المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخلت سنة أربع وتسعين


adnan
01-25-2015, 09:31 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



دخلت سنة أربع وتسعين للهجرة النبوية الشريفة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها
غزا العباس بن الوليد أرض الروم، فقيل إنه فتح أنطاكية، وغزا أخوه
عبد العزيز بن الوليد فبلغ غزالة، وبلغ الوليد بن هشام المعيطي أرض
برج الحمام، وبلغ يزيد بن أبي كبشة أرض سورية‏.‏

وفيها
كانت الرجفة بالشام‏.‏

وفيها
افتتح مسلمة بن عبد الملك سندرة من أرض الروم‏.‏

وفيها
فتح الله على الإسلام فتوحات عظيمة في دولة الوليد بن عبد الملك،
على يدي أولاده وأقربائه وأمرائه حتى عاد الجهاد شبيهاً بأيام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

وفيها
افتتح القاسم بن محمد الثقفي أرض الهند وغنم أموالاً لا تعد ولا توصف،
وقد ورد في غزو الهند حديث رواه الحافظ ابن عساكر وغيره‏.‏

وفيها
غزا قتيبة بن مسلم الشاش وفرغانة حتى بلغ خُجَنْدة، وكاشان مدينتي
فرغانة، وذلك بعد فراغه من الصغد وفتح سمرقند، ثم خاض تلك البلاد
يفتح فيها حتى وصل إلى كابل فحاصرها وافتتحها، وقد لقيه المشركون
في جموع هائلة من الترك فقاتلهم قتيبة عند خجندة فكسرهم مراراً وظفر
بهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم خلقاً وأسر آخرين، وغنم أموالاً
كثيرةً جداً‏.‏

قال ابن جرير‏:‏
وقد قال سحبان وائل يذكر قتالهم بخجندة التي هي قريبة من بلاد
الصين أبياتاً في ذلك‏:‏
فسل الفوارس في خجنـ * ـدة تحت مرهفة العوالي
هل كنت أجمعهم إذا * هزموا وأقدم في قتالي
أم كنت أضرب هامة الـ * ـعاتي وأصبر للنزال
هذا وأنت قريع قيـ *ـس كله ضخم النوال
وفضلت قيساً في الندى * وأبوك في الحجج الخوالي
تمَّت مروءتكم ونا * غى عزكم غلب الجبال
ولقد تبين حكمك * فيهم في كل مال

هكذا ذكر ابن جرير هذا من شعر سحبان وائل في هذه الغزوة‏.‏ وقد ذكرنا
ما أورده ابن الجوزي في منتظمه أن سحبان وائل مات في خلافة معاوية
بن أبي سفيان بعد الخمسين، فالله أعلم‏.‏

مقتل سعيد بن جبير رحمه الله
قال ابن جرير‏:‏ وفي هذه السنة قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير،
وكان سبب ذلك أن الحجاج كان قد جعله على نفقات الجند حين بعثه
مع ابن الأشعث إلى قتال رتبيل ملك الترك، فلما خلعه ابن الأشعث خلعه
معه سعيد بن جبير، فلما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه هرب سعيد
بن جبير إلى أصبهان، فكتب الحجاج إلى نائبها أن يبعثه إليه، فلما سمع
بذلك سعيد هرب منها، ثم كان يعتمر في كل سنة ويحج، ثم إنه لجأ إلى
مكة فأقام بها إلى أن وليها خالد بن عبد الله القسري، فأشار من أشار
على سعيد بالهرب منها، فقال سعيد‏:‏ والله لقد استحييت من الله مما
أفر ولا مفر من قدره‏؟‏ وتولى على المدينة عثمان بن حيان بدل عمر
بن عبد العزيز، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب ابن الأشعث من
العراق إلى الحجاج في القيود، فتعلم منه خالد بن الوليد القسري، فعين
من عنده من مكة سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر
وعمرو بن دينار وطلق ابن حبيب، ويقال إن الحجاج أرسل إلى الوليد
يخبره أن بمكة أقواماً من أهل الشقاق، فبعث خالد بهؤلاء إليه ثم عفا
عن عطاء وعمرو بن دينار لأنهما من أهل مكة وبعث بأولئك الثلاثة،
فأما طلق فمات في الطريق قبل أن يصل، وأما مجاهد فحبس فما زال
في السجن حتى مات الحجاج، وأما سعيد ابن جبير فلما أوقف بين يدي
الحجاج قال له‏:‏ يا سعيد ألم أشركك في أمانتي‏؟‏ ألم أستعملك‏؟‏ ألم أفعل‏؟
‏ ألم أفعل‏؟‏ كل ذلك يقول‏:‏ نعم حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله حتى
قال له‏:‏ فما حملك على الخروج علي وخلعت بيعة أمير المؤمنين، فقال
سعيد‏:‏ إن ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك وعزم علي، فغضب
عند ذلك الحجاج غضباً شديداً، وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه،
وقال له ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت
بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ ثم قدمت الكوفة والياً
على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية، قال‏:‏
بلى ‏!‏ قال فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك‏؟‏
يا حرسي اضرب عنقه‏.‏ قال‏:‏ فضربت عنقه فبدر رأسه عليه لا طئة
صغيرة بيضاء، وقد ذكر الواقدي نحو هذا، وقال له‏:‏ أما أعطيتك مائة
ألف‏؟‏ أما فعلت أما فعلت‏.‏