المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتوراه .. و الخمر - محمد هاشم عبد البارى


vip_vip
12-02-2010, 01:34 PM
من ذكريات البعثة
الدكتوراه .. و الخمر
الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى
^^^^^^^^^^^

ذكرت فى رسالة سابقة أننى سافرت عام 1975 الى سلوفانيا
(وهى الآن احدى دول الاتحاد الأوروبى) (http://www.ataaalkhayer.com/) للحصول على الدكتوراة
فى فسيولوجيا الجهاز العصبى للحشرات من كلية الطب جامعة ليوبليانا.
أشرف على الرسالة كل من البرفيسور ستيفن أداميتش من كلية الطب
وهو المشرف المباشر ، والبروفيسور برزين من كلية الطب،
والبروفيسور ماتياش جوجالا من كلية البيوتكنولوجى من نفس الجامعة ليوبليانا.
كانت دراساتى كلها فى كلية الطب بمعهد (قسم) الباثوفسيولوجى.

ومن الأمور التى أعجبتنى أن هيئة التدريس والباحثين فى المعهد
بكامله يبحثون فى موضوع واحد فقط أو فى جزئية واحدة فقط
فى الجهاز العصبى وهى المنظومة الكولينية وهى المنظومة التى
تتحكم فى نقل الأوامر العصبية فى الدماغ (المخ) والحبل الشوكى
للانسان ، ولكن كل فريق يبحث فى اتجاه محدد فى تلك المنظومة.
كانت هيئة التدريس فى المعهد من 33 عالم من علماء الأعصاب
من أساتذة ومحاضرين أصابوا الكثير من الريادة فى ذلك المجال على مستوى العالم

تسلمنى البروفيسور أداميتش وخيّرنى ان كنت أحب أن أطرق
موضوع لم يطرقه أحد فى الحشرات قط وهو موضوع حركة
الكولين عبر الأغشية الخلوية فى الأعصاب، وكانت المعلومات
فيه فى ذلك العام ضئيلة فى الفئران والانسان ومعدومة فى الحشرات،
بالطبع وافقته على الفور. قال أنه قرأ رسالتى فى الماجستير
قبل وصولى ليوبليانا فأعجبته. أول مقابلة لى معه استغرقت
نحو نصف الساعة، ثم أخذنى الى معمل مستقل بجوار مكتبه
وقال لى هذا معملك الخاص بك وحدك وعرّفنى على الفنية
(تكنيشن (http://www.ataaalkhayer.com/)) التى سترافقنى وتعمل معى طوال الدراسة،
وكانت زوجة لأحد البروفيسورات. سلمنى المعمل وتركنى الى مكتبه

وبعد ربع ساعة عاد الى وسمعته يقول: هاشم.
ولكننى كنت واقفا أصلى الظهر
وقف حائرا لأننى لم أرد عليه ولم ألتفت اليه ثم انصرف الى مكتبه.
بعد أن فرغت من الصلاة ذهبت اليه فى مكتبه
قلت له: انك ناديتنى
قال: نعم ولكنك لم ترد علىّ وهذا شىء غير مريح !
قلت له: أنا كنت أصلى واذا وجدتنى على هذه الحالة ولم أردّ
عليك فاعلم أننى أصلى وسوف أجيبك بعد فراغى من الصلاة ،
فأرجو ألا تتضايق من ذلك.
قال: أوه ..أنا فهمت أنا فهمت ( I SEE )
ولكن هل مازلتم فى تلك المنطقة من العالم تصلون ؟!
قلت له: نعم لا نزال نحن الذين فى تلك المنطقة من العالم نصلى،
وسوف نظل نصلى. فأرجو شاكرا حينما تجدنى أصلى ألا تحدثنى
لأننى لن أردّ عليك. وصلاتى تستغرق نحو عشر دقائق.
ويوم الجمعة لنا صلاة خاصة جماعية نحن العرب المسلمون
لن أكون موجودا فيها فى معملى لمدة ساعة ونصف تقريبا
فحينما تجدنى غائبا يوم الجمعة فاعلم أننى فى صلاة.
أطرق برهة ثم قال: أنا موافق
قلت له: هذا الأمر لا يحتاج الى موافقة ولكنك سوف ترى أنه
ليس وقتا مفقودا من عملى، وسوف أنجز عملى فى البحث
على نحو سوف ترضى عنه
هز الرجل رأسه قائلا: أوكى أوكى سوف نرى !!

لن أطيل فى تلك التفصيلات ولكنّ المشرفان من كلية الطب وبقية
هيئة التدريس فى معهد الباثوفسيولوجى لم يلمسوا منى الا كل
ما يرضيهم ويثير اعجابهم فاحترموا بدورهم كل سلوكياتى
الاسلامية ولم يتدخل أحد مطلقا فى شئونى العلمية أو السلوكية
طوال الثلاث أعوام التى قضيتها معهم فى كلية الطب حتى أنهيت
الدكتوراة وذلك بفضل وتوفيق الله سبحانه وتعالى.

