المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سنة مائة من الهجرة النبوية


adnan
02-09-2015, 10:45 PM
الأخ / مصطفى آل حمد



سنة مائة من الهجرة النبوية الشريفة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها
خرجت خارجة من الحرورية بالعراق فبعث أمير المؤمنين عمر
بن عبد العزيز إلى عبد الحميد نائب الكوفة، يأمره بأن يدعوهم إلى
الحق، ويتلطف بهم، ولا يقاتلهم حتى يفسدوا في الأرض، فلما فعلوا ذلك
بعث إليهم جيشاً فكسرهم الحرورية، فبعث عمر إليه يلومه على جيشه،
وأرسل عمر ابن عمه مسلمة بن عبد الملك من الجزيرة إلى حربهم،
فأظفره الله بهم، وقد أرسل عمر إلى كبير الخوارج - وكان يقال له‏:‏
بسطام - يقول له‏:‏ ما أخرجك عليّ‏؟‏ فإن كنت خرجت غضاً لله فأنا أحق
بذلك منك، ولست أولى بذلك مني، وهلم أناظرك، فإن رأيت حقاً اتبعته،
وإن أبديت حقاً نظرنا فيه‏.‏ فبعث طائفة من أصحابه إليه فاختار منهم عمر
رجلين فسألهما‏:‏ ماذا تنقمون‏؟‏ فقالا‏:‏ جعلك يزيد بن عبد الملك من بعدك،
فقال‏:‏ إني لم أجعله أبداً وإنما جعله غيري‏.‏ قالا‏:‏ فكيف ترضى به أميناً
للأمة من بعدك‏؟‏ فقال‏:‏ أنظراني ثلاثة، فيقال إن بني أمية دست إليه سماً
فقتلوه خشية أن يخرج الأمر من أيديهم ويمنعهم الأموال، والله أعلم‏.‏

وفيها
غزا عمر بن الوليد بن هشام المعيطي، وعمر بن قيس الكندي
من أهل حمص، الصائفة‏.‏

وفيها
ولي عمر بن عبد العزيز عمر بن هبيرة الجزيرة فسار إليها‏.‏

وفيها
حمل يزيد بن المهلب إلى عمر بن عبد العزيز من العراق، فأرسله عدي
بن أرطاة نائب البصرة مع موسى بن وجيه، وكان عمر يبغض يزيد
بن المهلب وأهل بيته، ويقول هؤلاء جبابرة ولا أحب مثلهم، فلما دخل
على عمر طالبه بما قبله من الأموال التي كان قد كتب إلى سليمان أنها
حاصلة عنده، فقال‏:‏ إنما كتبت ذلك لأرهب الأعداء بذلك، ولم يكن بيني
وبين سليمان شيء، وقد عرفت مكانتي عنده‏.‏ فقال له عمر‏:‏ لا أسمع منك
هذا، ولست أطلقك حتى تؤدي أموال المسلمين، وأمر بسجنه‏.‏

وكان عمر قد بعث على إمرة خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي
عوضه، وقدم ولد يزيد بن المهلب، مخلد بن يزيد، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين
إن الله عز وجل قد منَّ على هذه الأمة بولايتك عليها، فلا نكونن نحن
أشقى الناس بك، فعلام تحبس هذا الشيخ وأنا أقوم له أتصالحني عنه‏؟‏
فقال عمر‏:‏ لا أصالحك عنه إلا أن تقوم بجميع ما يطلب منه، ولا آخذ منه
إلا جميع ما عنده من مال المسلمين‏.‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن كانت لك
بينة عليه بما تقول وإلا فاقبل يمينه أو فصالحني عنه، فقال‏:‏ لا آخذ منه
إلا جميع ما عنده‏.‏ فخرج مخلد بن يزيد من عند عمر، فلم يلبث أن مات
مخلد‏.‏ وكان عمر يقول‏:‏ هو خير من أبيه‏.‏

