المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجواب المفصّل عن شبهات في التوسل


adnan
01-02-2015, 09:06 PM
الأخ / أديب سعيد



الجواب المفصّل عن شبهات في التوسل

الشيخ
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أما بعد :
فهذه أسئلة وردتني من أحد إخواننا من خلال الشبكة ( الإنترنت ) ،
وقد أُورِدتْ عليه شُبُهات في التوسّل ، وطلب مِني الإجابة عنها .
حيث يقول الأخ الفاضل نبيل :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـهشيخنا الكريـم عبد الرحمن
حفظكم الله تعالى ..هذه بعض الشبهات يطرحها أعداء الدين
من يستغيثون بالقبور أو يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم
فنرجو أن نرى إجابة شافيـة لدحر الباطل .. وقد أرسلت لكم
في البريد غير عن هذا، وفقكم الله تعالـى..
يقول هذا الرجـل/
و هذي الأدلة من أمهات كتب أهل السنة و الجماعة ، والقوانين تمشي
على الجميع ما دام الموضوع ليس من تأليفي الشخصي ، و ما يحق لأحد
أن يمسح ردودي إذا كانت منقولة من القرآن الكريم و سنة الرسول
، أقصد الصحاح و كتب السنن .
--------
* أحاديث تثبت أن التوسل برسول الله ص يجوز حتى و هو في قبره ،
و أن التوسل و طلب الغوث منه حيا و ميتا ليس شرك ، لكن يتعمدون
أن ما يذكرونها ....

[ أوْرَدَ شُبهات كثيرة أُورِدَتْ عليه ، فَجَعَلْتُ كل شُبهة في فقرة مُستَقِلّة ،
ثم أجبتُ عنها بما يسّر الله تعالى في خمس وعشرين فقرة ، ونَقَلتُ القول
كما هو من غير زيادة ولا نُقصان ] ..

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك وحفظك .
هذه شُبُهات أوْهَى من بيت العنكبوت !
وهي لا تَخرج عن أربعة أمور :

الأول :
إما استدلال بدليل لا يُسلَّم لِصاحبه باستدلاله فيه ، إذ ليس
فيه ما يخدم مقصده

الثاني :
أن يكون الدليل ضعيفاً لا تقوم به حجّة .

الثالث :
أن يكون فِعل عالم ، وأفعال العلماء يُستَدلّ لها ولا يُستدلّ بها ، كما بينه
ابن القيم رحمه الله . فليس فِعل أحد من الناس حُجّة على الْخَلْق إلا فعل
محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم أفعال الصحابة على خِلاف بين أهل العلم
، والصحيح حُجّية قول الصحابي ما لم يُخالِف أو يُخالَف .

الرابع :
تحريف في النصوص لهوى في النفس ! وثَنْي أعناق النصوص والزيادة
فيها ، أو النقص منها لتخدم أغراض قائليها !

وقبل التفصيل أُشير إلى ما جاء في المقال ، حيث زَعَم القائل أن :
[ بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي ، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله
. كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة ، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به
وبآثاره شرك ، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله
، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والاحتفال بمولده وغير ذلك، كله
يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له]

فالدعاوى أسهل وأيسر ما يكون !
والدعوى لا بُـدّ لها من بَيِّنَة !
فالذين يَدّعون محبته صلى الله عليه وسلم هم أكثر الناس بُعدا عن هديه
وعن سُنّته صلى الله عليه وسلم ..ففي هذا المقال أورِدت أحاديث ضعيفة
، وبعضهم يُورِد أحاديث مكذوبة ! بِدعوى محبته صلى الله عليه وسلم !
وسوف يتبيّن هذا من خلال مناقشة هذه الشُّبُهات ..

فأين هي دعوى المحبة ؟!
ولدى أصحاب دعوى المحبة من المخالفات لِهَدْيه ولِسُنّته
صلى الله عليه وسلم ما يَضيق الوقت عن تِعدادها ، من رقص وطَرَب
وشرب للخمور واختلاط ، وغير ذلك مما لا يَخفى على عاقل يَعرف
حقائق عن احتفالات بعض مشايخ الطُّرُق الصوفية !

ثم إنهم مِن أكثر الناس صدودا عن السنة ، فهم يَهجرون العمل بالسُّنة
طيلة العام ثم يُحيونها ليلة في العام !فهم كالأوربي الذي هَجَر أمه عاماً
كاملاً ثم زَعَم أنه يبرّها بزيارة لها في عيد الأم !فأين القوم والمحبة
الصادقة ؟ وسبق أن كتبت مقالاً بعنوان :هـل نحتفـل بالمولـد النبوي ...
وذكرتُ فيه طرفا من أحوال الصحابة في صِدق المحبة له صلى الله عليه وسلم ،
ومع ذلك لم يُنقَل عنهم ما يَفعله أهل الأهواء والبدع .ثم إن دعاوى المحبة
والتي يُحاول أولئك إثباتها عَبْر الاحتفال بمولده فيها إزراء بأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ، مع ما فيها من مخالفة هَدْيِه وأمْرِه
صلى الله عليه وسلم .فالاحتفال بالمولد النبوي لم يَكن في القرون
الفاضلة ! وحسبُك بِعمل لم يَكن في القرون الفاضلة ، ولم يَكن عليه
خيار الناس – أن يُرَدّ على صاحبه !