فوضى الأجازة تؤدي إلى سوء التغذية

[حور العين]

الأخت / غـــرام الغـــرام
فوضى الأجازة تؤدي إلى سوء التغذية

عادة ما تكون التغذية أثناء الإجازات غير منتظمة وقد تكون غير صحية،

بل يكون البرنامج اليومي بما فيه النوم غير منضبط،

وقد ينقلب الليل نهارا والنهار ليلا لدى البعض.

هذه التغييرات لها تأثيراتها السلبية فإن استطاع الانسان أن يستمتع بأجازته

مع عدم الإخلال ببرنامجه الصحي فهذا هو الأفضل،

وإلا لا بأس في أن يغير الشخص جزءا من نمط حياته أثناء الإجازات

بما لا يؤثر على صحته التأثير الكبير، أرى ان حقق هدفه بالراحة والمتعة

ولو كان على حساب التنازل قليلاً عن بعض الضوابط الصحية

فهذا هدف جيد. استمتعوا بوقتكم مع أسركم أو أصدقائكم،

خففوا من المراقبة الصارمة على أنفسكم، وأعطوها فسحة لتختار الغذاء

التي تشتهيه وربما تعبث في ذلك الاختيار.

الإجازة مهمة للجسم والعقل والقلب، هي مهمة جدا للنواحي الاجتماعية

والنفسية، فلنستمتع بها دون عوائق تحرمنا من الراحة والتنعم

بما وهبه الله لنا.

لا شك أن الأكل متعة، فلنجعله أفضل متعة في هذه الإجازة،

غيروا الأطباق وطريقة إعدادها،

جربوا الطبخ في البر، جربوا الطبخ البدائي مع العناية بالنظافة،

حاولوا عمل الطبخات المعروفة عند آبائنا وأجدادنا،

وعلموها لأبنائكم وبناتكم. إن كنت تشتهي نوعاً من الطعام أو الحلويات

فلا تحرم نفسك منه، ولكن يكون تناوله باعتدال.

ادعوا الآبناء والأبناء أن يعدوا بعض الوجبات للأسرة دون تدخل من النساء،

وتأكدوا أن تلك التجربة ستبقى عالقة في الذهن سواء أحسنتم الطبخ أو لا،

إن أحسنتم فقد أثبتم جدارتكم فيما يظن أنه حكر على النساء،

وإن لم تحسنوا فقد أدخلتم السرور على عائلتكم وعرفتم معاناة

أمهاتكم وزوجاتكم واخواتكم اليومية.

الحياة جميلة، فلنستثمر الإجازات في رسم تلك الصور الجميلة

للحياة الأسرية الهانئة أو العلاقات الأخوية المتميزة، هي فرصة لتخفيف

الضغوط على أفراد العائلة بالذات الطلاب منهم بعد جهد الدراسة

والاختبارات.

حاولوا تسهيل الحياة وتقليل تعقيداتها بقدر الإمكان.

حاولوا التقليل من استخدام التقنيات لعدة أيام لإعطاء فرصة أكبر للحوار

المباشر والاستماع لأفراد الأسرة، فهناك أشياء جميلة فقدناها بسبب المدنية

الزائفة التي عقدت أمورنا أكثر من اللازم وأبعدت القلوب والأرواح

عن بعضها، ما أجمل جلسة شواء ليلية في حديقة المنزل أو في استراحة

أو مزرعة، نتبادل الحوار الجميل فيما بيننا، نتفكر في جمال النجوم والقمر،

نستشعر معنى البساطة والهدوء، نحكي، نهمس، نضحك،

نتعبد الله بخدمة أفراد أسرتنا، شيء رائع أفقدتنا الحياة اللاهثة جماله الأخاذ

المعلوم ان الاجازة مرتبطة بفوضى تنيم الوقت وانقلاب اليوم لنهار

والنهار لليل عند كثير من الناس، وقد يعتقد البعض أن فتح الباب

على مصراعيه في التغيير الكامل حسب رغبة كل فرد من أفراد العائلة

أن هذا سيسعدهم، أبداً، ستجد بعضهم يتأفف ويشعر بالملل

ويعبر بكلمة ( طفش ) رغم كل الحرية التي بين يديه،

إذاً تحقيق السعادة والراحة بعد جهد الاختبارات – إن كان هناك جهد-

لا يتحقق بالفراغ والفوضى، بل في داخل كل منا وحتى الأطفال حاجة

لملء فراغ حياتنا بشيء مفيد، فلا بأس في التخفف في التنظيم الدقيق

في الوقت أثناء الاجازات ولكن يجب ألا يؤثر سلباً على صحتنا،

وأكثر من يتأثر سلبا هم الأطفال حيث إن قدرتهم الفسيولوجية

على تحمل التغيير السريع في وقت الأكل والنوم ضعيفة،

ولهذا يكون تأثير الاجازات على صحتهم سلبيا في الغالب،

فبالإضافة الى تغيير الوقت هناك تغير الطعام بالذات اذا ترافق مع سفر

العائلة فإن نمط التغذية يتأثر كثيرا، والسؤال هل يمكننا أن نحافظ

على صحتنا وصحة أطفالنا في أثناء الاجازات مع الاستمتاع بالإجازة ؟

الجواب نعم بالتأكيد، بل إن الفائدة من الاجازة ستكون مضاعفة،

فتخيل وضع أطفال المدارس بعد انتهاء هذه الإجازة القصيرة،

كيف تكون المعاناة لإرجاعهم مرة أخرى لنظام الأكل والنوم.

أقترح على الأسرة أن تتفق على الحدود التي يمكن تغييرها والأمور

التي يجب المحافظة عليها، كما أقترح أن تستثمر هذه الإجازة القصيرة

في شيء مختلف غير السفر والزيارات العائلية والالتزامات الاجتماعية

فأعتقد أن الأسرة في حاجة لتخصص وقتاً للقاء الدافئ فيما بينها،

وقتاً للتشاور والحوار وزرع البسمة، أقترح الاهتمام بصحة وتغذية

جميع أفراد العائلة بأسلوب محبب للجميع،

ربما يكون من خلال تشجيع الأبناء على طرح وسائل لتحسين الحالة الصحية

والمحافظة عليها مما يصلهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي

أو القراءة أو وسائل الإعلام أو الانترنت.

من أفضل الوسائل التي تحقق الكثير من الأهداف ومنها تقريب أفراد الأسرة

لبعضهم أكثر هو الطبخ الجماعي، بحيث يشترك كل أفراد الأسرة

دون استثناء في حفل شواء أو طبخ في المنزل أو خارجه،

جربوها وسترون إبداعات لبناتكم وأبنائكم لم تخطر ببالكم،

يمكن أن يترك اعداد الطبق لواحد أو أكثر من أفراد العائلة بحيث

يوفر مستلزماته ويقدمه مفاجأة للجميع، ويمكن أن يخصص نمط لتلك

الحفلة إما أطباق شعبية أو أطباق صحية أو أكلات بحرية أو غيرها.

جربوا الطبخ في البر.