adnan
11-28-2014, 08:03 PM
( الحلقة رقم : 578 )
{ الموضوع الخامس عشر الفقرة 05 }
( أحكــام اللعان )
أخى المسلم
ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ
فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)
وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7)
وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8)
وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) }
[ النور 6 : 9 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى اللّه عليه وسلم
بشريك بن سحماء فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم:
البينة أو حد في ظهرك فقال:
يا رسول اللّه إذا رأى أحدنا على امرأته رجل ينطلق يلتمس البينة
فجعل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول:
البينة وإلا حد في ظهرك فقال هلال:
والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن اللّه ما يبرئ ظهري من الحد )
فنزلت الآيات المذكورة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=149ebab9c53226f5&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ-pBRI9cIuq2bG-qoePNCDmyykSIaoq3WoQo7YbuFcszHNX7Hx89a_oER-NvS5GOsEQyLwmt-eV66BYFeSpd70-0AzwYRzNeW-I2RNY6nUpf2678gKK9kgmONE&sz=w968-h176&ats=1417194130832&rm=149ebab9c53226f5&zw&atsh=1
أخى المسلم
حديثنا اليوم عن :
هل اللعان يمين أم شهاده ؟
فلنبدأ على بركة الله
يرى الإمام مالك والشافعى وجمهور العلماء أن اللعان يمين
وإن كان يسمى شهادة فإن أحدا لا يشهد لنفسه
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فى بعض روايات حديث ابن عباس :
( لولا الإيمان لكان لى ولها شأن )
وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه شهادة واستدلوا بقول الله تعالى :
{ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ }
وبحديث ابن عباس المتقدم وفيه فجاء هلال فشهد ثم قامت فشهدت
ماذا قال من رأوا أنه يمين ؟
أنه يصح اللعان بين كل زوجين حرين كانا أو عبدين
أو احدهما أو عدليين أو فاسقين أو احدهما
والذين ذهبوا إلى انه شهادة قالوا :
لا يصح إلا أن يكون بين زوجين يكونان من أهل الشهادة
وذلك بأن يكونا حرين مسلمين
فأما العبدان أو المحدودان فى القذف فلا يجوز لعانهما
وكذلك إن كان احدهما من أهل الشهادة والآخر ليس من أهلها .
ماذا قال ابن القيم :
والصحيح أن لعانهم يجمع الوصفين اليمين والشهادة
فهو شهادة مؤكده بالقسم والتكرار ويمين مغلظ بلفظ الشهادة والتكرار
لإقتضاء الحال تأكيد الأمر
ولهذا اعتبر فيه من التأكيد عشرة أنواع .
أحدهما
ذكر لفظ الشهادة
الثانى
ذكر القسم بأحد أسماء الرب سبحانه
واجمعها لمعاني أسمائه الحسنى وهو اسم الله جل ذكره
الثالث
تأكيد الجواب بما يؤكد به المقسم عليه من أن واللام
وإتيانه باسم الفاعل الذى هو صدق وكاذب
دون الفعل الذى هو صدق وكذب .
الرابع
تكرار ذلك أربع مرات
الخامس
دعاؤه على نفسه فى الخامسة بلعنى الله ان كان من الكاذبين
السادس
أخباره عند الخامسة إنها الموجبة لعذاب الله
وان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .
السابع
جعل لعانه مقتضى لحصول العذاب عليها
وهو أما الحد أو الحبس وجعل لعانها دارئاً للعذاب عنها
الثامن
إن هذا اللعان يوجب العذاب على أحدهما
أما فى الدنيا وأما فى الآخرة .
التاسع
التفريق بين المتلاعنين وخراب بيتهما وكسرهما بالفراق .
العاشر
تأييد تلك الفرقة ودوام التحريم بينهما
فلما كان شأن هذا اللعان هذا الشأن جعل يميناً مقروناً بالشهادة
وشهادة مقرونة باليمين وجعل الملتعن لقبول قوله كالشاهد
فان نكلت المرأة مضت شهادته وحدت وأفادت شهادته
ويمينه شيئين سقوط الحد عنه ووجوبه عليها
وأن التعنت المرأة وعارضت لعانه بلعان آخر منها
أفاد لعانه سقوط الحد عنه دون وجوبه عليها
فكان شهادة ويمينا بالنسبة إليه دونها
لأنه إن كان يميناً محضه فهى لا تحد بمجرد حلفه
وإن كان شهادة فلا تحد بمجرد شهادته عليها وحده
فإذا انضم إلى ذلك نكولها قوى جانب الشهادة
واليمين فى حقه بتأكيده ونكولها فكان دليلاً ظاهراً على صدقه
فأسقط الحد عنه و أوجبه عليها وهذا أحسن ما يكون من الحكم .
قال تعالى :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
المائده 50
وقد ظهر بهذا إنه يمين فيها معنى الشهادة وشهادة فيها معنى اليمين .
