تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مبتعثة ومحرمي مدمن!!


هيفولا
11-17-2014, 08:14 PM
مبتعثة ومحرمي مدمن!!




مُبتعثَة ومَحْرَمي مدمن!!


السؤال
أنا مُرَشَّحه للابْتِعاث خارج المملكة للدِّراسة،
والمَحْرَم الذي قَرَّر مُرَافَقَتي يتعاطَى أنواعًا منَ المُخدِّرات؛ مثل: الحشيش، والحبوب.

هو مَن سعى وعمل على تسجيلي بالبعثة، ومتابعة الإجراءات،
لا يُمكن تغييره واختيار مَحْرم غيره، ولا أستطيع إلغاء البعثة؛ لكونِه هو الذي قَرَّر.

توقَّعْتُ أنه سيُجرى له تحليل مِن قبل الوزارة - هل هو لائق أو غير لائقٍ -
قبل تأكيد البعثة؛ لكن للأسَف لم يُجرَ له أي تحليل.

استشرتُ إحدى صديقاتي، وكانتِ المصيبة أنها تعيش نفس مشكلتي،
فمَحْرَمُها مدمن، ولا تعرف ماذا تفعل؟ وتَتَمَنَّى أن تُلغَى البعثة.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلا بكِ في موقع الألوكة.

استشرتِني، والمستشار مؤتَمن: إنَّ قيمة العلم مرتفعة جدًّا عندي،
وأسعد حين أعلم بشبابنا وفتياتنا يُهَرْوِلون لساحات العلم والتَّعَلُّم.

لكن هذه الهرولة وذاك السَّعي يحتاج إلى حكمة؛
خاصَّة إن كان بعيدًا عنِ الأهْل، والوطن، والمجتمع الذي نشأْنا في أكنافِه.

أقول - عزيزتي -: كلُّ أوامر الله - جَلَّ وعَلا - ونواهيه خيرٌ للبَشَريَّة،
سواء فَقِهْنا أم جَهِلْنا حكمتها، ووجود المَحْرَم مع الأنثى في السَّفر
منَ الأمور التي أَمَرَ بها الشَّارِع الحكيم، وقد فقِهنا بعض حكمة هذا الأمر.

فالمحرم ليس ورقةً أو بطاقة نخرجها لولاة الأمر؛ ليسمحوا لنا بالابْتِعاث؛
بل هو أمر أعمق وأبعد من ذلك؛ فالأنثى بخلقتِها وتكوينها الطبيعي أضعفُ منَ الرَّجُل،
وتعتريها تغيُّرات نفسيَّة وجسميَّة، وتَتَراوَح شدةً وقسوة عنِ التَّغيُّرات التي تعتري الرَّجُل.

وإن الابتعاث مع محرم يَتَعاطَى الحشيش والحبوب لَحَماقة كبرى،
أنا متأكدة أنكِ لن تقدمي عليها، فالمَحْرَم واجِبُه أن يرعاكِ ويحميكِ،
ومتعاطي الحبوب والحشيش يبيع نفسه؛
ليحصلَ على ما يسكنه أثناء اشتداد حالة السُّكر عنده، فهل أنتِ مستعِدَّة لهذه المفاجَآت؟!

ثم أنتِ بحاجةٍ إلى هُدُوء وَجوٍّ آمِنٍ ساكن لتُذاكري،
فهلِ المكث مع متعاطٍ يجلب الأمن أو القلق؟!
هذا وأنتِ بعيدة عن مَن يمكن أن يعاونكِ على إيقافه لو تجاوَزَ الجرعة،
أو في إرشاده ونُصْحه، ومصائب أخرى لا يتَّسِع المجال لِذِكْرها هنا؛ ولكنَّها معروفة لكلِّ ذي عقلٍ.

إنني أشفق عليكِ، وأخشى على دينكِ، وعرضكِ،
ومالكِ، وصحتكِ، وأنت أمانة لدى متعاطي المخدرات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لا تسافري معه مهما أغراكِ، ووعدكِ بالتحسُّن،
فالمتعاطي يحتاج إلى جلسات ومتابعة، والأماني لا تكْفي أبدًا.

ألْغِي البعثة نهائيًّا، واحمدي الله أنَّكِ عرفْتِ قبل أن تسافري معه،
وعليكِ أن تُكملي دوركِ كمُواطِنة صالحة، بأن تُخبري المراكز الطِّبية التي تعالِج المتعاطين
- مستشفى الأمل مثلاً - فلابدَّ مِن أن يعالَج،
ويقلع عنِ ارتكاب هذا الحرام؛ فلا تدري نفسٌ متى تموت.

هيفولا:o



والسلام عليكم ورحمة الله.