المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحافظ ابن حجر العسقلاني (3)


adnan
03-11-2015, 09:56 PM
الأخت / الملكة نـــور



الحافظ ابن حجر العسقلاني (3)

جهود ابن حجر العلمية ومصنفاته :
بدأ الحافظ ابن حجر رحمه الله في التصنيف في السنة التي جدّ فيها
في طلب الحديث النبوي وفنونه، أي في سنة 796 هـ، وظل يصنّف حتى
قبيل وفاته رحمه الله . قال السخاويّ: "انتشرت مصنفاته في حياته
وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر"، أما تصانيفه فكثيرة جليلة، منها:

فتح الباري شرح صحيح البخاري - وتهذيب التهذيب - وتقريب التهذيب
ولسان الميزان - الإصابة في تمييز الصحابة - وإتحاف المهرة بأطراف
العشرة - والنكت على مقدمة بن الصلاح - وأمالي الأذكار المسمى: نتائج
الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار- وتغليق التعليق - تعريف أهل التقديس
بمراتب الموصوفين بالتدليس - الكافي الشاف في تخريج أحاديث
الكشاف- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية- نخبة الفكر
في مصطلح أهل الأثر- شرح نخبة الفكر: نزهة النظر في توضيح نخبة
الفكر - الإيثار بمعرفة رواة الآثار - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه –
نزهة الألباب في الألقاب - إنباء الغمر بأنباء العمر - الدرر الكامنة في
أعيان المائة الثامنة. رفع الإصر عن قضاة مصر - بلوغ المرام من أدلة
الأحكام - المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس، وغيرها كثير [33].

صفات ابن حجر العسقلاني الخَلْقِيَّة :
كان ابن حجر رحمه الله ربعة، أبيض اللون، كثّ اللحية، ووجه صبيح،
للقصر أقرب، وفي الهامة نحيف، جيد الذكاء، فصبح اللسان، شجي
الصوت، صحيح السمع والبصر، صغير الفم، قوي البنية، عالي الهمة،
خفيف المشية، عظيم الحذق لمن ناظره أو حاضره، هذا مع سكون ووقار
وأبهة وثبات، تاركا لما لا يعنيه، طارحا للتكلف، كثير الصمت
إلا لضرورة، شديد الحياء [34].

أخلاق ابن حجر العسقلاني :
تمتع ابن حجر العسقلاني رحمه الله بجملة من الصفات والأخلاق كانت
مثالًا ونموذجا للعالم العامل، فكان محلّ قدوة لتلاميذه ومريديه ،
و قد وصفه ابن تغري بردي في المنهل الصافي ، فقال :

"وكان ذا شيبة نيرة ووقار وأبهة، ومهابة، هذا مع ما احتوى عليه
من العقل والحكمة والسكون والسياسة والدربة بالأحكام ومداراة الناس،
قبل أن يخاطب الشخص بما يكره، بل كان يحسن لمن يسيء إِلَيْهِ
ويتجاوز عمن قدر عليه" [35].

وقد أفرد له السخاوي بابًا كاملا ذكر فيه أخلاق شيخه،
ونذكر منها :

1- الورع عند ابن حجر
فقد روي أن عياله أحضروا له شيئا فأكله واستطابه، وقبل تمام أكله،
ألقى الله تعالى في خاطره السؤال عنه، فذكروا له جهة لا يحب الأكل
منها، فاستدعى بتشط، وقال: أفعل كما فعل أبو بكر الصديق
رضي الله عنه ، ثم استقاء ما في بطنه [36]. ولا شك أن الورع
خير ما يتخلق به العلماء.

2- الحلم في حياة ابن حجر
فقد روي أن بعض الشعراء هجاه وبالغ في هجاه، فما احتمل محبيه
وتلامذته ذلك، فأحضروا الشاعر وأرادوا أن ينالوه منه، وبلغ ابن حجر
رحمه الله ذلك، فتغيظ عليهم، وأمر بصرفه مكرما، بل أنعم عليه
بشيء من الدنيا [37].

3- تواضع ابن حجر مع معرفته لقدر نفسه
فقد سئل رحمه الله : هل رأيت مثل نفسك؟، فقال:قال الله تعالى:

{ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ }
[النجم: 32].

وسأله بعض أصحابه: أنت أحفظ أم الذهبي؟، فسكت رحمه الله تواضعا.
وكان رحمه الله لا يتكثَّر بعلومه ولا يتبجح بها، ولا يفتخر، ولا يباهي
بمعارفه، بل كان يستحي من مدحه ويطرق، ولقد قال له بعض تلاميذه
مرة: يا سيدي، إن لك بفتح الباري المنة على البخاري، فقال له:
قصمت ظهري [38].

المراجع :
[33] السخاوي: الجواهر والدرر، جـ2/ 660- 685. ابن تغري بردي:
المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، جـ2/ 23- 27. السيوطي: طبقات
الحفاظ، جـ1/ 552- 553. السيوطي: نظم العقيان في أعيان الأعيان،
جـ1/ 46- 50. الزركلي: الأعلام، الناشر: دار العلم للملايين، الطبعة:
الخامسة عشر- مايو 2002م، جـ1/ 178.

[34] انظر: السخاوي: الجواهر والدرر، جـ3/ 1053- 1054. ابن تغري
بردي: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، جـ2/ 23.

[35] ابن تغري بردي: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي،
جـ2/ 23.

[36] السخاوي: الجواهر والدرر، جـ3/ 980.

[37] السخاوي: الجواهر والدرر، جـ3/ 992.

[38] السخاوي: الجواهر والدرر، جـ3/ 1023- 1024. شاكر محمود
عبد المنعم: ابن حجر العسقلاني – مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده
في كتابه الإصابة، جـ1/ 115.