ثم إن عمر أمر بأن يلبس يزيد بن المهلب جبة صوف ويركب على بعير
إلى جزيرة دهلك التي كان ينفي إليها الفساق، فشفعوا فيه فرده إلى
السجن، فلم يزل به حتى مرض عمر مرضه الذي مات فيه، فهرب
من السجن وهو مريض، وعلم أنه يموت في مرضه ذلك، وبذلك كتب
إليه كما سيأتي، وأظنه كان عالماً أن عمر قد سقى سماً

وفيها
في رمضان منها عزل عمر بن عبد العزيز الجراح بن عبد الله الحكمي
عن إمرة خراسان، بعد سنة وخمسة أشهر، وإنما عزله لأنه كان يأخذ
الجزية ممن أسلم من الكفار ويقول‏:‏ أنتم إنما تسلمون فراراً منها‏.‏
فامتنعوا من الإسلام وثبتوا على دينهم وأدوا الجزية، فكتب إليه عمر‏:‏
إن الله إنما بعث محمداً ‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ داعياً، ولم يبعثه جابياً‏.‏
وعزله وولى بدله عبد الرحمن بن نعيم القشيري على الحرب،
وعبد الرحمن بن عبد الله على الخراج‏.‏

وفيها
كتب عمر إلى عماله يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر، ويبين لهم الحق
ويوضحه لهم ويعظهم فيما بينه وبينهم، ويخوفهم بأس الله وانتقامه،
وكان فيما كتب إلى عبد الرحمن بن نعيم القشيري‏:‏
أما بعد فكن عبد الله ناصحاً لله في عباده، ولا تأخذك في الله لومة لائم،
فإن الله أولى بك من الناس، وحقه عليك أعظم، ولا تولين شيئاً من أمور
المسلمين إلا المعروف بالنصيحة لهم، والتوفير عليهم‏.‏ وأدَّى الأمانة فيما
استرعي، وإياك أن يكون ميلك ميلاً إلى غير الحق، فإن الله لا تخفى عليه
خافية، ولا تذهبن عن الله مذهباً، فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه‏.‏
وكتب مثل ذلك مواعظ كثيرة إلى العمال‏.

‏ وقال البخاري في صحيحه‏:‏
وكتب عمر إلى عدي بن عدي‏:‏ إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً
وسنناً، من استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل
الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا
على صحبتكم بحريص‏.‏

وفيها كان بدوّ دعوة بني العباس
وذلك أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس - وكان مقيماً بأرض انشراة
- بعث من جهته رجلاً يقال له‏:‏ ميسرة إلى العراق، وأرسل طائفة أخرى
وهم محمد بن خُنَيس وأبو عكرمة السراج، وهو أبو محمد الصادق،
وحيان العطار - خال إبراهيم بن سلمة - إلى خراسان، وعليها يومئذ
الجراح بن عبد الله الحكمي قبل أن يعزل في رمضان، وأمرهم بالدعاء
إليه وإلى أهل بيته، فلقوا من لقوا ثم انصرفوا بكتب من استجاب منهم
إلى ميسرة الذي بالعراق، فبعث بها إلى محمد بن علي ففرح بها
واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ أمر قد كتب الله إتمامه، وأول رأي قد
أحكم الله إبرامه، أن دولة بني أمية قد بان عليها مخايل الوهن والضعف،
ولا سيما بعد موت عمر بن عبد العزيز، كما سيأتي بيانه‏.‏

وقد اختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثني عشر نقيباً، وهم
سليمان بن كثير الخزاعي، ولاهز بن قريظ التميمي، وقحطبة بن شبيب
الطائي، وموسى بن كعب التميمي، وخالد بن إبراهيم أبو داود من
بني عمرو بن شيبان بن ذهل، والقاسم بن مجاشع التميمي، وعمران
بن إسماعيل أبو النجم - مولى لآل أبي معيط - ومالك بن الهيثم
الخزاعي، وطلحة بن زريق الخزاعي، وعمرو بن أعين أبو حمزة
- مولى لخزاعة - وشبل بن طهمان أبو علي الهروي - مولى لبني حنيفة
- وعيسى بن أعين - مولى لخزاعة أيضاً‏.‏ واختار سبعين رجلاً أيضاً‏.‏
وكتب إليهم محمد بن علي كتاباً يكون مثالاً وسيرة يقتدون بها
ويسيرون بها‏.‏

