المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائة


حور العين
06-01-2015, 06:32 PM
الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائة هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏

كان قدوم الفضل بن يحيى من خراسان وقد استخلف عليها عمر

بن جميل، فولى الرشيد عليها منصور بن يزيد بن منصور الحميري‏.‏

وفيها‏:‏

عزل الرشيد خالد بن برمك عن الحجوبة وردها إلى الفضل بن ربيع‏.‏

وفيها‏:‏

خرج بخراسان حمزة بن أترك السجستاني، وكان من أمره

ما سيأتي طرف منه‏.‏

وفيها‏:‏

رجع الوليد بن طريف الشاري إلى الجزيرة واشتدت شوكته وكثر أتباعه،

فبعث إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فراوغه حتى قتله وتفرق

أصحابه، فقالت الفارعة في أخيها الوليد بن طريف ترثيه‏:‏

أيا شجر الخابور مالك مورقاً * كأنك لم تجزع على ابن طريف

فتى لا يحبُّ الزاد إلا من التقى * ولا المال إلا من قنا وسيوف

وفيها‏:‏

خرج الرشيد معتمراً من بغداد شكراً لله عز وجل، فلما قضى عمرته أقام

بالمدينة حتى حج بالناس في هذه السنة، فمشى من مكة إلى منى ثم إلى

عرفات، وشهد المشاهد والمشاعر كلها ماشياً، ثم انصرف إلى بغداد

على طريق البصرة‏.‏

وفيها توفي‏:‏

إسماعيل بن محمد

ابن يزيد بن ربيعة، أبو هاشم الحميري، الملقب‏:‏ بالسيد، كان من الشعراء

المشهورين المبرزين فيه، ولكنه كان رافضياً خبيثاً، وشيعياً غثيثاً، وكان

ممن يشرب الخمر ويقول بالرجعة - أي‏:‏ بالدور -‏.‏

قال يوماً لرجل‏:‏ أقرضني ديناراً ولك عندي مائة دينار إذا رجعنا إلى الدنيا‏.‏

فقال له الرجل‏:‏ إني أخشى أن تعود كلباً أو خنزيراً فيذهب ديناري‏.‏

وكان قبحه الله يسب الصحابة في شعره‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ ولولا ذلك ما قدمت عليه أحداً في طبقته،

ولا سيما الشيخين وابنيهما‏.‏

وقد أورد ابن الجوزي شيئاً من شعره في ذلك كرهت أن أذكره لبشاعته

وشناعته، وقد أسود وجهه عند الموت وأصابه كرب شديد جداً‏.‏

ولما مات لم يدفنوه لسبه الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

وفيها توفي‏:‏

حماد بن زيد

أحد أئمة الحديث‏.‏

وخالد بن عبد الله،

أحد الصلحاء، كان من سادات المسلمين، اشترى نفسه من الله أربع مرات‏.‏

ومالك بن أنس الإمام، والهقل بن زياد، صاحب الأوزاعي، وأبو الأحوص‏.‏

وكلهم قد ذكرناهم في التكميل‏.‏

والإمام مالك

هو أشهرهم وهو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة، فهو‏:‏ مالك

بن أنس بن مالك بن عامر بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيلان

بن حشد بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح الحميري، أبو عبد الله

المدني إمام دار الهجرة في زمانه‏.‏

روى مالك عن‏:‏ غير واحد من التابعين، وحدث عنه خلق من الأئمة،

منهم‏:‏ السفيانان، وشعبة، وابن المبارك، والأوزاعي، وابن مهدي،

وابن جريج، والليث، والشافعي، والزهري شيخه، ويحيى بن سعيد

الأنصاري وهو شيخه، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن يحيى

الأندلسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري‏.‏

قال البخاري‏:‏ أصح الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر‏.‏

وقال سفيان بن عيينة‏:‏ ما كان أشد انتقاده للرجال‏.‏

وقال يحيى بن معين‏:‏ كل من روى عن مالك فهو ثقة، إلا أبا أمية‏.‏

وقال غير واحد‏:‏ هو أثبت أصحاب نافع والزهري‏.‏

وقال الشافعي‏:‏ إذا جاء الحديث فمالك النجم‏.‏

وقال‏:‏ من أراد الحديث فهو عيال على مالك‏.‏

ومناقبه كثيرة جداً، وثناء الأئمة عليه أكثر من أن يحصر في هذا المكان‏.‏

قال أبو مصعب‏:‏ سمعت مالكاً، يقول‏:‏ ما أفتيت حتى شهد لي

سبعون أني أهل لذلك‏.‏

وكان إذا أراد أن يحدث تنظف وتطيب وسرح لحيته ولبس أحسن ثيابه،

وكان يلبس حسناً‏.‏

وكان نقش خاتمه‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل، وكان إذا دخل منزله قال‏:‏

ما شاء الله ولا قوة إلا بالله‏.‏

وكان منزله مبسوطاً بأنواع المفارش‏.‏

ومن وقت خروج محمد بن عبد الله بن حسن لزم مالك بيته فلم يكن يأتي

أحداً لا لعزاء ولا لهناء، ولا يخرج لجمعة ولا لجماعة، ويقول‏:‏ ما كل

ما يعلم يقال، وليس كل أحد يقدر على الاعتذار‏.‏

ولما احتضر قال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله، ثم جعل يقول‏:‏ لله الأمر

من قبل ومن بعد، ثم قبض في ليلة أربعة عشر من صفر‏.‏

وقيل‏:‏ من ربيع الأول من هذه السنة، وله خمس وثمانون سنة‏.‏

وقد ترجمه ابن خلكان في الوفيات فأطنب وأتى بفوائد جمة‏.‏