أربع مسائل في ليلة الصيام

[حور العين]

الأخ / السيد هاشم السقاف
أربع مسائل في ليلة الصيام
[ تبييت النية للصيام ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ) .

فمن طلع عليه الفجر ولم يكن قد نوى قبله الصيام فلا صوم له وعليه

القضاء . والنية محلها القلب ، والتلفظ بها بدعة .

ومعناها الإرادة .

ومن استعد وهم بالصيام بأكله للسحور مثلا ؛ فإنه يكون قد أراد ونوى

الصيام بذلك . وقيل : تكفي نية واحدة لصوم رمضان كله من الليلة

الأولى مالم يتخلل صيامه فطر لسفر أو مرض ونحوهما فإنه يستأنف

النية متى استأنف الصيام .

وقيل : بل يجب لكل ليلة نية .

وقيل : لا بد من إستحضار النية طوال الشهر .

[ دعاء رؤية الهلال ]

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال :

( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق

لما تحب وترضى ، ربنا وربك الله ) .

وورد بألفاظ أخرى متقاربة . وهذا الدعاء ليس خاصا بهلال شهر

رمضان ، بل هو مشروع عند رؤية كل هلال . وقيل : يقال هذا الدعاء

عند كل مرة يرى فيها الهلال ؛ ولو من نفس الشهر سواء كان في أوله

أو في آخره . وهو دعاء طيب جامع .

[ قيام ليل رمضان ]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

وقيام رمضان سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

رضي الله عنهم أجمعين ، وقد أجمع عليها أهل الإسلام .

وقيام رمضان له فضل عظيم كما في الحديث المتقدم .

ويبدأ قيام شهر رمضان من هذه الليلة .

ويسمى قيام الليل في شهر رمضان بالتراويح والتهجد .

واختلف العلماء : هل القيام جماعة في المسجد أفضل ؛ أم فرادى في

البيوت ؟ والراجح الأول ، لحديث أبي ذر رضي الله عنه :

( الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة ) .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم:

( أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ؛

فالمراد بذلك : ما لم تشرع له الجماعة ، وأما ما شرعت له الجماعة

كصلاة الكسوف ففعلها في المسجد جماعة أفضل بسنة رسول الله

صلى الله عليه وسلم المتواترة واتفاق الصحابة والعلماء .

[ السحور ]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( السحور أكله بركة فلا تدعوه ، ولو أن يجرع أحدكم جرعة م

ن ماء ، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) .

[?]وقال صلى الله عليه وسلم :
( تسحروا فإن في السحور بركة ) .
وبهذا يعلم خطأ من يقدم السحور إلى منتصف الليل أو قبل ذلك ، مما

يفوت عليه هذا الفضل العظيم ، مع خطر التشبه بالكفار في

طرائقهم وعباداتهم .

أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم لحسن العمل

في شهر رمضان وفي غيره.