المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب التوبة (02-04)


adnan
03-10-2015, 08:21 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



باب التوبة (02-04)

8- وعَنْ عبد اللَّه بن كعب بن مالك
وكان قائد كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بنيه حين عمي قال

( سمعت كعب بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يحدث حديثه حين تخلف
عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوة تبوك قال كعب:
( لم أتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوة غزاها
قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب
أحدا تخلف عَنْه إنما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع اللَّه تعالى بينهم
وبين عدوهم عَلَى غير ميعاد.

ولقد شهدت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليلة العقبة حين
تواثقنا عَلَى الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر
أذكر في الناس مِنْها.

وكان مِنْ خبري حين تخلفت عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت
عَنْه في تلك الغزوة واللَّه ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى
جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا
ومفازا واستقبل عددا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة
غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد والمسلمون مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك
الديوان).

قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى ما لم
ينزل فيه وحي مِنْ اللَّه وغزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تلك
الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم والمسلمون معه وطفقت أغدو
لكي أتجهز معه فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر
عَلَى ذلك إذا أردت فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد
فأصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم غاديا والمسلمون معه
ولم أقض مِنْ جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم
يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل
فأدركهم فيا ليتني فعلت! ثم لم يقدر ذلك لي.

فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق
أو رجلا ممن عذر اللَّه تعالى مِنْ الضعفاء ولم يذكرني رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم
بتبوك: (ما فعل كعب بن مالك؟)

فقال رجل مِنْ بني سلمة: يا رَسُول اللَّهِ حبسه برداه والنظر في
عطفيه!فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت! واللَّه يا رَسُول اللَّهِ
ما علمنا عليه إلا خيرا.فسكت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
فبينما هو عَلَى ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (كن أبا خيثمة) فإذا هو
أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه
المنافقون قال كعب: فلما بلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
قد توجه قافلا مِنْ تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب
وأقول بما أخرج مِنْ سخطه غدا؟

وأستعين عَلَى ذلك بكل ذي رأي مِنْ أهلي فلما قيل إن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت
أني لم أنج مِنْه بشيء أبدا فأجمعت صدقه.)