المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من معجزات و صبر النبي صلى الله عليه و سلم


adnan
01-02-2015, 08:57 PM
الأخت / الملكة نــــور




من معجزات - صبر النبي صلى الله عليه و سلم

قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية
( من معجزات الرسول - من صبر النبي صلى الله عليه و سلم )
محمد بن جميل زينو

من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- عن عبد الله بن مسعود قال :

( كُنَّا نعدُّ الآيات بركة، وأَنْتُم تعدُّونها تخويفاً. كنَّا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء فقال: اطلبوا فضلة
من ماءٍ، فجاءوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأَدخل يده في الإناء ثم قال:
حيّ على الطهور المبارك والبركة من اللهِ عز وجل، فلقد رأيتُ
الماءَ ينبع مِنْ بين أصابع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
ولقد كُنَّا نسمعُ تسبيح الطعام وهو يؤكل. )

2- وعن عمران بن حصين قال :

( سَرَى رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي سَفَرٍ هُوَ وَأَصْحَابُهُ
قَالَ : فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ , أَحْسَبُهُ قَالَ : عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ , أَوْ غَيْرَهُمَا ,
فَقَالَ : إِنَّكُمَا سَتَجِدَانِ امْرَأَةً بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، مَعَهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ
مَزَادَتَانِ ، فَأْتِيَانِي بِهَا ، قَالَ : فَأَتَيَا الْمَرْأَةَ , فَوَجَدَاهَا قَدْ رَكِبَتْ بَيْنَ
مَزَادَتَيْنِ عَلَى الْبَعِيرِ ، فَقَالا لَهَا : أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ,
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : وَمَنْ رَسُولُ اللَّهِ ؟ هَذَا الصَّابِئُ ؟
قَالا : هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ ؛ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
حَقًّا ، فَجَاءَا بِهَا , فَأَمَرَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَعَلَ فِي
إِنَاءٍ مِنْ مَزَادَتَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَاءَ
فِي الْمَزَادَتَيْنِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِعَزْلاءِ الْمَزَادَتَيْنِ فَفُتِحَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ
فَمَلَئُوا آنِيَتَهُمْ وَأَسْقِيَتَهُمْ ، فَلَمْ يَدَعُوا يَوْمَئِذٍ إِنَاءً وَلا سِقَاءً إِلا مَلَئُوهُ
. قَالَ عِمْرَانُ : حَتَّى كَانَ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهَا لَمْ تَزْدَدْ إِلا امْتِلاءً ، قَالَ :
فَأَمَرَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِثَوْبِهَا فَبُسِطَ ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ
فَجَاءُوا مِنْ زَادِهِمْ حَتَّى مَلا لَهَا ثَوْبَهَا ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : اذْهَبِي فَإِنَّا لَمْ
نَأْخُذْ مِنْ مَائِكِ ؛ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَقَانَا ، فَجَاءَتْ أَهْلَهَا فَأَخْبَرَتْهُمْ ؛ فَقَالَتْ
جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرِ النَّاسِ ، أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، قَالَ : فَجَاءَ
أَهْلُ ذَلِكَ الْحِوَاءِ حَتَّى أَسْلَمُوا كُلُّهُمْ )

يستفاد من هذه المعجزة :
1- قد يُطلع الله رسوله على بعض المغيبات عندما يريد ، ولذلك أخبر
الرسول صلى الله عليه وسلم ، أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء

2- يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم نظر الصحابة إلى أن الماء
المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه
المعجزة ، وهذا حرس من الرسول صلى الله عليه و سلم ، على توجيه
أمته إلى التوحيد ، وتعلقهم بالله وحده ولذلك قال :

( البركة من الله )

3- كان المشركون يقولون لمن أسلم (صابئ) (أي تارك دين آبائه الذين
يدعون الأولياء من دون الله) ليصرفوا الناس عنه ويذمونه ، وفي
عصرنا من دعا إلى التوحيد ، وأمر بدعاء الله وحده ، وحذر من دعاء
غير الله من الأنبياء والأولياء ، حسب أمر الله ورسوله قال الناس عنه
(وهابي) ليصرفوا الناس عن دعوته ، لأنه في نظرهم كالصابئ في نظر
المشركين ، وشاء الله أن تكون كلمة (وهابي) نسبة إلى (الوهاب) وهو
اسم من أسماء الله الذي وهب له التوحيد .

4- المكافأة على الإحسان : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن تكافأ
المرأة التي أعطتهم قليلاً من الماء ، فمـلأ ثوبهـا زاداً بعد أن أعاد لها
الماء ، ولم ينقص منه شئ ، وقال لها :

( ولكن الله سقانا ) .

5- لقد تأثرت المرأة بهذه المعجزة والمعاملة الطيبة التي لقيتها من
الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، فعادت إلى قومها تقول لهم :
إنه لرسول الله حقاً ، وتكون النتيجة أن يُسلم أهلها ومن معهم جميعاً .

6- بهذا الحرص على التوحيد ، وبهذه الأخلاق الحسنة ، نصر الله
المسلمين ، وانتشر الاسم في المعمورة ، ويوم ترك المسلمون التوحيد
والأخلاق الفاضلة أصابهم الذل والهوان ، ولا عز لهم إلا بالرجوع
إلى التوحيد والأخلاق .

{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } .

7- ترجيح المرأة الرسالة على السحر لأن السحرة يأخذون المال
والرسول صلى الله عليه وسلم ، أعطاها الزاد .

من صبر النبي صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى :

{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ
وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ
وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } .

2- حديث متفق عليه :
عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم :

( هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟
قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة
إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى
ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا
بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا
فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا
عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك
الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت
أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل
أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده
لا يشرك به شيئا .)

3- حديث متفق عليه :
وعن ابن مسعود قال :

( قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَسْمًا ,
فَقَالَ رَجُلٌ : مَا أُرِيدَ بِهَذَا وَجْهُ اللَّهِ . فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ,
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ ، ثُمَّ قَالَ :
يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى , قَدْ أُوذِيَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ )

4- حديث رواه مسلم :

( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ
وَشُجَّ فِي رَأَسِهِ وَجَعَلَ يَسِيلُ الدَّمُ عَنْهُ وَيَقُولُ : " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ
شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رُبَاعِيَّتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ
فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } .

5- عن خباب بن الأرث قال :

( شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد بردة
له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصرُ لنا، ألا تدعو لنا؟، فقال:
( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها،
ثم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط
بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه
والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت
لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون .)
--------------
([1]) جبل بين الطائف ومكة .