المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نماذج من الظلمة الذين أخذهم الله ( 04 - 04 - ب )


adnan
11-28-2014, 09:05 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام




نماذج من الظلمة الذين أخذهم الله

الجزء الرابع ( 04 - 04 / ب ) (http://www.ataaalkhayer.com/)

درجات الظلم
الظلم درجات والظالم له أعوان، الظالم له جنود، الظالم له أتباع،
والله عز وجل يخذل الجميع، هؤلاء يعينون هؤلاء

{ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين }
يعينونهم على باطلهم، ويوم القيامة سيلعن بعضهم بعضاً:

{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ }
جاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله في الحبس وهو سجان قال:
يا أبا عبد الله !
الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟
قال: نعم،
قال السجان: فأنا من أعوان الظلمة؟
قال له: أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك،
ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم،
فالسجان يقول لأحمد: أنا من أعوان الظلمة،
أحمد يقول له: أنت من الظلمة أنفسهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال غير واحد من السلف:
أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنه لاقى لهم دواة أو برى لهم قلماً،
ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم،
وأعوانهم هم من أزواجهم المذكورين في الآية،
فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك والمعين على الإثم
والعدوان من أهل ذلك.
وإذا كانت الشريعة حرمت الركون إلى الظالم ومداهنة الظالم
والميل إلى الظالم فكيف إثم من يعينه ؟
قال ميمون بن مهران رحمه الله:
الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء.

نهاية الظالمين أليمة
من السنن الإلهية أيها الإخوة الأخوات:
أن الله تعالى لا بد أن يأخذ الظالم ولو بعد حين،
جرت عادة الله في خلقه أنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل،
ونهاية الظالمين أليمة، والمتأمل في سيرهم في القرآن الكريم
يجد في مصارعهم عبرة وعظة،
ولا يبالي الله في أي واد يهلكون، ويخزيهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
وقد جعل الله عقوبة الظلم والبغي معجلة في الدنيا قبل الآخرة لشناعة الظلم
وكثرة أضراره

( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا
مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )
البغي والظلم، وعلى الباغي تدور الدوائر فيبوء بالخزي ويتجرع مرارة
الذل والهزيمة وينقلب خاسئاً وهو حسير لم يبلغ ما أراد ولن يظفر بما رجا،
أقرب الأشياء صرعت الظلوم وأنفذ السهام دعوة المظلوم.
اقتضت سنة الله تعالى وهو الحكم العدل هلاك الظالمين ومحق المعتدين
وقطع دابر المفسدين،
سواء كان الظالم فرداً أو جماعة، حزباً أو طائفة،
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

[ الغالب أن الظالم تعجل له العقوبة في الدنيا
وإن أمهل فإن الله يملي له حتى إذا أخذه لم يفلته ]

وقد قال بعض أكابر التابعين لرجل:

[ يا مفلس فابتلي القائل بالدين والحبس بعد أربعين سنة ]
وضرب رجل أباه وسحبه إلى مكان فقال الذي رآه بعد ذلك:
إلى هاهنا رأيت هذا المضروب قد ضرب أباه وسحبه إليه،
فسبحان من هو قائم على كل نفس بما كسبت، وسبحان من هو بالمرصاد،
وسبحان الحكم العدل الذي لا يجور، وسبحان من بيده موازين
ومقاليد الأمور، يفعل ما يشاء ويحصي على العباد مثاقيل الذر،
وكما تدين تدان.

فجانب الظلم لا تسلك مسالكه عواقب الظلم تخشى وهي تنتظر
وكل نفس ستجزى بالذي عملت وليس للخلق من ديانهم وطر .