المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شروط نقل الأعضاء البشرية (1)


adnan
02-21-2015, 10:39 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



شروط نقل الأعضاء البشرية (1)

دار الافتاء : يجوز نقل الأعضاء البشرية لكن بشروط (1-3)
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 1880 لسنة 2003 والمتضمن:
أن السائل يطلب بيان الحكم الشرعي في نقل الأعضــاء.
تجيب لجنة أمانة الفتوى بدار الافتاء المصرية :
إن الله تعالى قد خلق الإنسان وكرمه وفضله على سائر المخلوقات
وارتضاه وحده لأن يكون خليفة في الأرض،
قال تعالى:

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
[الإسراء: 70].

ولذلك حرص الإسلام كل الحرص على حياة الإنسان والمحافظة عليها
وعدم الإضرار بها جزئيا أو كليا لذلك أمرت الشريعة الإسلامية الإنسان
باتخاذ كل الوسائل التي تحافظ على ذاته وحياته وصحته وتمنع عنه الأذى
والضرر فأمرته بالبعد عن المحرمات والمفسدات والمهلكات وأوجبت
عليه عند المرض اتخاذ كل سبل العلاج والشفاء
قال الله تعالى:

{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
[البقرة: 195]

وقال تعالى:

{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }
[النساء: 29].

وعن أسامة بن شريك قال: جاء أعرابي فقال:

( يَا رَسُولَ اللهِ أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً
إِلَّا وَأَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ )
(رواه أحمد).

ومن الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء
والشفاء بإذن الله تعالى للمحافظة على النفس والذات:
نقل وزرع بعض الأعضاء البشرية من الإنسان للإنسان سواء من الحي
للحي أو من الميت الذي تحقق موته إلى الحي وهذا جائز شرعا إذا
توافرت فيه شروط معينة تبعد هذه العملية من نطاق التلاعب بالإنسان
الذي كرمه الله ولا تحوله إلى قطع غيار تباع وتشترى بل يكون المقصد
منها التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر وإذا لم توجد وسيلة
أخرى للعلاج تمنع هلاك الإنسان وقرر أهل الخبرة من الأطباء العدول أن
هذه الوسيلة تحقق النفع المؤكد للآخذ ولا تؤدي إلى ضرر بالمأخوذ منه
ولا تؤثر على صحته وحياته وعمله في الحال أو المآل.
وهذا حينئذ يكون من باب إحياء النفس الوارد في قوله تعالى:

{ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }
[المائدة: 32].

ويكون من باب التضحية والإيثار أيضا الذي أمر الله تعالى بهما وحث
عليهما في قوله تعالى:

{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
[الحشر: 9].

وكما يجوز أخذ عضو من الحي إلى الحي لإنقاذه من هلاك محقق حالا
أو مستقبلا فإنه يجوز أيضا الأخذ من الميت إلى الحي لإنقاذه من هلاك
محقق أو لتحقيق مصلحة ضرورية له لأن الإنسان الميت وإن كان مثل
الحي تماما في التكريم وعدم الاعتداء عليه بأي حال
لقوله تعـالى:

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }
[الإسراء: 70].

ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم:

( كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا )
(رواه ابن ماجه).