تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة


vip_vip
10-12-2010, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



http://www.abc-islam.com/wp-content/uploads/2010/08/1277500588.jpg







قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة
قا ل ابن جرير الطبرى : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي
ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ،
فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلى جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ،
وله الأجر والثواب يوم الحساب .

فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ،
وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ،
فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ،
لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا شيئا يسيرا ، ومالا حلالا .


http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif




قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟


قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .


فلم يرض الخرسانى وقال : لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى الله ،

وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .


http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



قال ابن جرير الطبرى: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير ،

وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ،


فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة .


فقالت له : لبيك أبا غياث .

قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ،


فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟


لا بد لى من رده ، إنى أخاف ربى ، أخاف أن يضاعف ذنبي .



http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



فقالت له زوجته : يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ،

ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ،


خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ،


ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ،


أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك .


فقال لها يا لبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ،


وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار،


وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل .



http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



قال ابن جرير الطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ،


فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى ...


يقول : يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ،


من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله .




http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ،


وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ،


وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ،


فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ،


يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة .


فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ،


وهو حسبنا ونعم الوكيل .


قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ،


فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي


ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ،


من وجد كيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عند الله .

vip_vip
10-12-2010, 01:22 AM
http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



فقام إليه الشيخ الكبير فقال له : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده


مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا ،


يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ،


فيسقى الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب .


قال الخرسانى : لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه ،


وحسبنا الله ونعم الوكيل .


فجذبه الشيخ الكبير ، وقال له : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ،


فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال .


يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ،


فنبش الأرض وأخرج الدنانير


وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفو عنى ، ويرزقني من فضله .



http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



فأخذها الخرسانى وأراد الخروج ، فلما بلغ باب الدار ،


قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ،


وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ،


فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق ،


والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلا أولى بها منك ،


فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ،


وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال .


فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول :


رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده .


قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ،


فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنا بالأمس واليوم ،


سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول :


سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول :


عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس ،


فاقبلاها ولا ترداها ، فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر .




http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



ثم قال : يا لبابة ، يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ،


وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ،


وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ،


حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ،


وكان فيه ألف دينار ، فأعطانى مائة دينار .


يقول ابن جرير الطبرى : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحى بالمائة دينار ،


فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذا المال قط ولا أملته ،


وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ،


واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالى ،


ثم أخلعه حتى تصلى بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ،


ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ،


ثم أخلع ثيابى لبناتى فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ،


وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ، ونفعني وإياك بما أخذنا ،


ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له .






http://www.althooq.net/shop/product_images/uploaded_images/asma.gif



قال ابن جرير : فودعته ، وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بها سنتين ،


أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ،


وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة ، وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ،


وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ،


فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ،


وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ، فكنت أنزل على أزواجهن ،


فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه .


يقول تعالى :


{ ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر


ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب


ومن يتوكل على الله فهو حسبه }


[الطلاق: 2/3] .





http://2.bp.blogspot.com/_tFiZtpfSWpw/StwRZSveNUI/AAAAAAAAAC4/-jdNg0CvIsQ/s320/9815.gif