المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعرَّف على الله - جل جلاله (3)


adnan
01-25-2015, 09:01 PM
الأخ / السيد هاشم السقاف



تعرَّف على الله - جل جلاله (3)

تعرَّف على الله -جل جلاله-)
من أسماء الله الحسنى
https://mail.google.com/mail/e/B69(الجبار)https://mail.google.com/mail/e/B69
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

مر بك اسم الجبار جل جلاله..
فما المعنى الذي قام في نفسك عند وروده؟
وربما قلت في ركوعك الذكر المأثور "سبحان ذي الجبروت والملكوت .."

فما المعنى الذي تبادر إليك؟
وربما دعوت في الجلسة بين السجدتين بما ثبت عنه ﷺ :
( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني)

فهل وقفت متأملا في معنى كلمة "واجبرني"؟
☑️ أحسب أن هذه الأسئلة قد أثارت في نفسك الرغبة لمعرفة معنى هذا
الاسم وما تضمنه من صفات عظيمة جليلة..

معنى لفظ الجبار في اللغة مأخوذ من:
الجبر , ومعاني الجبر أربعة:
⃣ تقوية الضعيف وجبر الكسير وجبر النقص وإصلاح الخلل.

⃣ الإكراه والقهر والقسر , ومثاله: أجبرته على فعل كذا وكذا

⃣ العز والارتفاع والامتناع والعلو والشموخ والعظمة , مثال ذلك: هذا
بناء جبار. أي عظيم وشامخ ومنه قوله تعالى:

{ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ }

⃣ المتكبر, ومنه قوله تعالى:

{ وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً }

وأما معنى اسم الجبار في حق الله تعالى فله ارتباط
وثيق بالمعاني اللغوية السابقة وعليه فهو يشمل المعاني التالية:

⃣ المصلح لأمور خلقه , فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر العسير ,
فهو الجبار الذي يجبر المكلومين وأهل المصائب ..كما أنه سبحانه يجبر
قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله, وقلوب المحبين بما يفيض عليهم
من أنواع كراماته .

⃣ القهار لكل شيء , الذي دان له كل شيء , وخضع له كل شيء , فما
شاء كان وما لم يشأ لم يكن , يجبر خلقه على ما يريد, فلا يستطيع أحد
في هذا الكون مهما بلغت قوته وعظمته أن يخرج عن إرادته, فإرادته
فوق كل إرادة , ومشيئته فوق كل مشيئة , لا معقب لحكمه ولا راد
لقضائه.. فعال لما يريد جل جلاله.

⃣ العلي على كل شيء, الكامل من جميع الوجوه , فله علو الذات وعلو
القدر وعلو القهر , فأنواع العلو كلها متحققة لله عز وجل .

⃣ المتكبر عن كل سوء ونقص ,وعن مماثلة شيء من خلقه , ليس له
كفو أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.

قال ابن القيم في نونيته:
وكذلك الجبار من أوصافه
والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف فكل قلب قد غدا
ذا كسرة فالقلب منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي
لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو
فليس يدنو منه من إنسان.

من ثمرات معرفة هذا الاسم والإيمان به:
⃣ إدراك معنى اسم الجبار والإيمان به يورث العبد تعظيم ربه وإجلاله
والخضوع له والاستسلام لقضائه والانقياد له ، والتسليم لشرعه, فهو
الجبار الذي له الخلق والأمر يحكم ولا معقب لحكمه، لا يُسأل عما يفعل
والخلق يُسألون

⃣ حين تقول في جلستك بين السجدتين "..واجبرني.." فإنك تستحضر
معنى هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح الله للعبد وجبر نقائصه من فقر
أو مرض أو مصيبة.. ودفع جميع المكاره عنه. فكم جبر ربنا من كسير
واغنى من فقير واعز من ذليل سبحانه جل في علاه

⃣ الثقة التامة بالله عند لجوء العبد إليه واليقين الصادق بأنه يأوي إلى
ركن شديد , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه
إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم
يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه , فلا يخاف من المخلوقين
مهما تعاظموا

⃣ أن يحب العبد ربه عز وجل , لأن القلوب جُبلت على حب من أحسن
عليها , والله هو الجبار الذي يجبر كسره ويصلح شأنه كله دقه وجله.

اللهم يا جبار اجبر نقصنا وأصلح لنا شأننا كله
ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
منقول لعموم الفائدة
ساهم في النشر لنيل شرف التعريف بالله جل في علاه.