adnan
12-29-2014, 11:46 PM
الابنة / أحلام عبدالعزيز
مع الشكر للأخت الزميلة / جِنان الورد
اللهم أسقنا من الصبر
اللهم اسقنا من الصبر أضعافا حتى نعلم يقينا
أن ما عند الله خير وأبقى،
وآتنا من العافية ما يجعلنا لك من الشاكرين ،
وأدخلنا الجنة في أعلى عليين ،
إنك سميع مجيب الدعـاء .
وفتحت لكم أبواب الجنة فهل أنتم مُـقبلون!؟
والسـابقـون السابقـون اٍلحق الركب .. أدرك القافلة .. اركب معـنا سفينة
النجاة .. حث الخطى ، أسرع في السير عـلّـك أن تنجو من الهلاك .
منذ أن تستيقظ من النوم وأنت في مصارعة مع الشيطان ، ومطاردة مع
قرناء السوء من الدنيا ، والهوى ، والأمل الكاذب ، والخيال المجنّـح .
افتح دفترك بعـد الفجر ونظم ساعات اليوم ،
ملازمة للصف الأول ، وهـو رمز العهد والميثاق ، وحفظ آية من القرآن
أو أيتين أو ثلاث ، وهـو دليل الحب والرغـبة ، وتجديدي التوبة والاستغـفار
وهـما بريد القبول والدخول ، وطلب مسألة نافعة ، وهي علامة الحظ
السعـيد ، وصدقة لمسكين ، وركعـتان في السحر ، وركعـتان في الضحى
زلفى الى علام الغـيوب ، والزهـد في الحطام الفاني ، وطلب الباقي
شاهـد على عـلو الهمة .
{ أولئـِكَ الذين هَـداهُم اللهُ وأولئكَ هُم أولوا الألبَـاب }
التـوبـة :
هلمّ إلى الدخـول على الله ، ومجاورته في دار السلام ، بلا نصَب ولا تعـب
ولا عـناء ، بل من أقرب الطرق وأسهـلهـا . وذلك أنك في وقت بين وقتين
وهـو في الحقيقة عمرك وهـو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقـبل .
فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغـفـار . وذلك شيء لا تعـب
عليك فيه ولا نصَـب ولا معاناة عمل شاق ، انما هـو عمل قلب . وتمتـنع
فيما يستقبل من الذنوب ، وامتناعك ترك وراحة ، ليس هـو عملاً
بالجوارح يشق عـليك معاناته ، وانما هـو عزم ونية جازمة تريح
بدنك وقلبك وسرّك .
فما مضى تصلحه بالتوبة ،
وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعـزم والنية .
ليس للجوارح في هذين نصّب ولا تعـب ، ولكن الشأن في عمرك هـو
وقتك الذي بين الوقتين ؛ فاٍن أضعـته أضعـت سعادتك ونجاتك ، وان
حفظته مع اٍصلاح الوقتين اللذين قبله وبعـده بما ذكر نجَوتَ وفـُزتَ
بالراحة واللذة والنعـيم . وحفظه اشق من اصلاح ما قبله وما بعـده ؛
فان حفظه أن تلزم نفسك بما هـو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلاً
لسعادتها . وفي هـذا تفاوتَ الناس أعظم تفاوُت ؛ فهي والله أيامك الخالية
التي تجمع فيها الزاد لمعادك : اٍما الجنة ، واٍما النار ؛ فاٍن اتخذتَ اليها
سبيلا الى ربك بلغـتَ السعادة العـظمى والفـوز الأكبر في هـذه المدة
اليسيرة التي لا نسبة لها الى الأبد . وان آثَـرتَ الشهوات والراحات واللهو
واللعـب ، انقضت عنك بسرعة ، وأعـقبـتك الألم العـظيم الدائم ، الذي
مُـقاساته ومعاناته أشق وأصعـب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله
والصبر على طاعته ومخالفته الهوى لأجله .
