المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار خسوف القمر في القرآن الكريم (2-2)


adnan
03-06-2015, 08:23 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله





أسرار خسوف القمر في القرآن الكريم (2-2)

لماذا لا يحدث الكسوف كل شهر؟
بما أن القمر يدور حول الأرض باستمرار فلا بد أن تتكرر الدورة كل شهر
بنفس الخطوات فلماذا لا يحدث الكسوف كل شهر؟ إن الله تعالى قد جعل
مدار القمر حول الأرض يميل 5 درجات عن مدار الأرض حول الشمس
وهذا يعني أن القمر يمضي معظم رحلته أعلى أو أدنى الخط الفاصل بين
الأرض والشمس.ولكن القمر سوف يعبر مستوي مدار الأرض حول
الشمس مرتين إلى أربع مرات كل عام ويحدث عندها الكسوف بأنواعه.
إذن هذا الميلان البسيط يضمن أيضاً حدوث أنواع مختلفة من خسوف
القمر جزئياً أو كلياً وليس من الضرورة أن يحدث كل شهر. مما يزيد
من تعقيد هذه الظاهرة ويجعلها أكثر جمالاً وروعة:

{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
[المؤمنون: 14].

ماذا يحدث على سطح القمر؟
إن درجة حرارة سطح القمر المضاء بالشمس تبلغ أكثر من 130 درجة
مئوية أي إذا وضعنا الماء فسوف يغلي مباشرة!وعندما تعترض الأرض
أشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها تماماً تنخفض درجة الحرارة
على سطح القمر إلى ما دون -99 درجة تحت الصفر وهذا يعني أنه
في غضون الساعة والنصف وهي مدة الكسوف تقريباً يعاني سطح القمر
من تغير في درجة حرارته بحدود 229 درجة مئوية!.

حقائق وأرقام
أطول خسوف كلي للقمر استمر ساعة و 40 دقيقة. أما أطول كسوف كلي
للشمس فلم يستمر أكثر من 7 دقائق و 40 ثانية.الخسوف القمري يمكن
أن يحدث ثلاث مرات كل سنة أما كسوف الشمس فيمكن أن يحدث
5 مرات في سنة واحدة.

هل رؤية خسوف القمر آمنة؟
بعكس كسوف الشمس فإن رؤية خسوف القمر آمنة تماماً!
وبالتالي يمكن النظر مباشرة إلى خسوف القمر والاستمتاع بهذا المنظر
الفريد ونحن كمؤمنين ينبغي علينا أن ندعو بالدعاء الذي علمنا
الله تعالى:

{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ *
رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
[آل عمران: 191-194].

كسوف من نوع آخر
في المجموعة الشمسية هنالك كواكب غير الأرض مثل المشتري وهذه
الكواكب سخر لها الله تعالى أقماراً لتدور حولها.وكما نعلم هذه الكواكب
تدور حول الشمس أيضاً.ويحدث أحياناً أن يقع الكوكب بين الشمس وهذا
القمر فيحجب نور هذا القمر وهذا هو خسوف القمر الخاص بهذه الكواكب

كيف تناول النبي الكريم هذه الظاهرة؟
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح
والمتفق عليه:

( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان
لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى
وإلى الصلاة )
[رواه البخاري و مسلم وغيرهما].

ونتساءل: ما هو الجديد الذي يقدمه هذا الحديث الشريف؟
إذا علمنا أنه منذ 1400 سنة كانت الأساطير تملأ الجزيرة العربية فإن هذا
الحديث يعتبر الأساس في علم الفلك الصحيح.فقد حدد النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم أن هذه المخلوقات من شمس أو قمر هي آيات من
عند الله تعالى لا تمثل حيوانات ولا آلهة بل تعمل بأمر خالقها عز وجل.
وأنه لا علاقة للشمس أو للقمر بأحد على الأرض فهي مخلوقات لا تضر
ولا تنفع.إذن نفى النبي جميع المعتقدات السائدة في عصره والتي لا تقوم
على أساس علمي وهذا سبق علمي أكرمه الله تعالى به يثبت أنه
رسول الله وأنه لا ينطق عن الهوى.

لنتأمل عبارة (آيتان من آيات الله تعالى)ماذا تعني هذه العبارة؟
الآية في اللغة هي الدليل والبرهان والمعجزة إذن الشمس والقمر
هما دليلان على ماذا؟ إنهما دليلان على عظمة الخالق ودقة صنعه
وإبداعه. هذه الآيات ينبغي علينا أن نتدبرها ونتفكر فيها! ولا يكفي أن
ننظر إلى الشمس أو القمر دون أن نشغّل عقولنا ونبحث في النظام الدقيق
والقوانين المحكمة التي أودعها الله تعالى في هذين المخلوقين
فهو القائل:

{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }
[الرعد: 2].

كما أكد البيان الإلهي أن للشمس والقمر نظام محسوب يمكن التعبير عنه
بالحسابات والأرقام كما رأينا من خلال فقرات هذا البحث.
يقول تعالى:

{ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ }
[الرحمن: 5].

ولذلك جاء الحديث النبوي منسجماً مع النص القرآني وفي هذا دليل
على أن الذي أنزل القرآن هو الذي علم الرسول صلى الله عليه وسلم.
اللهم علمنا من لدنك علماً