المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر


vip_vip
12-01-2010, 12:47 PM
23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f65019%5fAO8Nw0MAAF7XTJKLAAamzgr%2 fE%2bQ&pid=1.4&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ==================================
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f65019%5fAO8Nw0MAAF7XTJKLAAamzgr%2 fE%2bQ&pid=1.5&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f65019%5fAO8Nw0MAAF7XTJKLAAamzgr%2 fE%2bQ&pid=1.6&fid=adnan&inline=1

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع ، و مستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع ،
الوهابُ المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،
لا خير إلا منه ، و لا فضل إلا من لدنه ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جميل العوائد، و جزيل الفوائد ،
و أشهد أن سيدنا محمدًا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ، الوافي عهده ،
الصادق وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة و البراهين الباهرة ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين .
أمّــــا بعـــــد :
فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ،
فلِلَّه درّ أقوامٍ اتَّقوا ، و تذكَّروا فأبصَروا ، و بادَروا بالأعمالِ الصالحات
و شمّروا و ما قصَّروا ، الليلُ روح قلوبهم ، و الصّوم غذاءُ أبدانهم ،
و الصِّدق عادَة ألسنتِهم ، و الموت نصب أعيُنهم ، بادَروا في الحِذار ،
و سابَقوا إلى الخيرات بأيدي البِدَار ،
صابِرون صادقون قانِتون و منفقون و مستغفِرون بالأسحار .

معاشِرَ المسلمين ، الشكرُ عبادة عظيمةٌ و خلُق كريم ، الشكر نِصف الإيمان ،
و الصَّبر نِصفه الثاني . الشكر من شُعَب الإيمان الجامعة ؛
و ذلكم أنَّ كثيرًا من شعَبِ الإيمان مردُّها إلى حقيقةِ الشّكر أو آثارِه أو مظاهِرِه ،
بل إنَّ الصبرَ و الشكر يتقاسمَان الشعبَ كلَّها ،
و في التنزيل العزيز :
(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ <IMG width=14 height=14>
[إبراهيم:5].
لقد أمَرَ الله بالشّكر و نهى عن ضدِّه :
(( وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ <IMG width=14 height=14>
[البقرة:152]،
و أثنى علَى أهلِه ، و وصَفَ به خواصَّ خلقه ، و جعَلَه غايةَ خلقِه و أمرِه ،
و وعَد أهلَه بأحسن جزائِه ، و جعله سببًا للمزيدِ من فضلِه و حَارسًا و حافظًا لنعمَتِه ،
و أخبر أنّ أهلَه هم المنتفِعون بآياته ، بل أخبر أنّ أهلَه هم القليلون مِن عبادِه ،
و اشتقَّ له اسمًا مِن أسمائه فسمّى نفسه شاكِرًا و شكورًا ،
بل تفضَّل سبحانه و أنعَم فسمَّى الشاكرين مِن خلقه بهذين الاسمَين ،
فأعطاهم مِن وصفه و سمّاهم باسمه ،
و حَسبُك بهذا محبّةً للشاكرين و فَضلاً و منزلة .

أيّها المسلمون، و حقيقةُ الشكر الاعترافُ بالإحسان و الفضلِ و النّعَم و ذِكرُها
و التحدُّث بها و صَرفها فيما يحبّ ربُّها و يرضَى واهبها . شُكرُ العبد لربِّه
بظهورِ أثَر نعمتِه عليه ، فتظهَر في القلب إيمانًا و اعترافًا و إِقرارًا ،
و تظهَر في اللسان حمدًا و ثناء و تمجيدًا و تحدّثًا ،
و تظهَر في الجوارح عبادةً و طاعة و استعمالاً في مَراضي الله و مُباحاتِه .
عِباد الله ، إذا ما امتَلأ القلبُ شُكرًا و اعتِرافًا و رَصدًا للنّعَم ظهر ذلك نطقًا
و لهجًا بذكر المحامِد ، و عليكم أن تتأمَّلوا كم جاءَ في السنة من أذكارِ الشكر
و الحمد و الثناءِ على الله ربِّ العالمين في أحوالِ العبدِ كلِّها ؛ يَقظَةً و مَناما ،
و أكلاً و شُربًا و لبسًا ، و دخولاً و خروجًا و ركوبًا ، و حَضرًا و سَفرًا ،
بل في أحوال العبد كلِّها أفعالاً و أقوالاً .

استعرِضوا على سبيلِ المثالِ :
أوّلَ ما يستيقِظُ العبدُ من منامِه يبادر بهذا الذّكر الجميل الرقيق
معلِنًا الاعترافَ بالفضل و النّعمة و الشّكر للمنعِم المتفضّل قائلاً :
الحمد لله الذي عافاني في جسدِي و ردَّ عليَّ روحي و أذِن لي بذكرِه ،
و يقول : اللّهمّ ما أصبح بي من نِعمة أو بأحدٍ مِن خلقك فمنك وحدَك لا شريكَ لك
فلَك الحمد و لك الشكر ، في أذكارٍ رقيقة إيمانية كثيرةٍ من أذكار الصباح و المساء ،
يختِمها إذا أوى إلى فراشه بقوله :
الحمدُ لله الذي أطعَمَنا و سَقانا و كَفانا و آوانا ، فكم من لا كافي له و مؤوِي ،
سبحانك ربَّنا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك ،
نسألك أن تعينَنا على ذكرِك و شكرِك و حسن عبادتك .