وقد حج بالناس في هذه السنة أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم نائب
المدينة، والنواب على الأمصار هم المذكورون في التي قبلها، سوى من
ذكرنا ممن عزل وتولى غيره، والله أعلم‏.‏ولم يحج عمر بن عبد العزيز
في أيام خلافته لشغله بالأمور، ولكنه كان يبرد البريد إلى المدينة فيقول
له‏:‏ سلم على رسول الله ‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ عني، وسيأتي بإسناده
إن شاء الله‏.‏
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b51a95d4ec332e&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ92qNBXjWcYW_gYVMDv6zihpQjdwH4953Vq8po q3CCuyj4MX5CtqVgGn3TZ_Rek7Z2m5ul_YfvFXyO9ozke1qklh cwWGu66xkKY8blcixJaKTMDubl0a16tuD8&sz=s0-l75-ft&ats=1423510260913&rm=14b51a95d4ec332e&zw&atsh=1
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b51a95d4ec332e&attid=0.6&disp=emb&attbid=ANGjdJ_q58h_zGpMZpkExUDfw5hi3DEZk450voX3skX 0wbXVl9xYUtNg9clXwehaAlFbccHTSqIOWK3uvydr8zbqrQ1yr Nm667qPvizHdRsyiapQQNnsqV6zEJBYuEI&sz=s0-l75-ft&ats=1423510260913&rm=14b51a95d4ec332e&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com) https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b51a95d4ec332e&attid=0.7&disp=emb&attbid=ANGjdJ_XL-gXjySK0Xd2znCQ7BqFN218fhZNBSZEEtw5u7gIndRiKMVXPnZ0 yoG7w1oSN6uKDQlPtUvFXFjsivpDkFcgOcuHzMFhWknRl4OpvF Af9kNhpttRkg_VSbY&sz=w514-h248&ats=1423510260914&rm=14b51a95d4ec332e&zw&atsh=1 ([email protected]) https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14b51a95d4ec332e&attid=0.8&disp=emb&attbid=ANGjdJ8vXMa9y8Xy-w7xuZyglXwtIKi98welt5iefX2lcGpAowIwY36s5Zug_fMglrH AsyI7xEZ16HJ11MYbkpeNcfriNYF3y7pmPC9yyGN8c0zszqWwD R5sY5gneOU&sz=s0-l75-ft&ats=1423510260914&rm=14b51a95d4ec332e&zw&atsh=1 (http://time.is/)
https://ci4.googleusercontent.com/proxy/FOwmg6oa0C6bqWj_zeuKbl3uS48qOVShlOeOyoSUBwfEYgKwTW Fd1XlpGFWUBXaEEDpOMMmmDFE-PINeuRWqVGn_zZNkgg=s0-d-e1-ft#http://www.ataaalkhayer.com/bait/groups_logo.png للإشتراك في مجموعة بيت عطاء الخير البريدية أدخل بريدك الإلكتروني كاملا هنا واضغط على وعلم أنه يموت في مرضه ذلك، وبذلك كتب
إليه كما سيأتي، وأظنه كان عالماً أن عمر قد سقى سماً

وفيها
في رمضان منها عزل عمر بن عبد العزيز الجراح بن عبد الله الحكمي
عن إمرة خراسان، بعد سنة وخمسة أشهر، وإنما عزله لأنه كان يأخذ
الجزية ممن أسلم من الكفار ويقول‏:‏ أنتم إنما تسلمون فراراً منها‏.‏
فامتنعوا من الإسلام وثبتوا على دينهم وأدوا الجزية، فكتب إليه عمر‏:‏
إن الله إنما بعث محمداً ‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ داعياً، ولم يبعثه جابياً‏.‏
وعزله وولى بدله عبد الرحمن بن نعيم القشيري على الحرب،
وعبد الرحمن بن عبد الله على الخراج‏.‏