أخى المسلم
هل يجوز النكول عن اللعان ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .
{ الموضوع الخامس عشر الفقرة 05 }
( أحكــام اللعان )
أخى المسلم
ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ
فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)
وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7)
وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8)
وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) }
[ النور 6 : 9 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى اللّه عليه وسلم
بشريك بن سحماء فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم:
البينة أو حد في ظهرك فقال:
يا رسول اللّه إذا رأى أحدنا على امرأته رجل ينطلق يلتمس البينة
فجعل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول:
البينة وإلا حد في ظهرك فقال هلال:
والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن اللّه ما يبرئ ظهري من الحد )
فنزلت الآيات المذكورة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=149ebab9c53226f5&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ-pBRI9cIuq2bG-qoePNCDmyykSIaoq3WoQo7YbuFcszHNX7Hx89a_oER-NvS5GOsEQyLwmt-eV66BYFeSpd70-0AzwYRzNeW-I2RNY6nUpf2678gKK9kgmONE&sz=w968-h176&ats=1417194130832&rm=149ebab9c53226f5&zw&atsh=1
أخى المسلم
حديثنا اليوم عن :
هل اللعان يمين أم شهاده ؟
فلنبدأ على بركة الله
يرى الإمام مالك والشافعى وجمهور العلماء أن اللعان يمين
وإن كان يسمى شهادة فإن أحدا لا يشهد لنفسه
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فى بعض روايات حديث ابن عباس :
( لولا الإيمان لكان لى ولها شأن )
وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه شهادة واستدلوا بقول الله تعالى :
{ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ }
وبحديث ابن عباس المتقدم وفيه فجاء هلال فشهد ثم قامت فشهدت
ماذا قال من رأوا أنه يمين ؟
أنه يصح اللعان بين كل زوجين حرين كانا أو عبدين
أو احدهما أو عدليين أو فاسقين أو احدهما
والذين ذهبوا إلى انه شهادة قالوا :
لا يصح إلا أن يكون بين زوجين يكونان من أهل الشهادة
وذلك بأن يكونا حرين مسلمين
فأما العبدان أو المحدودان فى القذف فلا يجوز لعانهما
وكذلك إن كان احدهما من أهل الشهادة والآخر ليس من أهلها .
ماذا قال ابن القيم :
والصحيح أن لعانهم يجمع الوصفين اليمين والشهادة
فهو شهادة مؤكده بالقسم والتكرار ويمين مغلظ بلفظ الشهادة والتكرار
لإقتضاء الحال تأكيد الأمر
ولهذا اعتبر فيه من التأكيد عشرة أنواع .
أحدهما
ذكر لفظ الشهادة
الثانى
ذكر القسم بأحد أسماء الرب سبحانه
واجمعها لمعاني أسمائه الحسنى وهو اسم الله جل ذكره
الثالث
تأكيد الجواب بما يؤكد به المقسم عليه من أن واللام
وإتيانه باسم الفاعل الذى هو صدق وكاذب
دون الفعل الذى هو صدق وكذب .
الرابع
تكرار ذلك أربع مرات
الخامس
دعاؤه على نفسه فى الخامسة بلعنى الله ان كان من الكاذبين
السادس
أخباره عند الخامسة إنها الموجبة لعذاب الله
وان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .
السابع
جعل لعانه مقتضى لحصول العذاب عليها
وهو أما الحد أو الحبس وجعل لعانها دارئاً للعذاب عنها
الثامن
إن هذا اللعان يوجب العذاب على أحدهما
أما فى الدنيا وأما فى الآخرة .
التاسع
التفريق بين المتلاعنين وخراب بيتهما وكسرهما بالفراق .
العاشر
تأييد تلك الفرقة ودوام التحريم بينهما
فلما كان شأن هذا اللعان هذا الشأن جعل يميناً مقروناً بالشهادة
وشهادة مقرونة باليمين وجعل الملتعن لقبول قوله كالشاهد
فان نكلت المرأة مضت شهادته وحدت وأفادت شهادته
ويمينه شيئين سقوط الحد عنه ووجوبه عليها
وأن التعنت المرأة وعارضت لعانه بلعان آخر منها
أفاد لعانه سقوط الحد عنه دون وجوبه عليها
فكان شهادة ويمينا بالنسبة إليه دونها
لأنه إن كان يميناً محضه فهى لا تحد بمجرد حلفه
وإن كان شهادة فلا تحد بمجرد شهادته عليها وحده
فإذا انضم إلى ذلك نكولها قوى جانب الشهادة
واليمين فى حقه بتأكيده ونكولها فكان دليلاً ظاهراً على صدقه
فأسقط الحد عنه و أوجبه عليها وهذا أحسن ما يكون من الحكم .
قال تعالى :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
المائده 50
وقد ظهر بهذا إنه يمين فيها معنى الشهادة وشهادة فيها معنى اليمين .
أخى المسلم
هل يجوز النكول عن اللعان ؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .