المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر (02-03)


adnan
03-31-2015, 08:51 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله





الصبر (02-03)


وعَنْ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها
أنها سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنْ الطاعون؟

( فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه اللَّه تعالى عَلَى من يشاء فجعله اللَّه
تعالى رحمة للمؤمنين فليس مِنْ عبد يقع في الطاعون فيمكث
في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب اللَّه له
إلا كان له مثل أجر الشهيد. )
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:

( إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه
فصبر عوضته مِنْهما الجنة )
يريد عينيه. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وعَنْ عطاء بن أبي رباح قال،
قال لي ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

( ألا أريك امرأة مِنْ أهل الجنة؟ فقلت: بلى.قال: هذه المرأة
السوداء أتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالت: إني أصرع وإني
أتكشف فادع اللَّه تعالى لي. قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة وإن
شئت دعوت اللَّه تعالى أن يعافيك) . فقالت: أصبر، فقالت: إني
أتكشف فادع اللَّه أن لا أتكشف فدعا لها. )
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:

( كأني أنظر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يحكي نبيا
مِنْ الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو
يمسح الدم عَنْ وجهه ويقول:
(اللَّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وعَنْ أبي سعيد وأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما
عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:

( ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه )..
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
و(الوصب): المرض.

وعَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال

( دخلت عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو يوعك فقلت:
يا رَسُول اللَّهِ إنك توعك وعكا شديدا. قال: (أجل إني أوعك كما
يوعك رجلان مِنْكم) قلت: ذلك أن لك أجرين.قال: (أجل ذلك كذلك
ما مِنْ مسلم يصيبه أذى: شوكة فما فوقها إلا كفر اللَّه بها سيئاته
وحطت عَنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها )..
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

و(الوعك):
مغث الحمى. وقيل: الحمى.

وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال،
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

( من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه )
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وضبطوا (يصب) بفتح الصاد وكسرها.

وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال،
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

( لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل:
اللَّهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني
إذا كانت الوفاة خيرا لي )
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وعَنْ أبي عبد اللَّه خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:

( شكونا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو متوسد بردة له
في طل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟
فقال: (قد كان مِنْ قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل
فيها ثم يؤتى بالمِنْشار فيوضع عَلَى رأسه فيجعل نصفين ويمشط
بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عَنْ دينه! واللَّه
ليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الراكب مِنْ صنعاء إِلَى حضرموت
لا يخاف إلا اللَّه والذئب عَلَى غنمه ولكنكم تستعجلون )!
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وفي رواية:

( وهو متوسد بردة وقد لقينا مِنْ المشركين شدة ).

وعَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:

( لما كان يوم حنين آثر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ناسا
في القسمة: فأعطى الأقرع بن حابس مائة مِنْ الإبل وأعطى
عيينة بن حصن مثل ذلك وأعطى ناسا مِنْ أشراف العرب وآثرهم
يومئذ في القسمة. فقال رجل: واللَّه إن هذه قسمة ما عدل فيها وما
أريد فيها وجه اللَّه.فقلت: واللَّه لأخبرن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم! فأتيته فأخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم
قال: فمن يعدل إذا لم يعدل اللَّه ورسوله؟! ثم قال: (يرحم اللَّه
موسى قد أوذي بأكثر مِنْ هذا فصبر) فقلت: لا جرم لا أرفع إليه
بعدها حديثا. )
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وقوله (كالصرف) هو بكسر الصاد المهملة: وهو صبغ أحمر.

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما
ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )
رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال:

( كان ابن لأبي طلحة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يشتكي فخرج أبو طلحة
فقبض الصبي. فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟
قالت أم سليم وهي أم الصبي: هو أسكن ما كان. فقربت له العشاء
فتعشى ثم أصاب مِنْها. فلما فرغ قالت: واروا الصبي. فلما أصبح
أبو طلحة أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره فقال:
(أعرستم الليلة؟) قال: نعم. قال: (اللَّهم بارك لهما) فولدت غلاما
فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
وبعث معه بتمرات. فقال: (أمعه شيء؟) قال: نعم تمرات.
فأخذها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فمضغها ثم أخذها مِنْ فيه
فجعلها في في الصبي ثم حنكه وسماه عبد اللَّه )
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة:

( فقال رجل مِنْ الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن
(يعني مِنْ أولاد عبد اللَّه المولود ).

وفي رواية لمسلم:

( مات ابن لأبي طلحة مِنْ أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا
أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه فجاء فقربت إليه عشاء فأكل
وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما
أن رأت أنه قد شبع وأصاب مِنْها قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن
قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟
قال: لا. فقالت: فاحتسب ابنك.قال فغضب ثم قال: تركتني حتى إذا
تلطخت ثم أخبرتني بابني! فانطلق حتى أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره بما كان. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
(بارك اللَّه في ليلتكما) قال فحملت. قال وكان رَسُول اللَّهِ في سفر
وهي معه وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا أتى المدينة
مِنْ سفر لا يطرقها طروقا فدنوا مِنْ المدينة فضربها المخاض
فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
قال يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد
احتبست بما ترى.تقول أم سليم: يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد
انطلق. فاطلقنا [لعله: فانطلقنا] وضربها المخاض حين قدما
فولدت غلاما. فقالت لي أمي: يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلما أصبح احتملته فانطلقت
به إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم )
وذكر تمام الحديث.