المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَقفَةُ تــأَمُّــل 149


حور العين
05-30-2015, 05:37 PM
الأخ / إبراهيم أحمد - موقع الشيبة الصديق
وَقفَةُ تــأَمُّــل 149
عَنْ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا :

( ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ"

فَقَالَ :"لَا تَدَعُونَ مِنْهُ دِرْهَمًا )

رواه البخاري 2352

باب إذا أُسِر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركا؟

( عَبَّاس )

هُوَ اِبْن عَبْد الْمُطَّلِب ، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ أَخْوَال أَبِيهِ عَبْد الْمُطَّلِب ، فَإِنَّ أُمّ

الْعَبَّاس هِيَ نُتَيْلَة بِنْت جِنَان ، وَلَيْسَتْ مِنْ الْأَنْصَار ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ

أَنَّ أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب مِنْهُمْ ، لِأَنَّهَا سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن أُحَيْحَة وَهِيَ مِنْ بَنِي

النَّجَّار ، وَمِثْله مَا وَقَعَ فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ

عَلَى أَخْوَاله بَنِي النَّجَّار ، وَأَخْوَاله حَقِيقَة إِنَّمَا هُمْ بَنُو زُهْرَة وَبَنُو النَّجَّار

أَخْوَال جَدّه عَبْد الْمُطَّلِب .


قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : صَحَّفَ بَعْض الْمُحَدِّثِينَ لِجَهْلِهِ بِالنَّسَبِ فَقَالَ :

" اِبْن أَخِينَا " بِكَسْرِ الْخَاء بَعْدهَا تَحْتَانِيَّة ، وَلَيْسَ هُوَ اِبْن أَخِيهِمْ ،

إِذْ لَا نَسَبَ بَيْن قُرَيْش وَالْأَنْصَار .

قَالَ : وَإِنَّمَا قَالُوا اِبْن أُخْتنَا لِتَكُونَ الْمِنَّة عَلَيْهِمْ فِي إِطْلَاقه بِخِلَافِهِ مَا لَوْ

قَالُوا عَمّك لَكَانَتْ الْمِنَّة عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذَا مِنْ قُوَّة الذَّكَاء

وَحُسْن الْأَدَب فِي الْخِطَاب ، وَإِنَّمَا اِمْتَنَعَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِجَابَتهمْ

لِئَلَّا يَكُونَ فِي الدِّين نَوْع مُحَابَاة .

شرح فتح الباري 1/8