المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفاهيم تربوية خاطئة


حور العين
06-15-2015, 07:54 PM
الأخ / محمد الخواص
مفاهيم تربوية خاطئة
عبدالله الدهيشي

بسم الله الرحمن الرحيم

يظن بعض الآباء والأمهات :

1- أن معرفة الولد بكون الخطأ خطأً كافٍ لعدم وقوعه فيه,

وسبب للومه وعقابه إن وقع فيه !!

أيها الأب الكريم:

إن معرفة ولدك بالخطأ أمر مهم , ولكنه أحوج إلى معرفة الطريقة

الصحيحة للتخلص منه وتلافي الوقوع فيه مرة أخرى , فالكثير من

الأطفال والمراهقين لا يعرف الطريقة المناسبة ليتخلص من السلوكيات

الخاطئة التي لا يزال يواجه التعنيف والعقاب بسببها , وليس السبب

الإصرار على الخطأ !

2- أن كونه والدًا - يجب البر به والإحسان إليه - كافٍ ليتفانى أولاده

في أنواع البر والتنفيذ الفوري لجميع أوامره وإشاراته !!

أيها الفاضل:

ساعد أولادك على البر بك وذلل العقبات في طريق ذلك ويسّر لهم السبيل

للوصول إليك ولا تحمّلهم ما لا يطيقونه , وتغافل عن تقصيرهم في حقك

واجتنب قدر المستطاع الأوامر المباشرة والإلزامات الصارمة , وأعطهم

فرصة ومتسعًا من الوقت , وكن محبوبًا ليقبلوا على برّك بانشراح .

3- أن كونه والداً كافٍ أيضًا ليكون محبوبًا من جميع أولاده , دون أن يقدّم

أي بواعث أخرى لتقوية أواصل المحبة وتعميقها !!

أيها المحبوب:

ربما تفاجأ لو علمت بتدني مستوى محبتك في قلوبهم , بل ربما كان بعض

الآباء متصدرًا لقائمة البغضاء الثقلاء في صدور أولادهم ؟!

فاجتهد أيها المحبوب في بذل وسائل المحبة من الكلمة الطيبة

والمعاملة الحسنة والابتسامة الصادقة .

4- أن كون قلبه مليئًا بالمحبة لأولاده – فطرةً - يكفي ليشعروا بما يمتلئ

به دون حاجة إلى إظهار ذلك في عباراته ونظراته ودعواته لهم وثنائه

عليهم وتعبيره بوضوح عن محبته لهم وشوقه إليهم وإعجابه بهم وفرحه

بلقائهم وأنسه بمجالستهم , ويكفي ليتعرفوا عمق محبتي لهم ما يرونه

من كدحي لأجلهم وتوفير احتياجاتهم .. الخ

أيها المحب:

قد يظن الكثير من الأولاد أن والديهم يبغضونهم ؟! لما يرونه من جفوة

وشدة وقسوة في المعاملة - باعثها الخوف على الأولاد - , والكثير منهم

لا يرى ما يقدمه لهم الآباء مطلقًا بل لا يرون إلا ما يحرمونهم منه

والسبب - في نظرهم - بغض الأباء لهم ؟! لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم –

يعبر عن محبته لمن هم حوله صراحة كزوجته وأولاده (الحسن والحسين)

والأنصار وكثير من أصحابه بأعيانهم

وقد قيل : والود يسكن في الحشا لكن يُحسّ من اليد

وقال آخر: والنفس تعرف من عيني محدثها ... إن كان من حزبها

أو من أعاديها

5- أن كل ما يعرفه ينبغي أن يكون ضمن الدائرة المعرفية لأولاده تلقائيًا ,

وكم يتملكه الضجر حين يبدي بعض أولاده جهله بما يقول ؟!

أيها المعلم الذكي:

ربما خجل أولادنا فصمتوا .. ونحن نظنهم قد فهموا !! فاقترب منهم

وعلّمهم حتى (البديهيات) في حسابك فربما كانت (معلومات جديدة) لدى

أكثرهم , ولأن تعلّمهم ما يعلمون خير من أن تتركهم في عماية الجهل

ظنًا منك أنهم عالمون !!

6- أن ولدي يجب أن يكون نسخة مني , أو أن يكون كما رسمت له

وأردت أن يكون !! أو أن ينفذ كل اقتراحاتي وتوجيهاتي , فهو ولدي

الصغير – حتى وإن شابت لحيته - !!

أيها اللبيب:

لا تحطّم ولدك بيدك , واصنع منه رجلًا – ولو كان طفلًا صغيرًا -

واحرص على كلمات التشجيع ورفع المعنويات , وشاوره في أموره واجعل له

الخيار وانزل عند رغبته فيما لا يضره , وأوكل إليه العديد من المهمات ,

واطلب منه التفكير في ما يهمه وعلّمه كيف يصنع قراراته .

7- أن ولده مِلْكٌ له !! فالمجال أمامه مفتوح ليقول ما يشاء من عبارات

جارحة وإهانات مدمرة وهمزٍ ولمزٍ ونبزٍ بالألقاب , ويطلق ليده العنان

في جسد ولده ضرباً ودفعاً .. وليسخّره لخدمته ليل نهار .. كل ذلك لسبب

واحد : أنه والده ؟! وكل أخطائه في حق ولده مغتفرة لأن الباعث

لها مصلحته ؟!

أيها المربي الناجح:

تذكر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام

المهند إن الكلمات الجارحة والمواقف السيئة والتصرفات العبثية –

الصادرة من الوالدين أو الأقربين – لها آثار مدمرة في حياة الولد ,

وقلّما يمحوها طول السنين !!

انتهى .