المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار وآدابه


هيفولا
03-29-2015, 10:24 PM
الحوار وآدابه
الحوار هو:المحادثة،والمجادلة،والمراجعة في الكلام بين طرفين أوأكثر،ويتم من خلاله تبادل الآراء والافكار
،أو الوصول لحلول بعض المسائل والمشكلات،أو الكشف عن حقيقة معينة
،إلى غير ذلك من الغايات والمقاصد التي لا سبيل إليها إلا بالحوار.
الحوار في القرآن الكريم:
ورد في القرآن الكريم بعض من الحوارات منها:
١_حوار المولى عز وجل مع الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام .
٢_حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه.
٣_حوار نوح عليه السلام مع قومه.
٤_حوار موسى عليه السلام مع هارون عليه السلامة،وكذلك حواره مع فرعون وقومه.
٥_حوار اصحاب الكهف.
إلى غير ذلك مما ورد في القرآن الكريم.

أهمية الحوار:
الحوار سبيل فعال للتواصل بين الافراد والجماعات والدول،حيث يتحقق من خلاله التعارف بين الناس،
والتعايش بينهم،والتعاون على جلب جلب المنافع ودفع المضار،وإقامة العلاقات على أسس إنسانية وحضارية،
ترتقي بالإنسان في أقواله وأفعاله.
ويعد التحاور في الإسلام قاعدة من قواعد التعامل بين أفراد المجتمع المسلم؛فبالحوار يتشاورون فيما بينهم،
ويتناصحون،ويأمرون بالمعروف،وينهون عن المنكر،وهو مبدأ أساسي في التربية والتعليم
،كذلك ركن ركين في التعامل داخل محيط الأسرة،وفي غير ذلك من المجالات.
كما أن الحوار منهج من مناهح الدعوة إلى الإسلام، قال تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن)...النحل ،الآية:١٢٥.
وأسلوب الحوار هو المتوافق مع هدي الإسلام في مخاطبة غير المسلمين،
وبيان الحق لهم، حتى يكون دخولهم في هذا الدين عن اختيار واقتناع،
لا رهبة ولا إكراه، قال تعالى:(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) .البقرة،الآية:٢٥٦.
أسس مهمة للحوار:
١_لا يكون الحوار إيجابيا ومثمرا إلا إذا كان قائما على الأدلة والبراهين،
قال تعالى:(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)..البقرة،آية:١١١.
٢_يستلزم الحوار_خاصة مع المخالفين والمعاندين_سعة في العلم ،وقوة في الفهم؛
ولذا فليس كل إنسان مهيأ للحوار،حتى وإن كان صاحب حق ،فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق ؛
لضعف علمه وبصيرته،وربما حاور بجهل فيروج من غير قصد للباطل الذي مع خصمه،وربما احتج بحجج باطلة،فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
٣_تمسك المسلم بدينه،وثباته على قيمه،واعتزازه بإسلامه
:(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا
ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)..آل عمران،آية:٦٤.
آداب الحوار:
للحوار آداب لابد أن يلتزم بها كلا الطرفين؛حتى نصل في النهاية إلى الثمرة المرجوة من هذا الحوار ،
ولا شك أن ما قد نشاهدة من مشاجرات ومشاحنات بين بعض المتحاورين لا ينتج إلا عدم الإلتزام بآداب الحوار والتي منها:
١_الأخلاص لله تعالى:
ويكون ذلك بحسن النية وسلامة القصد في الحوار والمناظرة ،
وأن يبتعد المناظر عن قصد الرياء والسمعة، والظهور على الخصم والتفوق على الآخرين.
٢_الاحترام والمحبة:
الخلاف أمر واقع لا محالة،ولكن لا يجوز أن يؤدي الخلاف بين المتناظرين الصادقين في طلب الحق
إلى تباغض وتقاطع وتهاجر، وتشاحن وتدابر، فأخوة الدين، وصفاء القلوب ،
وطهارة النفوس فوق الخلافات الجزئية،والمسائل الفرعيى. واختلاف وجهات النظر لا ينبغي أن يقطع حبال المودة .
٣_حسن الاستماع :
حتى ننتفع بالمحاورة لا بد من حسن استماع كل طرف للآخر، وقد ذكر العلماء في آداب المتناظرين
:ألا يتعرض أحدهما لكلام الآخر حتى يفهم مراده من كلامه تماما،
وأن ينتظر كل منهما صاحبه حتى يفرغ من كلامه، ولا يقطع عليه كلامه قبل أن يتمه.
٤_الحلم وسماحة النفس:
فيبتعد الطرفان عن السب والتجريح ،والسخرية ، كذلك تجنب منهج التحدي والإفحام
.بجانب التزام الحسنى في القول ،والمجادلة بالتي هي .قال تعالى:( وجادلهم بالتي هي أحسن).النحل:١٢٥.
٤_الرجوع إلى الحق:
إن من أهم الآداب والصفات التي يتميز بها المحاور الصادق أن يكون الحق ضالته
، فحيثما وجده أخذه، والعاقل هو الذي يعترف بخطئه،ويعود إلى صوابه إذا تبين له،
ويفرح بظهوره،ويشكر لصاحبه إرشاده ودلالته إليه .

هيفولا:o