منـافع تـرك الذنوب :
سبحان الله رب العـالمين ! لـو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي اٍلا إقامة
المروءة ، وصَـون العِـرض ، وحـفظ الجاه ، وصيانة المال الذي جعـله الله
قِواما لمصالح الدنيا والآخرة ، ومحبة الخلق وجواز القول بينهم ،
وصلاح المعاش ، وراحة الأبدان ، وقوة القـلب ، وطيب النفس ، ونعـيم
القـلب ، وانشراح الصدر ، والأمن من مخاوف الفساق والفجار ، وقـلة
الهم والغـم والمعصية ، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق
والفجار ، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب ، وتيسير ما عسر
على أرباب الفسوق والمعـاصي ، وتسهيل الطاعات عليه ، وتيسير العـلم
والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له ، والحلاوة التي يكتسبها وجهه
والمهابة التي تـُلقى له في قلوب الناس وانتصارهم وحميتهم له اٍذا أوذي
وظـُـلِـمَ وذَبــُّهم عـن عـرضه اذا اغـتابه مغـتاب ، وسرعة اجابة دعائه ،
وزوال الوحشة التي بينه وبين الله ، وقرب الملائكة منه وبُـعـد شياطين
الانس والجن منه ، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه ،
وخِطبيتهم لمودته وصحبته ، وعـدم خوفه من الموت ، بل يفرح به
لقـدومه على ربه ولقائه له ومصيره اليه ، وصغـر الدنيا في قلبه ، وكبر
الآخرة عنده ، وحرصه على المـُلك الكبير ، والفـوز العـظيم فيها ، وذوق
حلاوة الطاعة ، ووجد حلاوة الايمان ، ودعـاء حَـمَـلة العَـرش ومن حوله
من الملائكة له ، وفرح الكاتبين به ودعـاؤهم له كل وقت ، والزيادة
في عـقله وفهمه وايمانه ومعـرفته ، وحصول محبة الله له واقباله عليه ،
وفرحته بتوبته ، وهـكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له الى فرحه
وسروره بالمعـصية بوجه من الوجوه .
فهـذه بعـض آثار ترك المعاصي في الدنيا :
. فاذا مات تلقـَّـته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة ، وبأنه لاخوف عليه
ولا حزن ، وينتقل من سجن الدنيا وضيقهـا الى روضة من رياض الجنة
ينعـم فيها الى يوم القيامة . فاذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر
والعَـرق ، وهـو في ظل العـرش . فاذا انصرفوا من بين يدي الله أخـَـذَ به
ذات اليمين مع أولـيائه المتقين وحزبه المفـلحين .
{ ذلك فضـلُ اللهِ يُـؤتيه مَـن يشاء والله ذو الفضل العـظيم }
النـواهي والأوامـر في الأعـضـاء :
لله على العـبد في كل عـضو من أعضائه أمرٌ ، وله عليه فيه نهيٌ ، وله
فيه نعمة ، وله به منفعة ولذة . فاٍن قـام لله في ذلك العـضو بأمره ،
واجتنب فيه نهـيَـه ، فقـد أدى شكر نعمته عليه فيه ، وسعى في تكميل
انتفاعه ولذته به . وان عطـَّل أمر الله ونهيه فيه ، عطَّله الله في انتفاعه
بذلك العضو ، وجعله من أكبر أسباب ألَـمِـه ومضـرّته . وله عليه في كل
وقت من أوقاته عبوديةٌ ، تقـدمه اٍليه وتقـربه منه ؛ فاٍن شغَـل وقته
بعبودية الوقت تقدم إلي ربه ، وان شغله بهوى أو راحة وبطالة تأخر .
فالعبد لا يزال في تقدم أو تأخر ، ولا وقوف في الطريق البتة .
قال تعالى :
{ لِـمَـن شـاء مِـنكُـم أن يتقـدّمَ أو يتأخـر }
[ المدثر: 37 ]
أنواع المواساة للمؤمنين
المواساة للمؤمنين أنواع : مواساة بالمال ، ومواساة بالجاه ،ومواساة
بالبدن والخدمة ، ومواساة بالنصيحة والارشاد ، ومواساة بالدعـاء
والاستغـفار لهم ، ومواساة بالتوجع لهم . وعلى قـدر الايمان تكون هـذه
المواساة ؛ فكلما ضعُـفَ الايمان ضعـفت المواساة ، وكلما قَـوِي قَـويت .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أعظم الناس مواساة لأصحابه
بذلك كله ، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له . ودخلوا على بشر
الحافي في يوم شديد البرد وقـد تجرّد وهـو ينتفض ، فـقالوا له : ما هـذا
يا أبا نصر ؟ فـقال : ذكرت الفـقراء وبردهم وليس لي ما أواسيهم به ،
فأحببت أن أواسيهم في بردهم .
