المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة (715) من دين وحكمة _احكام الصيام (15)


حور العين
05-31-2015, 06:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق

( الحلقة رقم : 715 )
{ الموضوع الثامن الفقرة 15 }
( أحكــام الصيــــام )

أخى المسلم

نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة

أخى المسلم
أحيط علم سيادتكم أن هذا الموضوع
هو الموضوع الأخير فيما يخص صيام الفرض
و بعد ذلك سوف ننتقل إلى صيام التطوع
أما موضوع اليوم فهو :
النهى عن وصال الصوم

ما هو الوصال أخى المسلم ؟؟
الوصال هو صوم يومين فأكثر بلا فطر بينهما قصدا
فليس منه الأمساك عن الفطر بلا قصد
و هو منهى عنه

فعن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( إياكم و الوصال )
قالها ثلاث مرات
قالوا : فانك تواصل يا رسول الله
قال

( أنكم لستم فى ذلك مثلى
أنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى
فأكلفوا من العمل ما تطيقون )
أخرجه مالك و أحمد و الشيخان

و المراد بقوله صلى الله عليه و سلم
فيطعمنى ويسقينى
أى : يعطينى قوة الطاعم والشرب
و المراد بقوله
فأكلفوا
بسكون الكاف و فتح اللام
أى تكلفوا من الأعمال ما تطيقون

و عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( لا تواصلوا )
قالوا : يا رسول الله أنك تواصل
قال

( إنى لست مثلكم إنى أبيت يطعمنى ربى و يسقينى )
فلم ينتهوا عن الوصال
فواصل بهم النبى صلى الله عليه و سلم
يومين و ليلتين ثم رأوا الهلال
فقال النبى صلى الله عليه و سلم

( لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل بهم )
أخرجه أحمد و البخارى و مسلم

المنكل بهم أى كالمؤدب لهم على عدم قبولهم الرخصة فى عدم الوصال

و إنما نهى النبى صلى الله عليه و سلم
عن الوصال رحمة بهم لئلا يشق عليهم
و النهى للكراهة لا للتحريم عند الجمهور
إذ لو كان النهى للتحريم
ما واصل بهم الصوم يومين و ليلتين

و أجاز أحمد و بعض المالكية
الوصال إلى السحر أى إلى قرب الفجر

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( لا تواصلوا فأيكم أراد الوصال فليواصل حتى السحر )
أخرجه أحمد و البخارى

أخى المسلم
هذا الجواز إنما يكون فى حق من لا يجد فى الوصال مشقة بالغة
و إلا كره له الوصال و ربما حرم عليه لوجود الضرر
و الله سبحانه و تعالى
لم يكلفنا من الاعمال ما لا نطيق
و هو جل شأنه يكره التشدد فى الدين و التوغل فى العبادة بلا رفق

يقول النبى صلى الله عليه وسلم
( أن هذا الدين يسر
و لم يشاد الدين أحد إلا غلبه
فسددوا و قاربوا و أبشروا
و أستعينوا بالغدوة و الروحة و شئ من الدلجة )

سددوا أى ألزموا السداد و الرشاد فى أقوالكم و أفعالكم
قاربوا أى توسطوا فى الأمور كلها سواء كانت من العبادات أم من المعاملات
أبشروا أى توقعوا الخير فى الدنيا و الجنة فى الأخرة
أستعينوا بالله أى أطلبوا العون منه بالعبادة فى هذه الأوقات الثلاثة و هى
الغدوة و هى أول النهار
الروحة و هو أخر النهار
و شئ من الدلجة و هو جزء من الليل

و قد ذكر النبى صلى الله عليه و سلم
هذه الأوقات الثلاثة لحِكم سامية

و منها أن هذه الأوقات أوقات نشاط و فيها فتوح و أنشراح
و منها أن هذه الأوقات تذكر المؤمن العاقل بأول عمره و آخره و آخرته

فالغدوة تشبه أول مراحل العمر
و الروحه تشبه أخر مراحله
و الدلجة تشبه الأخره فى ظلمتها و مخاوفها
فتأمل و أعتبر
هدانا الله و إياكم إلى صراطه المستقيم

أخى المسلم
بهذا نكون قد أنتهينا
بفضل الله و حمده من موضوع
النهى عن الوصال
و قد أشرت لكم أن هذا الموضوع
هو الموضوع الأخير من
صيام رمضان
أنتظرونا فى الحلقة القادمة مع موضوع جديد من مواضيع
دين و حكمة
و أحكام الصيام
و نبدأ فى صيام التطوع
و لا تنسونا من صالح الدعوات لكل من شارك فى هذه المقالات