وفيها
كتب عمر إلى عماله يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر، ويبين لهم الحق
ويوضحه لهم ويعظهم فيما بينه وبينهم، ويخوفهم بأس الله وانتقامه،
وكان فيما كتب إلى عبد الرحمن بن نعيم القشيري‏:‏
أما بعد فكن عبد الله ناصحاً لله في عباده، ولا تأخذك في الله لومة لائم،
فإن الله أولى بك من الناس، وحقه عليك أعظم، ولا تولين شيئاً من أمور
المسلمين إلا المعروف بالنصيحة لهم، والتوفير عليهم‏.‏ وأدَّى الأمانة فيما
استرعي، وإياك أن يكون ميلك ميلاً إلى غير الحق، فإن الله لا تخفى عليه
خافية، ولا تذهبن عن الله مذهباً، فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه‏.‏
وكتب مثل ذلك مواعظ كثيرة إلى العمال‏.

‏ وقال البخاري في صحيحه‏:‏
وكتب عمر إلى عدي بن عدي‏:‏ إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً
وسنناً، من استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل
الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا
على صحبتكم بحريص‏.‏

وفيها كان بدوّ دعوة بني العباس
وذلك أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس - وكان مقيماً بأرض انشراة
- بعث من جهته رجلاً يقال له‏:‏ ميسرة إلى العراق، وأرسل طائفة أخرى
وهم محمد بن خُنَيس وأبو عكرمة السراج، وهو أبو محمد الصادق،
وحيان العطار - خال إبراهيم بن سلمة - إلى خراسان، وعليها يومئذ
الجراح بن عبد الله الحكمي قبل أن يعزل في رمضان، وأمرهم بالدعاء
إليه وإلى أهل بيته، فلقوا من لقوا ثم انصرفوا بكتب من استجاب منهم
إلى ميسرة الذي بالعراق، فبعث بها إلى محمد بن علي ففرح بها
واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ أمر قد كتب الله إتمامه، وأول رأي قد
أحكم الله إبرامه، أن دولة بني أمية قد بان عليها مخايل الوهن والضعف،
ولا سيما بعد موت عمر بن عبد العزيز، كما سيأتي بيانه‏.‏

وقد اختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثني عشر نقيباً، وهم
سليمان بن كثير الخزاعي، ولاهز بن قريظ التميمي، وقحطبة بن شبيب
الطائي، وموسى بن كعب التميمي، وخالد بن إبراهيم أبو داود من
بني عمرو بن شيبان بن ذهل، والقاسم بن مجاشع التميمي، وعمران
بن إسماعيل أبو النجم - مولى لآل أبي معيط - ومالك بن الهيثم
الخزاعي، وطلحة بن زريق الخزاعي، وعمرو بن أعين أبو حمزة
- مولى لخزاعة - وشبل بن طهمان أبو علي الهروي - مولى لبني حنيفة
- وعيسى بن أعين - مولى لخزاعة أيضاً‏.‏ واختار سبعين رجلاً أيضاً‏.‏
وكتب إليهم محمد بن علي كتاباً يكون مثالاً وسيرة يقتدون بها
ويسيرون بها‏.‏

وقد حج بالناس في هذه السنة أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم نائب
المدينة، والنواب على الأمصار هم المذكورون في التي قبلها، سوى من
ذكرنا ممن عزل وتولى غيره، والله أعلم‏.‏ولم يحج عمر بن عبد العزيز
في أيام خلافته لشغله بالأمور، ولكنه كان يبرد البريد إلى المدينة فيقول
له‏:‏ سلم على رسول الله ‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ عني، وسيأتي بإسناده
إن شاء الله‏.‏