مع الشكر للأخت الزميلة / جِنان الورد
اللهم أسقنا من الصبر
اللهم اسقنا من الصبر أضعافا حتى نعلم يقينا
أن ما عند الله خير وأبقى،
وآتنا من العافية ما يجعلنا لك من الشاكرين ،
وأدخلنا الجنة في أعلى عليين ،
إنك سميع مجيب الدعـاء .
وفتحت لكم أبواب الجنة فهل أنتم مُـقبلون!؟
والسـابقـون السابقـون اٍلحق الركب .. أدرك القافلة .. اركب معـنا سفينة
النجاة .. حث الخطى ، أسرع في السير عـلّـك أن تنجو من الهلاك .
منذ أن تستيقظ من النوم وأنت في مصارعة مع الشيطان ، ومطاردة مع
قرناء السوء من الدنيا ، والهوى ، والأمل الكاذب ، والخيال المجنّـح .
افتح دفترك بعـد الفجر ونظم ساعات اليوم ،
ملازمة للصف الأول ، وهـو رمز العهد والميثاق ، وحفظ آية من القرآن
أو أيتين أو ثلاث ، وهـو دليل الحب والرغـبة ، وتجديدي التوبة والاستغـفار
وهـما بريد القبول والدخول ، وطلب مسألة نافعة ، وهي علامة الحظ
السعـيد ، وصدقة لمسكين ، وركعـتان في السحر ، وركعـتان في الضحى
زلفى الى علام الغـيوب ، والزهـد في الحطام الفاني ، وطلب الباقي
شاهـد على عـلو الهمة .
{ أولئـِكَ الذين هَـداهُم اللهُ وأولئكَ هُم أولوا الألبَـاب }
التـوبـة :
هلمّ إلى الدخـول على الله ، ومجاورته في دار السلام ، بلا نصَب ولا تعـب
ولا عـناء ، بل من أقرب الطرق وأسهـلهـا . وذلك أنك في وقت بين وقتين
وهـو في الحقيقة عمرك وهـو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقـبل .
فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغـفـار . وذلك شيء لا تعـب
عليك فيه ولا نصَـب ولا معاناة عمل شاق ، انما هـو عمل قلب . وتمتـنع
فيما يستقبل من الذنوب ، وامتناعك ترك وراحة ، ليس هـو عملاً
بالجوارح يشق عـليك معاناته ، وانما هـو عزم ونية جازمة تريح
بدنك وقلبك وسرّك .
فما مضى تصلحه بالتوبة ،
وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعـزم والنية .
ليس للجوارح في هذين نصّب ولا تعـب ، ولكن الشأن في عمرك هـو
وقتك الذي بين الوقتين ؛ فاٍن أضعـته أضعـت سعادتك ونجاتك ، وان
حفظته مع اٍصلاح الوقتين اللذين قبله وبعـده بما ذكر نجَوتَ وفـُزتَ
بالراحة واللذة والنعـيم . وحفظه اشق من اصلاح ما قبله وما بعـده ؛
فان حفظه أن تلزم نفسك بما هـو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلاً
لسعادتها . وفي هـذا تفاوتَ الناس أعظم تفاوُت ؛ فهي والله أيامك الخالية
التي تجمع فيها الزاد لمعادك : اٍما الجنة ، واٍما النار ؛ فاٍن اتخذتَ اليها
سبيلا الى ربك بلغـتَ السعادة العـظمى والفـوز الأكبر في هـذه المدة
اليسيرة التي لا نسبة لها الى الأبد . وان آثَـرتَ الشهوات والراحات واللهو
واللعـب ، انقضت عنك بسرعة ، وأعـقبـتك الألم العـظيم الدائم ، الذي
مُـقاساته ومعاناته أشق وأصعـب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله
والصبر على طاعته ومخالفته الهوى لأجله .
