المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نحقق الاستجابة لله و رسوله (01-03)


adnan
12-19-2014, 08:08 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



كيف نحقق الإستجابة لله و رسوله ( 01 - 03 )

لقد كانت حياة الصحابة رضوان الله عليهم تمثل حقيقة الاستجابة الكاملة
لله وللرسول قولاً وعملاً وفكراً وسلوكاً فاستجابتهم كانت علمية عملية
وليست مجرد نظريات لا تطبيق لها في الواقع وهذا ما نفتقده في حياتنا
المعاصرة وهو الامتثال العلمي العملي.

ولنا أن نسأل كيف حقق الصحابة الكرام هذه الاستجابة؟
إننا لو نظرنا لحياة الصحابة قبل مجيء الإسلام لوجدنا أهم كانوا يعيشون
في جاهلية جهلاء وفي تخبط فكري حتى أن أحدهم يصنع إلهه بيده ثم
يعبده ويدعوه من دون الله فلا يعقل يرشدهم ولا دين يهديهم ولا عادات
تقوّمهم ولا أمم صالحة يقتدون بها أو يقتبسون من ضيائها بل كان العالم
برمته يعيش في دهاليز الظلام حتى إذ انقلبت الموازين وتبدلت المفاهيم
فأصبح الشرك قربة والخمر مكرمة وانتشرت المعاصي بجميع أنواعها
فهذا حالهم قبل مجيء الإسلام فهم لم يهتدوا بنور النبوة.
كما قال الله تعالى :

{ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }

فلهم بهذا عذر.وعندما أتاهم النذير تبدلت حياتهم كلياً فتغيرت مفاهيمهم
وتصوراتهم ونظرتهم للحياة والكون والإنسان فأحدث هناك تغير نوعي
في سلوكهم وتصرفاتهم فقد استقامت سيرتهم وحسنت أخلاقهم وأصبحوا
كما وصفهم الله تعالى:

{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }

فلا تكاد ترى في حياتهم المنكر فرفع الله من شأنهم فأصبحوا قادة للعالم
في فترة وجيزة لا تقاس في عمر الأمم وهنا نسأل مرة أخرى

كيف حدث هذا؟

يمكن أن نلحظ أن السلف تميزوا بالتالي:أولاً :
تعظيم أمر الله تعالى: وهذه من ما يتميز به الصحابة الكرام رضوان الله
تعالى أنهم يعظمون الله تعالى في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي أمره
ونهيه. فتوقير الله تعالى وتعظيمه وحبه قد تخلل في أفئدتهم وأشرأبته
قلوبهم وأمتثلته جوارحهم فهم يرون حكم الله تعالى في كل مسألة.
فلتعظيمهم لله تعالى جعلوا حكم الله وشرعه هو الحاكم عليهم في كل
صغيرة وكبيرة وهذه هي حقيقة العبادة المتمثلة في تعظيم الله تعالى
وإظهار الخضوع والذل له. وما نراه يحدث الآن من استهزاء بالدين
وتلاعب بأحكام الله تعالى هو نتيجة غياب تعظيم الله في قلوب الناس.
فأصبح تعظيم الحياة الدنيا وتجيلها هو ديدن حياة الناس إلا ما رحم ربك.
فرق إيمان الناس وافتقدوا اتخاذ الموعظة من القرآن لأنه

{ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى }

والخشية نتيجة للتعظيم وتعظيم الله تعالى نتيجة لمعرفته بأسمائه وصفاته
فهم قد عرفوا الله وعظموه فخشوه.

ثانياً : وحدة المصدر:
فكان كتاب الله تعالى هو المصدر الوحيد للتلقي فأفكارهم وتصوراتهم
وقيمهم وسلوكهم كلها منبثقة من وحي الله تعالى.فالقرآن الكريم كان هو
النبع الذي يستقون منه معارفهم وأفكارهم وتوجهاتهم ولهذا نرى كيف
غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه رسول الله في يد عمر بكتاب أصابه من بعض
أهل الكتابفقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم
فغضب النبي وقال:

( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها
بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به
أو بباطل فتصدقوا والذي نفسي بيده لو أن موسى
كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني )