المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لا يعاقب الله بعض الطغاة الظلمة في الدنيا ؟ ( 02 - 04 )


adnan
11-21-2014, 10:28 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام




لماذا لا يعاقب الله بعض الطغاة الظلمة في الدنيا ؟
الجزء الثانى - 04
(http://www.ataaalkhayer.com/)

تأجيل الظالم يكون أحياناً ليستحكم العذاب عليه يوم القيامة،
يعني: قد يموت في أوج قوته فيكون موته هو الأخذ والعذاب ينتظر أمامه :

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }

وهذا وعيد شديد للظالمين وتسلية للمظلومين،
سيكون هناك يوم يأتي فيه هؤلاء الظلمة لا ينبسون ببنت شفه.
طيب الإمهال هذا ما هي حكمه ؟
يعني بعض الناس يقولون: طالت وطالت وبعد ذلك،
نقول: يا جماعة أنتم بأعينكم الآن ترون وتسمعون بأذانكم
يعني أخبار بعض الظلمة كيف أخذهم الله،
الإمهال من حكمه: أن الله يبتلي إيمان المؤمنين فيسقط الذين عندهم خلل
في الإيمان، بعضهم يشك في عدل الله والعياذ بالله،
بعضهم يقول الذي يقدر الأمور ربنا عز وجل لا أنا ولا أنت،
ما أحد له الأمر إلا الله، فلا أحد يقول لله: افعل كذا في وقت كذا،
هو يفعل ما يشاء وقتما يشاء،
ولذلك الإمهال هذا فيه اختبار للإيمان، فيه تمحيص لليقين،
هل أنت موقن فعلاً بأن الله لما قال سيفعل أم أن عندك شك في هذا؟
ثم الظالم أحياناً يمهل ليؤخذ على حين غرة.
والله يمكر للظالم يمهل ويمكر به يدخله في شيء لا مخرج منه،
يدخله في ورطة من ورطات الأمور الله إذا مكر بإنسان أو بقوم
لا راد لقضائه:

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ }
فيدخل الظالم في وضع معين لا يستطيع أن يفلت، إن تحرك هكذا جاءت
وبالاً عليه من هنا، وإن حاول هكذا جاءت وبالاً عليه من هنا،
وإن تأخر وإن توقف وإن تقدم وإن فعل وإن سكت وإن كف وإن أقدم
وإن أحجم لا يجد خياراً، نحن رأيناه الآن في الواقع،
وأحياناً يعميه كان يمكن للظالم أن يهرب سبحان الله يطمس على عينيه
وعلى بصيرته ما يعرف يدبر أموره.
تأخير الانتقام من بعض الظالمين في الدنيا أكبر دليل على وجود الآخرة،
في محكمة إلهية، كان رجل من العرب في الجاهلية إذا رأى رجلاً
يظلم ويعتدي يقول: فلان لا يموت سوياً فيرون ذلك،
يعني: عقوبة ظلمه، حتى مات رجل ممن قال ذلك فيه، فقيل له:
مات فلاناً سوياً،
يعني: ما ظهرت فيه علامة انتقام، فلم يقبل حتى تتابعت الأخبار
فقال: إن كنتم صادقين فإن لكم داراً سوى هذه تجازون فيها،
يعني: هذا كافر في الجاهلية توصل إلى النتيجة،
قال عليه الصلاة والسلام:

( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة،
حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )

فإذا كان هذا حال العجماوات البهائم فيما بينها وهي غير مكلفة ولا عاقلة
فكيف حال العقلاء؟!
أيحسب الظالم في ظلمه أهمله القادر أم أمهلا
ما أهملوا بل لهم موعد لن يجد من دونه موئلا

فلا يغر الظالم إمهال الله له، الملك بيد الله يؤتي من يشاء وينزع ممن يشاء،
نقمة الله تأتي بسرعة مذهلة، تأتي بغتة.

يا من لذلــــــــــــــة قوم بعد عزتهم أحال حــــالهم كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكاً في مساكنهم واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم عليهم من ن ثياب الـــــــذل ألوان

الظالم بينما هو مغتر في عزه غير آبه بحق ربه، إذ حلت به المثلات،
ونزلت به القوارع، فضاقت به البلدان، كأنه لم يسرح فيها ولم يمرح،
ولا صال ولا جال، وهكذا يأتي الله بعباد صالحين ينتقم بهم من الظالم،
ويأتي بظالم وينتقم به من ظالم، وينزل عذاباً من عنده على ظالم مباشر
ليس عن طريق أحد أو على يد أحد من الخلق فينتقم منه..
وهكذا، فالعقوبة ستأتي ستأتي.

دعوة المظلوم

وأخيراً فإن دعوة المظلوم سهم لا يرد، فيا بؤس الظالم المخذول ينام
ملء عينيه والمظلوم يدعو عليه، يجأر إلى الله أن ينتقم منه،
وأن يشتت شمله، ويعجل عقابه، وينزل به بأسه ويحل عليه سخطه،
ويأخذه أخذ عزيز مقتدر،
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل،
ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء
ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين )

( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب )
لو كان المظلوم فاجراً فدعوته مستجابة فجوره على نفسه،
ودعوة المظلوم على الظالم تصعد إلى الله
فما بالك بدعوة التقي الصالح أو العالم الرباني ومن بذل نفسه لله ؟
وإذا فتحت أبواب السماء لهذه الدعوة أتى الفرج من رب الأرباب
ومهلك الجبابرة وقاصم ظهور القياصرة

{ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى }
كان يزيد بن حكيم يقول: ما هبت أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته
وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله يقول لي :
حسبي الله، الله بيني وبينك.
يقول ابن القيم رحمه الله:
فسبحان الله كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم،
وجرت دمعت مسكين،
قال الله :

{ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ }
وقال:

{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }
قال: ما ابيض لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم،
وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه،
سمن الظالم من من؟ من ضعف المظلوم، طعام الظالم من أين؟
من جوع المظلوم، قوة الظالم من أين ؟ من ضعف المظلوم.
لا تحتقر دعاء المظلوم فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك،
نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت، قوس قلبه المقروح وسواد الليل يرميك
فيه، والوعد: لأنصرنك ولو بعد حين، احذر عداوات من ينام
وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاماً
مالها غرض سوى الأحشاء.

أيها الإخوة والأخوات !
سلاح الدعاء من المؤمنين للمؤمنين عظيم، ونحن والله نتفطر ونتألم
ونحن نرى إخواناً لنا في الدين يقصفون، يحاصرون، يقتلون، يجرحون،
تغتصب نساؤهم، تيتم أطفالهم، ترمل نساؤهم، يجوعون، يعذبون، يسجنون،
نرى والله ما يحل بهم، ونسأل الله المغفرة في تقصيرنا.
ولكننا نسأله سبحانه وتعالى وهو العزيز الذي لا يرى والقدير
الذي من لاذ به لا يضام، نسأله سبحانه أن يفرج عن إخواننا المستضعفين
وأن ينجيهم برحمته إنه أرحم الراحمين، ونسأله أن ينزل عاجل بأسه
وعذابه بهؤلاء الظالمين، وأن يرينا فيهم عجائب قدرته إنه الجبار
على كل شيء قدير، نسأله سبحانه وتعالى أن يقر أعيينا عاجلاً غير آجل
بنصرة المسلمين ورفع راية الدين وهلاك أعداء الأمة
إنه هو السميع العليم .