منـافع تـرك الذنوب :
سبحان الله رب العـالمين ! لـو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي اٍلا إقامة
المروءة ، وصَـون العِـرض ، وحـفظ الجاه ، وصيانة المال الذي جعـله الله
قِواما لمصالح الدنيا والآخرة ، ومحبة الخلق وجواز القول بينهم ،
وصلاح المعاش ، وراحة الأبدان ، وقوة القـلب ، وطيب النفس ، ونعـيم
القـلب ، وانشراح الصدر ، والأمن من مخاوف الفساق والفجار ، وقـلة
الهم والغـم والمعصية ، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق
والفجار ، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب ، وتيسير ما عسر
على أرباب الفسوق والمعـاصي ، وتسهيل الطاعات عليه ، وتيسير العـلم
والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له ، والحلاوة التي يكتسبها وجهه
والمهابة التي تـُلقى له في قلوب الناس وانتصارهم وحميتهم له اٍذا أوذي
وظـُـلِـمَ وذَبــُّهم عـن عـرضه اذا اغـتابه مغـتاب ، وسرعة اجابة دعائه ،
وزوال الوحشة التي بينه وبين الله ، وقرب الملائكة منه وبُـعـد شياطين
الانس والجن منه ، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه ،
وخِطبيتهم لمودته وصحبته ، وعـدم خوفه من الموت ، بل يفرح به
لقـدومه على ربه ولقائه له ومصيره اليه ، وصغـر الدنيا في قلبه ، وكبر
الآخرة عنده ، وحرصه على المـُلك الكبير ، والفـوز العـظيم فيها ، وذوق
حلاوة الطاعة ، ووجد حلاوة الايمان ، ودعـاء حَـمَـلة العَـرش ومن حوله
من الملائكة له ، وفرح الكاتبين به ودعـاؤهم له كل وقت ، والزيادة
في عـقله وفهمه وايمانه ومعـرفته ، وحصول محبة الله له واقباله عليه ،
وفرحته بتوبته ، وهـكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له الى فرحه
وسروره بالمعـصية بوجه من الوجوه .
فهـذه بعـض آثار ترك المعاصي في الدنيا :
. فاذا مات تلقـَّـته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة ، وبأنه لاخوف عليه
ولا حزن ، وينتقل من سجن الدنيا وضيقهـا الى روضة من رياض الجنة
ينعـم فيها الى يوم القيامة . فاذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر
والعَـرق ، وهـو في ظل العـرش . فاذا انصرفوا من بين يدي الله أخـَـذَ به
ذات اليمين مع أولـيائه المتقين وحزبه المفـلحين .
{ ذلك فضـلُ اللهِ يُـؤتيه مَـن يشاء والله ذو الفضل العـظيم }
النـواهي والأوامـر في الأعـضـاء :
لله على العـبد في كل عـضو من أعضائه أمرٌ ، وله عليه فيه نهيٌ ، وله
فيه نعمة ، وله به منفعة ولذة . فاٍن قـام لله في ذلك العـضو بأمره ،
واجتنب فيه نهـيَـه ، فقـد أدى شكر نعمته عليه فيه ، وسعى في تكميل
انتفاعه ولذته به . وان عطـَّل أمر الله ونهيه فيه ، عطَّله الله في انتفاعه
بذلك العضو ، وجعله من أكبر أسباب ألَـمِـه ومضـرّته . وله عليه في كل
وقت من أوقاته عبوديةٌ ، تقـدمه اٍليه وتقـربه منه ؛ فاٍن شغَـل وقته
بعبودية الوقت تقدم إلي ربه ، وان شغله بهوى أو راحة وبطالة تأخر .
فالعبد لا يزال في تقدم أو تأخر ، ولا وقوف في الطريق البتة .
قال تعالى :
{ لِـمَـن شـاء مِـنكُـم أن يتقـدّمَ أو يتأخـر }
[ المدثر: 37 ]
أنواع المواساة للمؤمنين
المواساة للمؤمنين أنواع : مواساة بالمال ، ومواساة بالجاه ،ومواساة
بالبدن والخدمة ، ومواساة بالنصيحة والارشاد ، ومواساة بالدعـاء
والاستغـفار لهم ، ومواساة بالتوجع لهم . وعلى قـدر الايمان تكون هـذه
المواساة ؛ فكلما ضعُـفَ الايمان ضعـفت المواساة ، وكلما قَـوِي قَـويت .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أعظم الناس مواساة لأصحابه
بذلك كله ، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له . ودخلوا على بشر
الحافي في يوم شديد البرد وقـد تجرّد وهـو ينتفض ، فـقالوا له : ما هـذا
يا أبا نصر ؟ فـقال : ذكرت الفـقراء وبردهم وليس لي ما أواسيهم به ،
فأحببت أن أواسيهم في بردهم .