المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الورود و غيوم المدينة


adnan
01-31-2015, 10:34 PM
الابنة / أحلام عبد العزيز



بين الورود و غيوم المدينة

كانت الغيوم تلف سماء المدينة في ذلك اليوم الذي...
خرجت في جولة مختلفة في سوق لبيع الورود حملت معي سلة. من قش
كما إعتدت حينما أحب أن أشتري بعض الورود من تلك المحلات إذا جاز
لي التعبير والتي كانت تنتشر في المكان بشكل عفوي وفي ذات الوقت
بشكل متناسق وجميل لم يكن يشع من ذلك المكان سوى ألوان الزنبق
والجوري أقترب من بعض الورود لأمد أصبعي نحو خدود. ويخشى أن
يلتقطها فتستيقظ الطيور النائمة بداخلها. وتهرب أرفع الوردة لأنفي
أحاول أن أشمها حتى تتسرب إلى روحي...

أغمض عيني أسحب الهواء لصدري ثم أخرجه من فمي...
كمن يجرب أن يزرع تلك الورود في حقول قلبه أتوجه بالسؤال.
للبائعة هل يمكن أن تناوليني بعضا من هذا النوع؟؟؟ أمد يدي نحو ورود
أخرى ثم أنظر لها مبتسمة وهذا أيضا لو سمحتي...

صوت أنثوي قريب مني يعلق ويقول:
هل تنوين شراء كل الورود يا أحلام دفعة واحدة؟؟؟
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b3fd79c93b1771&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ86Pqb3dVkGr3BpNL_BDx9IVL4rvlCnUoNiplW d1Gi1VFEOtM9LZp5bTOkZYXIq_tcEWUumP5mtIzJk6Uopeckv0 ueqa6d8eRdefcx-q7sRhS-ob1Wtoo0pPTg&sz=w862-h646&ats=1422731916970&rm=14b3fd79c93b1771&zw&atsh=1
إلتفت إلى الخلف لأرى الحبيبة فاطمة الزهراء برفقتها الرقيقة نعيمة.
والتي تضحك وتضرب أنفي مداعبة بزهرة بيضاء. كانت تحملها بيدها
ثم تعلق بل تنوي أن تأخذ معها سوق بأكمله نتبادل التحية بحرارة
أشتري ورودي المنتقاة لنقرر جميعا أن نمشي نحو لغة الورد ومعه تنظر
نعيمة إلى فاطمة الزهراء بعد أن تغمز بإحدى عينيها إليها كمن يخطط لدعابة

نعيمة: لم يخبرنا أحد يا فاطمة الزهراء بأنه حينما نزور سوق الورود.
علينا أن نرتدي الثوب الأبيض والقبعة الحمراء حتى نجذب الورد إلينا

فاطمة الزهراء مداعبة: علينا أن نكتفي باللباس الأسود فهو الأكثر حدادا
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b3fd79c93b1771&attid=0.6&disp=emb&attbid=ANGjdJ919pOjzk8x8qWWGWpPV9L9AcwdXH31LlKF1cw Rq6MoAOkmMt_l7Qi2G3qV0sPkS2szVGiOUDFqkbwstEEad_pkl kmznvCBCKBm7PcKQKeTf9fs7NpDZsHZ8Zs&sz=w1016-h758&ats=1422731916970&rm=14b3fd79c93b1771&zw&atsh=1
أبتسم ثم أشد طرفي قبعتي الحمراء إلى الخلف

أحلام: قررت أن أرتدي هذا الثوب الأبيض المصحوب بهذه الأربطة
الخلفية المقلمة وأن أرتدي هذه القبعة الحمراء حتى أدخل إلى سوق
الورود وأنا أشعر بأنني واحدة منهم تتعالى ضحكاتي ثم أقول:
بل ربما أحب أن أتأنق للحياة...

كلما شعرت بأنني على موعد مع ما يعبر عنها إنها الورود الورود تعني.
الحياة أقف قليلا أنظر إلى ثوبي بحزن ثم أرفع رأسي لأنظر إليهم.
وأقول: كلما تأنقت للحياة وإرتديت قبعة حمراء وثوبا أبيض حتى أغريها
للوقوع في عشقي أجدها تفلت مني وتهرب ثم تعاود النظر إلي بنصف
نظرة لتغريني بالعودة إليها مجددا والثقة بها من جديد الحياة تمسك
بأيدينا فإذا ما تمسكنا بها. تفلت أيدينا لنقع في خيباتها

مجددا فاطمة الزهراء: أنا في حالة.لقاء دائم مع الحياة وخصوصا
في سنواتي الأخيرة وبالتالي فلا إستعدادات خاصة مسبقة لدي ربما
الإبتسامة هي جل ما أملك في سبيل التأنق وأظن أنها تكفي
قد تصد عني الحياة أحيانا لكنني لا أهتم لذلك ولا أتوقف عنده كثيرا
لا أحزن من الحياة وأحاول أن أقبل منها كل ما تعطيني إياه...

بإختصار لقد تصالحت معها أخيرا ولست مستعدة الآن للتفريط...
بهذا الصلح الذي أراحني على الصعيد الشخصي اليومي ولكنه ضاعف
قلقي على صعيد الكتابة وهذا ما أحتاج إليه الآن على الأقل نعيمة: أما أنا
فقد إعتدت كل صباح أن أعدني بأن غدا سيكون الأجمل والأجمل جدا
لا أنسى أبدا وقبل أن تفتح الحياة عينيها أن أكحل. ما تبقى من عيني بأمل
الحب والسعادة وأن أنتقي لروح عاشت معي عمري وعرفت أسراري
عانقتني حين ضحكت وحين بكيت علمتني أن نتصالح مع ذرات الكون
علمت عيني أن تحب كل ما ترى وأن لا ترى إلا ما تحب واجهتني حين
فكرت بالهرب مني. ووقفت في وجهي وأقنعتني بأن أبقى أدرك أن
أصابعي تخجل من عزف على وتر الحياة فجعلت الحياة تتدفق لتحرك
الأصابع الخجلى هذه الروح أختار لها قلبي لترتديه كل صباح.

تتعالى ضحكاتنا جميعا ثم أقول:
أحلام: أمنيات كثيرا بداخلي بدأت بالتناقص أمنية واحدة. فقط مازلت
أحتفظ بها مازلت أنظر إليها. بشغف التفكير بها مستفز ومحرض وشهي
أشتهي أن أكون عاشقة وفي حالة حب دائمة لأن العشق يجعل
للحياة طعم الثلج ورائحة المطر وما أتعس الأحلام التي تموت
قبل أن تولد