المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب السرقة عند الأطفال


adnan
02-03-2015, 11:21 PM
إدارة بيت عطاء الخير









أسباب السرقة عند الأطفال








إن السرقة عمل غير مقبول عرفاً وشرعاً ، ولذا فالجميع يبغضونه
وينكرونه ، وينظرون إلى فاعله بازدراء وحقارة ، والآباء الذين يبتلون
بأولاد يمارسون هذا الفعل القبيح عليهم التمييز بين الطفل الصغير ذي
الثلاث سنوات وآخر يتجاوز الخمس سنوات ، فالأول لا يميِّز بين الخير
والشر ، ولذا نجده لا ينكر ما أخذه من الآخرين ، مقابل الثاني
الذي يخفيه وينكر فعله .

وينبغي عدم توجيه اللوم والعتاب للطفل ذي الثلاث سنوات ما دام لا يفهم
معنى السرقة ، وأنه عمل قبيح ، والاكتفاء بالقول له : إن صديقك الذي
أخذت لعبته قد يحتاج إليها ، أو : ليس من الصحيح أن نأخذ شيئاً
من الآخرين دون إذن منهم ، كما أنَّنا لا نرضى أن يأخذ أشياءنا
أحد من الناس .

أمَّا الطفل الذي يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي يمارس السرقة ،
فلا يعني أنه لم يتلق التربية الحسنة ، أو أنَّ والديه يبخلان عليه بالأموال
، وإن كان هذان العاملان يدفعان بالأولاد إلى السرقة ، ولكن ليس دوماً ،
فما هي يا تُرى أسباب السرقة عند الأولاد إذن ؟! .

نذكر بعض أسباب السرقة عند الأطفال :

الأول : العلاقة مع الوالدين :
إنَّ العلاقة الجافَّة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحُبِّ
والحنان ، أو لتعرُّضِه للعقوبة القاسية ، أو لِشَدَّتِهما في التعامل معه
في المرحلة الأولى من عمره ، أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال
في المرحلة الثانية من عمره ، تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً
في السابعة من عمره ، وذلك لأجل أن يغدق عليه ، ويكسب منهم ما فقده
في الأسرة من الحنان من جهة ، وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر
عليه لشفاء غيظه ، من قساوة تعرَّضَ لها في مرحلة طفولته الأولى .

الثاني : الشعور بالعُزلة :
إن شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي
يؤهله لاتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .
ولذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة
لكسب ودهم نحوه ، بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته ، أو يريد
أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة ، لينجذبوا نحو
شخصيته القوية كما يتصوَّر .

كيف نتعامل مع السارق :
إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم
من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور
الخاصة به ، إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية
من أسباب السرقة المتقدمة ، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ، والتأكيد
على استقلاليته ، ومساعدته على اختيار الأصدقاء .

والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر
حين يمارسون السرقة بحزم وقوة ، ولا نقصد بها القسوة والشدة
بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ،
ولابُدَّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .

ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة وهي :
أنه من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار ، لأنَّ تصرّفاً كهذا يدفع الطفل
إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه في الانتقام
ممَّن احتقره وامتهنه .