المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمرات التعبد


adnan
04-02-2015, 11:08 PM
الأخت الزميلة / جِنان الورد





ثمرات التعبد


ثمرات التعبد بأسماء الله الحسنى في الدنيا واﻵخرة :
العلم بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى أشرف العلوم على الإطلاق.
فمعرفة ربنا بأسمائه وصفاته وأفعاله أجلّ علوم الدين وأزكاها وأحسنها
وأعظمها ,وعبادته بها أحسن الأعمال،وحمده وتمجيده وتكبيره وتعظيمه
والثناء عليه بها أشرف الأقوال :

{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }
[ محمد/١٩].

إن معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله وظهور آثارها في حياة المسلم
تجارة رابحة، بل هي أعظم التجارات التي لا تخطر أرباحها
العظيمة بالبال.

ومن أرباحها الكبرى في الدنيا:
امتلاء القلب بالتوحيد
وانشراح الصدر بالإيمان
وطمأنينة القلب بذكر الله
والأنس بالله
ودوام ذكره وشكره
وحسن عبادته
وطاعة الله ورسوله
ومحبة الله ورسوله ودينه:

{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
{28}
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ{ 29}
[ الرعد/٢٨-٢٩].

أما أرباحها في الآخرة فهي:
دخول جنة الفردوس
والنظر إلى وجه ربنا الكريم
والقرب من الرب
وسماع كلامه
والفوز برضاه
والنجاة من سخطه وعذابه
والخلود في نعيم الجنة:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً{107}
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً{108}
[ الكهف / ١٠٧ – ١٠٨ ] .

فما أعظم بركات وأرباح العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو الجالب
لتعظيم الرب ومحبته..الفاتح لباب الطاعات والقرب الواقي من المعاصي
والذنوب .. الدافع للشك والريب .. المعين على الصبر.. السلوان
في المصائب .. الحرز الحامي من الشيطان ..
المحرك للبذل والعطاء والإحسان:

{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }
[ محمد / ١٩ ] .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=fimg&th=14c6fb5805e608b0&attid=0.5&disp=emb&attbid=ANGjdJ8H2h0hu-csgDsZ8-t5Ki3-HQwSJyd-cZuHhk5x6XIad6WIXWNjl0FSKAP0hgKLvtTR1O2DRDy0JEfwb7 hJyi7oCnkWLREc9IAGpDVAjS00vwk9odevhLK095s&sz=w1106-h830&ats=1428004262180&rm=14c6fb5805e608b0&zw&atsh=1
فلا إله إلا الله , لا يحصي ثمار هذه المعارف إلا هو،ولا يذوق حلاوتها
إلا من علمها , واتصف بها, وعبَد الله بمقتضاها ,ودعا الخلق إلى
معرفتها والتعبد لله بموجبها. وكل اسم من أسماء الله الحسنى يقتضي
آثاره من الخلق والأمر.

والدعاء بها يتناول ثلاثة أمور:
دعاء السؤال والطلب
ودعاء الحمد والثناء
وحسن التعبد لله بالاتصاف بها.
فدعاء السؤال ياغفار اغفر لنا , يا رزاق ارزقنا ,
يالطيف الطف بنا ونحو ذلك .
ودعاء الحمد والثناء :

{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2}
الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3}
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4}
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5}
اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6}
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}
[ الفاتحة/٢-٧].

وحسن التعبد لله بالاتصاف بالصفات التي يحبها من الإيمان والصدق
والصبر والعفو والرحمة والحكمة والحلم والعدل والإحسان ونحو ذلك.
وقد فتح الله عزوجل لعباده أبواب معرفته والتبصر في أسمائه وصفاته
وأفعاله. فدعا عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين ،وكل منهما باب
واسع في معرفة الرب العظيم والإله الحميد وهما:

الأول:
النظر والتفكر في مخلوقاته المشهودة في ملكه العظيم ,فهي أدل شيء
على ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله:

{ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }
[يونس/١٠١].

الثاني:
النظر والتفكر والتدبر في آياته المتلوة في القرآن العظيم :

{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
[ محمد / ٢٤ ] .

وكل اسم من أسماء الله عز وجل وكل صفة من صفاته له عبودية خاصة،
هي من مقتضياتها , ومن موجبات العلم بها.فالمسلم إذا علم تفرد الرب
عز وجل بالخلق والأمر ، والنفع والضر ، والعطاء والمنع ، والإحياء
والإماتة ،أثمر له ذلك عبودية التوكل على الله باطناً، ولوازم التوكل
ظاهرا :

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }
[ الزمر/٩].