المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الفِرار .. من آية!


هيفولا
12-31-2014, 02:38 PM
رحلة الفِرار .. من آية!


http://hindamer.com/wp-content/uploads/1385099_733115763370019_1888821257_n.jpg






هند عامر


الساعة تشير إلى: الثالثة والنصف
بعد منتصف الليل..
والتقويم يهمس :
أنه اليوم 24 من رمضان 1435 هـ..
وليلة الخامسة والعشرين
إحدى ليالي الوتر!
http://hindamer.com/wp-content/uploads/st_time_3-30.gif
أجلس وعقلي يخوض حربا
مع الأفكار اليائسة.. البائسة
كنت قد سعيت قبل هذه الليلة بأشهر
في حل مشكلة يسيرة اعترضتني
و ظننت أول الأمر
أنها ستحل في أسبوعين أو شهر كأكثر تقدير
إلا أن المشكلة استمرت..
وها نحن نكمل أكثر من 5 أشهر .. دون حل!
ورغم كل محاولاتي
إلا أنه برغم بساطة المشكلة ظاهراً
كانت عصية على الحلول حقيقةً
http://hindamer.com/wp-content/uploads/broken-heart-15403.jpg
في تلك الليلة بغتني شيء من اليأس..
واجتمع مع اليأس .. تأنيب للضمير
وذلك حينما تذكرت
ما بذله بعض الأحبة من جهود في حلها
وكيف أنها استهلكت أوقاتهم وعطلت مصالحهم
دون نتائج
كان حالي أنا وهم مع هذه المشكلة اليسيرة
مثل قوله تعالى:
(وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
http://hindamer.com/wp-content/uploads/147153.imgcache.jpg
ومع فورة الألم, وتمكن اليأس
تساءلت في نفسي:
يا رب.. إلى متى ؟
يا الله .. تعبت!
- وليتني لم أفعل -
فماهي إلا دقائق
حتى وصلتني رسالة من امرأة تقية
– كانت أكثر من بذل جهده في محاولة حل المشكلة -
كتبت في رسالتها:
http://hindamer.com/wp-content/uploads/unnamed.png
قتلتني رسالتها
وقرعت قلبي الآية,
شعرت أنها عتب شديد
لا طاقة لي به
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
شكرت صاحبتي
ثم حاولت عدم التفكير في الأمر
ولم يهون علي وقع الرسالة
إلا حينما أقنعت نفسي:
أن وصول الرسالة في هذا التوقيت .. كان مصادفة!
http://hindamer.com/wp-content/uploads/whatsapp.jpg
خلدت إلى النوم في نفس اليوم – الثلاثاء -
وبعد المغرب فتحت تطبيق الواتساب
فاستوقفني عبارات إحدى الصديقات
عن مقطع للشيخ المغامسي
وفتحت الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=qsX-R54zQsg
http://img.youtube.com/vi/qsX-R54zQsg/0.jpg
عاودني الفزع
وأغلقت التطبيق
ورميت بالهاتف جانبا
حاولت أن أواسي نفسي:
لا بأس
مصادفة .. مصادفة
رددتها على نفسي
وكلمات المغامسي ترن في أذني
http://hindamer.com/wp-content/uploads/%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-333.jpg
وقمت أتشاغل
فانكببت اقرأ وردي من القرآن
ولم أكن أعرف
أن الآية كانت في سورة الصافات
حتى فوجئت بها ضمن الورد:
http://hindamer.com/wp-content/uploads/eeeee.jpg
تجمدت عيناي عليها
ثم وضعت المصحف جانبا
و خررت ساجدة لله
شعرت أن ما يحدث ليس وليد صدفة
وأن تكرار الآية ثلاث مرات
بعد التساؤل اليائس إياه
رسالة واضحة.. وعتب شديد
سألت الله العفو ..
ولم أدري كيف أعتق نفسي
ونسيت المشكلة الرئيسة
وأصبح همي هو
الفرار من هذه الآية
http://hindamer.com/wp-content/uploads/c8d4be1409.jpg
وبدأت استحضر الأدلة عن سوء الظن بالله:
(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ )
(يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)
يا الله .. هل أسأت الظن فيك؟!
يا رب ..
خذلتنا قوتنا ولا قوة لنا إلا بك
يا رب ..
خذلتنا ظنوننا ولا غافر إلا أنت
يا رب ..
يا رب ..
يا رب..
http://hindamer.com/wp-content/uploads/BtmEmruCIAIvHij.jpg
ومضت الساعات
فلما حان وقت صلاة القيام
وقفت في (جامع الدخيل)
أصلي خلف الإمام
الشيخ ياسر الدوسري
فتهادت الآية بصوته الشجي:
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
فلم تحملني قدماي ..
وكدت أتهاوى..
وبكيت كما لم أبك من قبل
وضاقت بي الأرض بما رحبت
وأصبحت عاجزة لا أملك من أمر نفسي شيئا
ولا أدري ما أصنع
كيف لا أفزع؟! .. وهذا العتب
يتكرر أربع مرات في يوم واحد؟!
في رسالة الجوال:
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
وفي الواتساب:
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
وفي المصحف:
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
بل حتى في المسجد:
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
عدت للمنزل
وألححت إلى الله بالدعاء
أن يرحمني برحمته من العتب الذي تضج به هذه الآية
وبقيت في حال لا يعلمه إلا الله
حتى نمت
فرأيت رؤيا طمأنتني
http://hindamer.com/wp-content/uploads/tumblr_mdyw7w4xZE1qfxocho1_500.jpg
ومرت الأيام دون أن تمر بي هذه الآية
وعزمت بعد أن رفع الله الغمة
أن لا أحدث بها أحدا
فلم يكد يمر أسبوعين على الحادثة
حتى نشرت رابط لمقال سابق
في حسابي في تويتر
فجاءني رد من إحدى المتابعات
لم تزد فيه على الآية
http://hindamer.com/wp-content/uploads/03-12-1435-03-54-30-%D8%B5.png
فأيقظت بردها
ذكرى الحادثة
فعزمت أن أسرد لكم الحكاية
وأختمها بحقيقة, مؤلمة ومبكية
سردها ابن القيم
يكشف فيها
حالنا مع حسن الظن بالله .. حيث يقول:
(وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم،
وفي ما يفعله بغيرهم،
ولا يسلم من ذلك
إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته،
وعرف موجب حكمته وحمده)
http://hindamer.com/wp-content/uploads/0d34464d63f104.jpg
اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك
وحسن الظن بك
وحسن الظن بك
وحسن الظن بك
……………………………………………
كتبته هند عامر
ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه




هيفولا:o