معاشِرَ الأحبَّة ، تُعرَف النّعَم بدَوامها ، و تعرَف بزوالها ، و تُعرف بمقارَنَتها بنظيراتها ،
و تعرَف بمزيدِ التفكّر فيها ، كما تعرَف بتوافرِها و عظيمِ الانتفاع بها ،
ولكن مَع الأسف كلِّ الأسف أنَّ الغفلةَ عن هذه النّعَم بل عن المنعِمِ بها
سِمَة أكثرِ البشَر، وقَليلٌ من عبادِ الله الشاكرون.

إنَّ نِعَم الله تحيطُ بالعبادِ مِن كلِّ جانب و من كلّ جِهة ؛
مِن فوقهم و من تحتِ أرجلِهم و عن أيمانهم و عَن شمائِلهم ،
و كثرتُها و مظاهِر آثارِها لا تقَع تحت حَصرٍ ؛
في البرّ و البحر و الأرض و السّماء و النّفس و الناس ،
(( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14>
[الأعراف:10]،
<IMG width=14 height=14> قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14>
[الملك:23]،
<IMG width=14 height=14>وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا
وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ <IMG width=14 height=14>
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَانًا
وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ
كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
<IMG width=14 height=14>فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ <IMG width=14 height=14>
يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ <IMG width=14 height=14>
[النحل:80-83].

عبادَ الله ، و أهلُ هذا الزمان أحدَث الله لهم من النّعَم و زاد لهم في الفضل
و كاثر عليهم من الخيراتِ ما لم يكن في السابِقين من أسلافهم ،
جُمِعت لهم النّعَمُ السابقة و النّعَم الحاضِرة ، و ما تأتي به المكتَشفات
و المختَرعات و العلوم و المعارِف أعظمُ و أكبر في شؤون دنياهم كلِّها ؛
فتحٌ في العلومِ و المعارف و الآلاتِ و الأدوات ، تحسَّن بها أسبابُ المعاش ،
و مع كلِّ هذا لا تجِد أكثرَهم شاكرين ، فَرِحين بما عِندهم من العِلم .

مَعاشر الأحبَّة ، يجدُر بالعبد أن ينظُر و يتفكَّر في أسباب التَّقصير في الشّكرِ
و الدّخول في دائرةِ كُفران النّعَم و الغفلةِ عنها و عدَم الإحساس بها
و استحضارِ و جودها و النّظر في أثرِها ، فكثيرٌ مِنَ النّعَم لا يعرِفها الإنسان
إلاّ حين يفقِدها كالمصباح لا تعرِف فَضلَه إلاَّ حين ينطفِئ ؛
و مِن أجلِ هذا فإنَّ رصدَ النّعَم و بذلَ الجُهد في تعدَادها
و الإحاطة بما يمكِن الإحاطةُ به منها ممّا يبعِد عن الغفلةِ و النكران ،

فيَعتَبِر بما عَرَف و أحصَى ؛ ليكتَشِف كثرَتَها و العَجزَ عن الإحاطةِ بها و إحصائِها ،
و ربُّنا سبحانه عدَّد علينا جملةً من نِعَمه في موضعين من كتابه ثمّ قال :
(( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا <IMG style="WIDTH: 14px; HEIGHT: 14px" width=14 height=14>
[إبراهيم:34، النحل:18]،
ممّا ينبِّه أنَّ علينا أن نبذُلَ ما نستطيع لتذكُّرِ نعمةِ ربّنا ؛
لعلَّنا نقوم بما نقدر عليه من الشّكر و البُعد عن الغفلةِ و النّكرانِ .

و انظروا ـ رَحمكم الله ـ في بعضِ التأمُّلات ، فلو تأمَّل العبدُ في نعمةِ الإيمان و آثارِه
لانتقَل إلى الأمنِ و السّكينة و البركَةِ و الرّاحة و الرِّضا و الصّلاح ،
و لو تأمَّل في نعمةِ الصّحة و تشعُّبها و آثارها لانتقل إلى نِعمٍ لا حصرَ لها
من سلامةِ الجوارح و العقلِ و القوَى و الحركة و المشي و العمَل و الأكل و الشرب
و النّومِ والتعلُّم ، و لو كان سقيمًا لتكدَّر عليه ذلك كلُّه و أكثر منه .
و مِن أسباب الغفلةِ عن الشكر نِسبةُ النّعمة إلى غيرِ مُورِدها و المنعِمِ بها ،
فتَرَاه ينسِبها إلى نفسه :
(( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي <IMG width=14 height=14>
[القصص:78]
و بسبب جِدِّي و اجتهادِي و كفاءَتي و صبرِي و كِفاحِي ،
أو ينسِبها إلى أسبابِها و ينسَى مسبِّبَها و ربَّها ،
( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ <IMG width=14 height=14>
[النحل:53].
غَفَلوا فضَلّوا ، و ظنّوا أنَّ العلومَ و المهارات و الآلاتِ هي الموجِدة و المحدِثة ؛
ممّا أدَّى إلى قسوةٍ و غفلة ، بل أدَّى إلى نُشوبِ صراعاتٍ و حروب .
غاب عن الغافِلين أنهم و ما يملِكون و ما يعلَمون و ما يعمَلون كلُّهم لله
و مِنَ الله و بالله وحدَه لا شريكَ له ، لا يملِكون ضرًّا و لا نفعًا ،
و لا يملكون موتًا و لا حياةً و لا نشورًا ،
<IMG width=14 height=14>قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ <IMG width=14 height=14>
[الملك:30]،
(( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ <IMG width=14 height=14>
[القصص:77].
و الأسبابُ لا يُنكَر أثرُها و لا الأخذُ بها ،
و لكنّ المنكورَ الغفلةُ عن ربِّ الأرباب و مسبِّب الأسبابِ لا إلهَ إلا هو .

