المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحديث عن كسب القلوب لا يجمل بل لا يتصور


adnan
02-23-2015, 08:56 PM
الابنة / أحلام عبد العزيز



إن الحديث عن كسب القلوب لا يجمل بل لا يتصور

كم جميل أن تجعل من أمامك يحبك من أول لقاء :
وجميل أيضا أن تأسر قلب من تحدثه بدماثة خلقك ورقة ألفاظك.
كم تحلو كلماتك في أذن السامع عندما تنتقيها كما ينقى أطايب الثمر.
ما أجمل تلك الابتسامة عندما ترتسم على محياك وما الذي يحول بينك
وبين أن تبتسم أجزم لك أن بياض أسنانك ليس عورة يجب سترها وياله
من سمو عندما تلق السلام على من عرفت ومن لم تعرف إنك بذلك تفتح
القلوب بمفاتيحها وعندها. سيصغي الكل لكلامك إذا تكلمت ويقبلون
نصحك إذا نصحت.

إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم :
يالروعة ذاك الإحساس الذي ينتابك عندما تتعامل مع الجميع وفق
المبدأ العظيم يالروعة تلك المعاني الجميلة والقيم السامية التي تكمن
في ذوات المتحلين بالأخلاق فتعصف بمشاعرهم وأحاسيسهم لتطرق
مجال الشفاة فتستقر بإبتسامة صادقة ملأها الرضا والطمأنينة وأجمل من
ذلك وأجل القبول الحسن والرضا الذي يتملك مشاعر من تعاملهم فهو
يخلق في نفوسهم إحساسا بحبك وتقديرك لهم وهذا من أسمى الغايات
وأهم المطلوبات يجب أن نستشعر أن قيامنا بذلك طاعة لله وقربة بها إليه
عز وجل إذا كان تفكيرنا ينبع من هذا المنطلق فإننا بذلك نصير الأخلاق
والقيم لتكون عبادات نرجو ثوابها من الله تعالى

إن الحديث عن كسب القلوب لا يجمل...
بل لايتصور دون ذكر رائد هذا المجال وسلطانه محمد صلى الله عليه وسلم
فهو من قال في حقه المولى عز وجل:

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
"الأحزاب" 21

وقال عنه تعالى شاهدا ومزكيا له

{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
"القلم" 4

أنا هنا سأتطرق إلى قطرة من سحائب.
أخلاقه صلى الله عليه وسلم فهو من قال:

( إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق )

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه:

( كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد
نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة،
حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي
من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء )

نعم ضحك ليستل ما بقلبه من غضب وليبين له. أنه لا يحمل في نفسه
شيئا عليه فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد على الإساءة بالإساءة لأن
هدفه أعظم وأسمى من أن يعامله بالمثل فهو يريد كسب القلوب وتأليفها
وكان صلى الله عليه وسلم لا يقدم على أمر حتى يفكر في عواقبه كان
يتعامل مع الناس بظواهرهم ولا يشغل نفسه في التفكير بمقاصدهم
ونياتهم والمتأمل لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد كتابا مفتوحا
في الأخلاق وحسن التعامل ولا ينقصنا سوى أن ننهل من معينه
العذب الزلال فنتعلمه ونعمل به.