المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يغفر الله للحاج ولمن استغفر له الحاج


vip_vip
11-10-2010, 12:38 PM
يغفر الله للحاج ولمن استغفر له الحاج


أيها الحاج الكريم أيها الناس جميعا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحج مدرسة يرتفع بها المسلم إلى آفاق أعلى وأرقى من المألوف من غيرها من العبادات ،

ليتعلم بها الحاج بذل الجهد والمال مع الصبر "وأفضل الجهاد الحج المبرور". هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم بها أن يعيش دائما في عبادة متواصلة وان يكون لطيفا مع المؤمنين رحبا بهم ليكبح عواطفه وإلجام نزواته.

فالعبودية لله وحده لا شريك له ينفق في سبيل الله دون مقابل لان النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم فيعظم ما عظمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحقّر ما حقّر الله تعالى ويعادي من عادى الله وان يوالي من والى الله تعالى.
والحج يحيي في نفس الإنسان مشاعر كثيرة منها مشاعر العطف على المسلمين والانتصار لمأساتهم ومشاعر الولاء لله ورسوله وللمؤمنين ومشاعر التوجه الخالص لله رب العالمين مشاعر التجرد عن الدنيا والإقبال على الآخرة مشاعر العزم على فتح صفحة جديدة مع الله تعالى, والعهد مع الله تعالى من خلال لمس الحجر الأسود أو الإشارة باليد, إن كل فعل من أفعال الحج له عظات ومعاني قيّمة وسامية.
وموقف عرفة هو المؤتمر الإسلامي الكبير الذي يتضرع به المسلم إلى الله رافعا كفيه إلى السماء ليدعو الله ليغفر له ويغفر لمن استغفر له الحاج كما اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يندفع الحجيج بعد صلاة الظهر والعصر جمعا وقصر وبعد المغيب دفعة واحده إلى المزدلفة لجمع الحصى وصلاة المغرب والعشاء جمعا وقصر أيضا ثم للذهاب إلى منى بعد منتصف الليل معلنين بان عدو الله عدوهم والذبح لله شكرا على أن أباح لهم بهيمة الأنعام والحلق والتقصير استعدادا للطواف بنفوس نظيفة ومنظر حسن
لتعظيم الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)

والسعي بين الصفا والمروة فعل أمّنا الصالحة هاجر عليها السلام يوم ابتداء أمر التمهيد لرفع القواعد وبناء البيت. إن هذه الأفعال ما هي إلا ارتباط هذه الأمة بابيها إبراهيم عليه السلام لإحياء شعائره والطواف في البيت الذي بناه, والطواف صلاة فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير وماء زمزم لمن شرب له.

وأفضل الجهاد الحج المبرور والحج جهاد الضعيف وسافروا تصحوا وجاهدوا تغنموا وحجوا تستغنوا إنها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حج في السنة التاسعة من الهجرة فاحتفل المسلمون بحجة وتجمعوا من كل حدب وصوب ليحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أن بلغ عددهم مئة ألف أو يزيدون وهي حجة الوداع وسميت بحجة

الوداع لقوله صلى الله عليه وسلم في خطبته:

لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا,وفي خطبة الوداع قال عليه الصلاة والسلام :يا أيها الناس إن ربكم واحد وأباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وان أكرمكم عند الله اتقاكم ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟, اللهم فاشهد
. نعم قد بلغت يا رسول الله يا من بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغمة وتركتها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله صلى الله فيا أيها الحاج ويا أيها القارئ أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وان لا نضيع ما أنفقنا من مال وجهد وغياب عن الأولاد والأهل فإذا دخلت بيتك فقل: توبا, توبا لربنا لا يغادر علينا حوبا.
ولا تنسى ما انعم الله عليك من زيارة بيته وحرمه وقبر رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام حتى لا تعود إلى الغفلة والخوض في المعاصي والذنوب فما ذلك بعلامات الحج المبرور.
إن من علامات الحج المبرور أن تكون زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة مستعدا للقاء رب البيت بعد الصلاة والطواف حتى تكون مقيم الصلاة وآمر بالمعروف وناهي عن المنكر كما قال تعالى في سورة الحج

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).

نسال الله أن يغفر لك أيها الحاج وان يغفر لمن استغفرت له حتى يكون حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وتجارة لن تبور. وكل عام وانتم بخير