المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفحة يوم الجمعة


adnan
03-27-2015, 10:05 PM
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين


أ . حمزة الرقب


الحمد لمن كل شيء عنده هيّن، منزل الحق البيِّن،
مرسل موسى بالقول الليِّن، فاطر الإنسان من طين،
المكرم عباده بحورٍ عين، الناصرِ جندَه ولو بعد حين.
والصلاة والسلام على حبيب الكائنات، ومن تزيَنت لمولده السموات،
المؤنس وحشةَ صحبته، الباكي شوقًا لرؤية إخوته.
فما أقساها من ظروف، تقصف الجبال وتطوف!
عباد الله، إن الناظر المتفحص في واقع أمتنا القابع ليَرى الأهوال،
ومكرًا تزول منه الجبال،
فلن يرضى أدعياءُ الحرية والديمقراطية إلا بهدم كيان الإسلام،
ومن هنا تباينَت طرائقهم الخبيثة لغايتهم الدنيئة.
عباد الله، بعد أن فشل أعداء الله فشلاً شنيعًا في صد المسلمين عن دينهم
بشكل مباشر، وبعد ما عاينوه من عدم جدوى ضرب هذا الدين من الخارج،
عَمَدوا إلى ضربه من الداخل عطفًا على ضربه من الخارج،
ولهفوا وراء طرق ملتوية تلتفُّ على العقول والقلوب،
نراهم أيُّها الإخوةُ وقد حشَدوا شياطين الإنس والجن؛
لزعزعة أركان الإسلام.
فنراهم وقد دسُّوا سمومهم عبر قنوات فضائية؛
فقناة تتكفَّل بتمييع شبَّان وشابَّات الأمة،
بنشر حضارات الغربيِّين الوهمية بأدقِّ تفاصيلها وكذبها،
حتى يتعلق المسلم والمسلمة بتلك الحياة، ويباشر بتطبيقها،
فيصطدم بوالديه أو إخوته أو قومه، فهلمِّي أيتها المشكلات !
وقناةٌ سحريَّة تتكفل بطمس الحقائق، وخلط الأوراق،
تراهم يزوِّرون الباطل أيَّما تزوير حتى تكاد تحسبه حقًّا،
فيضحي المؤمن حيرانَ تائهًا هائمًا على وجهه،
ويصبح يؤمن بالحق ويمسي يؤمن بالباطل،
بل ترى الفرد يصبح مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
وإن أخوفَ ما يُفزع منه أن يصرِّح مسلمٌ بكرهه لإسلامه،
أو عربي ببغضه لعروبته، أو حقده على قُطر مسلم أو عربي بعينه،
فذاك والله مرامُ أعداء الله وغاية أمانيهم.
فالوليَّ أسأل أن يتولانا بولايته ويهديَنا بهدايته،
وأن يجنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،
وأن يُرِيَنا الحق حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه،
وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين، والسلام على المرسلين.