يا عبادَ الله ، و مما يضعِف الشكرَ و يورِث القسوةَ و الغفلة و الجفاءَ
أن يُبتلَى العبدُ بالنظر إلى ما عند غَيره و ينسَى ما عندَه أو يحتَقِرُ ما عنده و يتقالُّه ،
(( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ <IMG width=14 height=14>
[النساء:32]،
و في الحديث :
(( انظُروا إلى من هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فَوقَكم؛
فهو أجدَر أن لا تزدَروا نعمةَ الله عليكم )) .
فحقٌّ على العبدِ أن يشتغلَ و ينصرف إلى ما أعطاه الله ،
بل إلى مَا ابتلاه الله به منَ النّعَم و الفَضل ،
(( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ <IMG width=14 height=14>
[النمل:40]،
<IMG width=14 height=14> ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ <IMG width=14 height=14>
[التكاثر:8]،
<IMG width=14 height=14> لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ <IMG width=14 height=14>
[المائدة:48].
ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اختبروا أنفسَكم ، و استبشروا و اعملوا و اشكروا
و افعَلوا الخيرَ وأَرُو الله من أنفسِكم خيرًا .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
(( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ
لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ <IMG width=14 height=14>
وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ <IMG width=14 height=14>
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا
إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ <IMG width=14 height=14>
[إبراهيم:32-34].


نفعنى الله وبارك لي و لكم في القرآن العظيم ،
و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،
قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f65019%5fAO8Nw0MAAF7XTJKLAAamzgr%2 fE%2bQ&pid=1.7&fid=adnan&inline=1



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f65019%5fAO8Nw0MAAF7XTJKLAAamzgr%2 fE%2bQ&pid=1.8&fid=adnan&inline=1

الحمد لله لا مانِعَ لما وهَب ، و لا واهب لما سلَب ،
أحمده سبحانه و أشكره ، فطاعته أفضَل مكتَسَب ،
و أشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له ، هو المرجوّ لكشف الشدائد و الكُرَب ،
و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمَدًا عبد الله و رسوله
الأسوَةُ و القدوة في كمال الخلُق و حسنِ الأدَب ،
صلّى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي المقاماتِ و الرُّتَب ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المنقَلَب .
أمّـــا بعــــد :
فإنَّ من آثار الشّكر امتلاءَ القلب بالإيمانِ و الرّضا بالله سبحانه
و الثّقةَ فيما عندَه و الشعورَ بالحياةِ الطيِّبة و سلامةَ القلبِ من الغلّ و الحسَد
و ضيقِ الصدر و البُعدَ عن الاشتغال بعيوبِ النّاس و التّطلُّعِ إلى ما عِندهم
و ما في أيديهم ، ناهيكم بالشعور بالعِزّة و القناعة
و الكفايةِ والسلامة من الطّمَع و ذلّ الحِرص ،
و من ثَمَّ تظهر الآثارُ في القبول عند الناس و حبِّهم و معرفةِ الدنيا و قدرِها و منزلتها ،

بل يترقَّى الحال بالعبدِ الشكور إلى بلوغِ اليقين بالله
و الرّضا بأقداره في رِزقِه و حُكمِه و حِكمته و تَفاوتِ الناس في أعمَالهم و كُسوبِهم ،
بل تتجلَّى حِكمةُ الله البالغةُ في أنّه لم يجعَل مكاسبَ الناس
و أعمالَهم خاضِعةً لمقاييسِ البشَر في ذكائِهم و علومِهم و سعيِهم .
سبحانَك ربَّنا و بحمدك ، لا نحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك ،
اللّهمّ أعِنّا على ذكرِك و شكرِك و حُسن عبادتِك .
ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اذكروه و اشكروه على نِعَمه يزِدكم .

هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله
محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم
صاحبِ الحوض و الشّفاعة ،
و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ،
كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه
فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
[ الأحزاب : 56 ]

و قال صلى الله عليه و سلم :

(( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
أبو بكر و عمر و عثمان و على
و على العشرة المبشرين
و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين...
ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت