عبد الرزاق
فى مصنفه (8839) وأحمد فى مسنده (8570)

والمعنى :

إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،
قال تعالى

{ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ }
[(267) سورة البقرة]

{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ }
[(157) سورة الأعراف]

فالمحرمات خبائث، والرديء خبيث ، والطيب يقابله الخبيث ، الطيب
الحلال ، والخبيث الحرام في قوله -جل وعلا-:

{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ }
[(157) سورة الأعراف]

فالمحرمات كلها خبائث

ثم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الرجل "يطيل السفر"
وهذا من أسباب الإجابة يكون فيه المسافر

"أشعث أغبر"
منكسر القلب غير مترفع ولا متكبر ، يمد يديه إلى السماء

( يا رب يا رب )
وهذا من أسباب إجابة الدعوة ,

( ومطعمه حرام )
في كسبه لا يتورع في أكل ما حرم الله عليه، أو شرب ما حرم الله عليه،

( مطعمه حرام، ومشربه حرام )
وكلها من موانع الإجابة يعني الحرام محيط به من كل وجه ،

" أنى يستجاب له"
،استبعاد لإجابة الدعوة لوجود هذه الموانع ، من مطعم حرام، ومشرب
حرام، وملبس حرام، وغذي بالحرام ، (فأنى) وهو مجرد استبعاد
لا استحالة، لا ييأس المسلم من دعاء الله ؛ لأنه قد يدعو الله جل وعلا
أن ينفي عنه وأن يبعده عن هذه الموانع

والله يبتلي عباده، فقد يستجيب لهم فوراً , حتى مع انتفاء الموانع
قد لا يستجاب للإنسان في ظاهر الأمر؛ لأنه ما من دعوة يدعو بها مسلم
بغض النظر عن وجود الموانع , إلا أنه إما أن يستجاب له بما طلب،
أو يدفع عنه من الشر مقدار ما طلب أو أعظم، وقد تدخر له هذه الدعوة
إلى وقت هو أحوج بها منه إلى هذا الوقت . والله أعلم واحكم

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين