المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 25.03.1436


adnan
01-15-2015, 06:58 PM
إدارة بيت عطاء الخير

حديث اليوم





( ممَا جَاءَ فِي : رَفْعِ الصَّوْتِ بِالنِّدَاءِ )





حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين

أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضى الله تعالى عنه قَالَ

( لَهُ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ
أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ
فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ
وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )

الشــــــــــــــــــروح

قوله‏:‏ ‏(‏ عن أبيه ‏)‏
زاد ابن عيينة ‏"‏ وكان يتيما في حجر أبي سعيد وكانت أمه عند أبي سعيد
‏"‏ أخرجه ابن خزيمة من طريقه، لكن قلبه ابن عيينة فقال‏:‏ عن
عبد الرحمن بن عبد الله والصحيح قول مالك ووافقه
عبد العزيز الماجشون‏.‏

وزعم أبو مسعود في الأطراف أن البخاري أخرج روايته،
لكن لم نجد ذلك ولا ذكرها خلف قاله ابن عساكر‏.‏

واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبدول بن عمرو بن غنم
بن مازن ابن النجار، مات أبو صعصعة في الجاهلية، وابنه عبد الرحمن
صحابي، روى ابن شاهين في الصحابة من طريق قيس بن عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن جده حديثا سمعه
من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سياقه أن جده كان بدريا، وفيه نظر
لأن أصحاب المغازي لم يذكروه فيهم وإنما ذكروا أخاه
قيس بن أبي صعصعة‏.‏

قوله‏:‏ ‏( أن أبا سعيد الخدري قال له‏ )‏
أي لعبد الله بن عبد الرحمن‏.‏

قوله‏:‏ ‏( ‏تحب الغنم والبادية‏ )
‏ أي لأجل الغنم لأن محبها يحتاج إلى إصلاحها بالمرعى، وهو في الغالب
يكون في البادية وهي الصحراء التي لا عمارة فيها‏.‏

قوله‏:‏ ‏( ‏في غنمك أو باديتك ‏)‏
يحتمل أن تكون ‏"‏ أو ‏"‏ شكا من الراوي، ويحتمل أن تكون للتنويع
لأن الغنم قد لا تكون في البادية، ولأنه قد يكون في البادية حيث لا غنم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ فأذنت للصلاة ‏)‏
أي لأجل الصلاة، وللمصنف في بدء الخلق ‏"‏ بالصلاة ‏"‏
أي أعلمت بوقتها‏.‏

قوله‏:‏ ‏( فارفع ‏)
‏ فيه إشعار بأن أذان من أراد الصلاة كان مقررا عندهم لاقتصاره
على الأمر بالرفع دون أصل التأذين، واستدل به الرافعي للقول الصائر
إلى استحباب أذان المنفرد، وهو الراجح عند الشافعية بناء على أن الأذان
حق الوقت، وقيل لا يستحب بناء على أن الأذان لاستدعاء الجماعة
للصلاة، ومنهم من فصل بين من يرجو جماعة أو لا‏.‏

قوله‏:‏ ‏( ‏بالنداء‏ )
‏ أي بالأذان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ لا يسمع مدى صوت المؤذن ‏)‏
أي غاية صوته، قال البيضاوي‏:‏ غاية الصوت تكون أخفى من ابتدائه،
فإذا شهد له من بعد عنه ووصل إليه منتهى صوته فلأن يشهد له
من دنا منه وسمع مبادي صوته أولى‏.‏

قول ‏(‏ جن ولا إنس ولا شيء‏ )‏
ظاهره يشمل الحيوانات والجمادات، فهو من العام بعد الخاص، ويؤيده
ما في رواية ابن خزيمة ‏"‏ لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر
ولا جن ولا إنس‏"‏، ولأبي داود والنسائي من طريق أبي يحيى عن
أبي هريرة بلفظ ‏"‏ المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب
ويابس ‏"‏ ونحوه للنسائي وغيره من حديث البراء وصححه ابن السكن،
فهذه الأحاديث تبين المراد من قوله في حديث الباب ‏"‏ ولا شيء ‏"
‏ وقد تكلم بعض من لم يطلع عليها في تأويله على غير ما يقتضيه ظاهره،
قال القرطبي‏:‏ قوله ‏"‏ ولا شيء ‏"‏ المراد به الملائكة‏.‏وتعقب بأنهم دخلوا
في قوله جن لأنهم يستخفون عن الأبصار‏.‏

وقال غيره‏:‏ المراد كل ما يسمع المؤذن من الحيوان حتى
ما لا يعقل دون الجمادات‏.‏ومنهم من حمله على ظاهره، وذلك
غير ممتنع عقلا ولا شرعا‏.‏

قال ابن بزيزة، تقرر في العادة أن السماع والشهادة والتسبيح لا يكون
إلا من حي، فهل ذلك حكاية عن لسان الحال لأن الموجودات ناطقة بلسان
حالها بجلال باريها، أو هو على ظاهره‏؟‏ وغير ممتنع عقلا أن الله يخلق
فيها الحياة والكلام‏.‏

وقد تقدم البحث في ذلك في قول النار ‏"‏ أكل بعضي بعضا ‏"‏ وسيأتي
في الحديث الذي فيه ‏"‏ أن البقرة قالت إنما خلقت للحرث ‏"‏ وفي مسلم
من حديث جابر ابن سمرة مرفوعا ‏"‏ إني لأعرف حجرا
كان يسلم علي ‏"‏ ا ه‏.‏

ونقل ابن التين عن أبي عبد الملك‏:‏ إن قوله هنا ‏"‏ ولا شيء ‏"‏ نظير
قوله تعالى

‏{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ }‏

وتعقبه بأن الآية مختلف فيها، وما عرفت وجه هذا التعقب فإنهما سواء
في الاحتمال ونقل الاختلاف، إلا أن يقول إن الآية لم يختلف في كونها
على عمومها، وإنما اختلف في تسبيح بعض الأشياء هل هو
على الحقيقة أو المجاز بخلاف







اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .