المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعظم المشاريع أثراً


هيفولا
11-27-2014, 11:36 AM
أعظم المشاريع أثراً


تحدّث سليمان الراجحي قائلاً :
من عام 1363 إلى يومنا هذا وأنا أذبح في عيد الأضحى من كل عام أضحيتين ،

الأولى عني وعن أهل بيتي ، والثانية عن معلمي سعد المطوع !


فمن هو سعد المطوّع ؟ ولماذا يذبح له الراجحي أضحية كل عام ؟
سعد المطوع هو معلم سليمان الراجحي في الصف الثاني الابتدائي ،
والذي أوجب له هذا المعنى الكبير في قلب طالبه أنه أعطاه ريالاً

ليكتسي به حين أراد زيارة أمه يوما ما !


تُرى هل كان يعلم سعد المطوع رحمه الله تعالى هذه النهاية التي يحملها له طالبه ؟
أو كان يدور بخلد الطالب تلك الحقبة أن زماناً سيأتي لرد ذلك الجميل ؟!



ما أحوج المعلم إلى قراءة هذا المعنى الكبير !

وصغير اليوم هو كبير الغد ، وكم من حُلُم خلّف مثل هذه الذكريات !


إن إحدى مشكلاتنا التي تطاردنا في التعليم أننا نعلّم الأجيال لذات اللحظة

ويفوت علينا استشراف مستقبلهم البهيج !



قال أحد الكبار يوما ما : كنت أدرّس في المعهد العلمي

وأشرح حديث سمرة بن جندب : (لا تسأل الإمارة .. )
في يوم زيارة المشرف التربوي وأبنت في الحديث خطر التعلّق بالمسؤوليات

ومغبة أثرها على صاحبها فقام أحد طلابي سائلاً :
وإن رأيت من نفسي قدرة على تحمل تبعاتها والقيام بأدوارها ؟



فأبنت له خطر الكبر وأثر الغرور على صاحبه ،
وخرجت بصحبة المشرف التربوي الذي كان يقول لي :
وما تصنع بقول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام :
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) ؟!

ومرت الأيام وطالبي الذي سألني بالأمس هو أحد القضاة في محكمة التميز اليوم .


إن من أعظم المشاريع أثراً في حياة صاحبها التعليم !
وكم من طالب أثار غبار المجد ! وبعث معلمه حياً من جديد في عالم الأرض !
وما أروع ما دونت يراع السعدي تعليقاً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

(إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ:

صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عَمَلٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) قائلاً :
هذا ليس في ولد الصلب فحسب بل حتى في ولد العلم .


وما حاجة معلم اليوم إلى شيء حاجته للفرح بهذه الرسالة ،
واستقبال خيراتها والإلحاح على الله تعالى بتحقيق آثارها ، واحتساب النية ،

وحساب كل تصرف ترمقه عين طالب ،

وكم من أفراح مخبوءة في مسيرة من يقعد بين يديك ..!

د / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
الجمعة 28/1/1436 هـ


هيفولا:o