المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعرَّف على الله -جل جلاله (7)


adnan
02-20-2015, 08:32 PM
الأخ / السيد هاشم السقاف



تعرَّف على الله -جل جلاله (7)

من أسماء الله الحسنى
(العظيم)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
ورد اسم الله (العظيم) في القرآن الكريم تسع مرات
فتدبره في قول الله تعالى:

{ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }

وفي قوله تعالى:

{ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }

ونحن نُسَبِّح بهذا الاسم في كل ركوع من صلاتنا فنقول

" سبحان ربي العظيم "

فما هي المعاني التي تحضر في قلوبنا حين يرد علينا هذا الاسم ؟
فإليك معنى اسم الله العظيم:
هو ذو العظمة المطلقة ، عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه كلها، عظيم
في صفاته كلها، فهو عظيم في سمعه وبصره، عظيم في قدرته وقوته،
عظيم في علمه وإحاطته.فلا تقصر عظمته في شيء دون شيء,
ولا تدركه الأبصار لعظمته، فكل ما دونه سبحانه صغير أمام عظمته .

قال ابن القيم - رحمه الله -:
وهو العظيم بكل معنى يوجب التــعظيم لا يحصيه من إنسان.

وبعد معرفتك لمعنى اسم الله (العظيم) هل أدركت شيئا من الحكمة
في مشروعية التسبيح بهذا الاسم دون غيره في حال الركوع وهو على
هيئة التذلل والخضوع؟

يقول ابن القيم رحمه الله:
" ثم يحني لله ظهره في الركوع خضوعا لعظمته، وتذللا لعزته واستكانة
لجبروته ، مسبحا له بذكر اسمه (العظيم).."!

وإن دلائل عظمة الله تعالى لا تُحصى, إليك منها هذا الحديث فقط ,
عن أبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة،
وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة..)
[رواه ابن حبان ، وصححه الألباني]

وصح عن ابن عباس موقوفًا أنه قال:
"الكرسي موضع القدمين لله"

والعرش لا يقدر قدره إلا الله سبحانه ، فإذا كان عرشه قد وُصف بالعظمة
، فما بالك بعظمة من استوى عليه وعلا فوقه؟!
سبحانه من عظيم جل في علاه.

من ثمرات معرفة هذا الاسم والإيمان به:
اعتقادك بأن الله سبحانه وتعالى عظيم يورثك الإجلال والخضوع
والتذلل والخشية والمهابة من اللهكما يورثك الأمن والاطمئنان مع سواه
فلا تهاب أحدا غيره ولا تذل ولا تخضع لأحد سواه لأن كل ما دونه صغير أمام عظمته.

إن تعظيم الله تعالى يستلزم تعظيم كلامه ورسله وشعائره

قال ابن القيم رحمه الله:
"فعلامة تعظيم الله تعظيم أمره ونهيه "

ومن ذلك تعظيم نصوص الكتاب والسنة والاستسلام لها وعدم التقدم بين
يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم برأي أو قول أحد كائنا
من كان

فإذا أردت أن تعرف قدر عظمة الله في قلبك فانظر لتعظيمك
حرماته وشعائره

يقول الأصبهاني – رحمه الله –
" فينبغي لمن عرف عظمة الله أن لا يتكلم بكلمة يكرهها الله
ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله " .

من تعظيم العبد لربه الإكثار من ذكره وتنزيهه وتكبيره وتهليله

من تعظيم الله تعالى تدبر كلامه والخشوع في الصلاة له ، فليس
من التعظيم أن تقرأ كلامه وتصلي له وقلبك عنه غافل.

اللهم املأ قلوبنا بعظمتك ومحبتك ورجائك
وخشيتك على الوجه الذي تحبه من عبادك الصالحين

تم نقله لعموم الفائدة
ساهم في النشر لنيل شرف التعريف بالله جل في علاه.