المشرف الثالث وهو البروفيسور ماتياش جوجالا من كلية البيوتكنولوجى
كنت أسكن وزوجتى فى غرفة كبيرة مع أمه فى شقتها الكبيرة
التى تعيش فيها وحدها. وعلى ذلك فان علاقاتى مع مشرفىّ كلية
الطب كانت قاصرة على العلاقات العمل والعلم وكانت علاقاتى
معهم داخل الكلية قوية للغاية، ولكن علاقاتى الاجتماعية معهم
خارج الكلية كانت محدودة ولذلك قصة أخرى.
أما البرفيسور جوجالا فكانت علاقاتى العلمية معه محدودة ولكن
علاقاتى الاجتماعية معه كانت ممتدة بحكم سكنى مع أمه.
فقد كان دائم الزيارة فى المناسبات المختلفة لأمه هو وأسرته.
فكانت زوجته – وهى بروفيسورة فى الجامعة – تجلس هى
وأولادها الصغار وأمه ًمع زوجتى فى غرفتنا ،
وأجلس أنا معه فى غرفة المطبخ الكبيرة
كنت أنا وزوجتى نعدّ لهم الطعام المصرى فكانوا يغرمون به.
ومع ذلك ، ومع أنه يعرف سلوكياتنا واسلوب معيشتنا جيدا هو وأمه،
الا أنه حاول التدخل فى شأننا بخصوص حجاب زوجتى -
التى لا يراها الا صدفة معى فى الشارع ولا يراها فى البيت –
فصددته بحزم. وكان ذلك فى السبع شهور الأولى من وجودى فى ليوبليانا

ومع ذلك ، فلا أعرف مالذى جرى لعقله بعد أن أنهيت الرسالة وتحدد ميعاد المناقشة

فقد طرقت السيدة جوجالا أمّه باب غرفتى فى الساعة الثامنة
مساء ففتحت لها فقالت : ماتياش فى المطبخ يريد أن يتحدث معك.
كان ذلك قبل مناقشة الدكتوراة بثلاثة أيام. خرجت له ورحبت به
وجلسنا فى المطبخ ثم بدأ حديث عجيب
فقال: هاشم
قلت له: نعم سيد بروفيسور
قال: انك سوف تناقش رسالتك بعد ثلاثة أيام
قلت: تماما (وفى سرى إن شاء الله)
قال: أنت تعرف أن مناقشة الدكتوراة يلزمها خمر (واين Wine)
وأنا أعرف أنك لا تشرب الخمر، ولكن الحاضرين سوف يشربون وعليك أن تحضر لهم خمر
(ألقى كلماته متصلة وراء بعضها البعض وكأنه يريد أن يتخلص منها ويستريح !)
قلت: نعم أنت تعرف أننا لا نشرب الخمر ، ولكنك لا تعرف أننا
لا نشتريها ولا نصنّعها ولا نحملها ولا نتداولها ولا نقدمها
لضيوفنا
قال جوجالا: لا تمر دكتوراة عندنا بدون خمر
قلت: ربما الدكتوراة التى يناقشها الدارسين السلوفانيين،
ولكننى دارس مسلم مصرى
قال جوجالا: أية دكتوراة لا بد من تناول خمرها
قلت: ولكننى لن أقدم الخمر فى رسالتى
عندها احمرّ وجهه مثل قطعة من الكبد، ثم انتصب واقفا بعصبية
قائلا: ينبغى عليك احضار خمر، ينبغى عليك احضار خمر،
ثم اتجه الى باب الشقة وفتحه وخرج غاضبا وصفق الباب خلفه بعنف
بفضل الله ونعمته لم تهتز لى شعرة ولم يرمش لى طرف
وكأن شيئا لم يحدث على الاطلاق
ولكن البرفيسور جاء فى نفس الميعاد فى اليوم التالى وطلبنى فى
المطبخ فدخلت عليه مبتسما كأن شيئا لم يحدث أمس ! ولكنه
ابتدرنى قائلا : ماذا قلت فى موضوع الخمر فى المناقشة
قلت له: أقول كما قلت لك أمس يابروفيسور ماتياش
قال جوجالا: امتحانك بعد غد. وسوف تكون مناقشتك عندنا
فى كلية التكنولوجيا الحيوية لأن قسمنا سوف يستضيف كل
هيئة تدريس معهد الباثوفسيولوجى. وستكون لجنة المناقشة
رباعية. وسوف يرأسها رئيس الأكاديمية الطبية،
وسوف أدير أنا المناقشة. ثم سكت منتظرا ردى أو رد فعلى !
قلت: أنا سعيد وفخور جدا بكل ذلك !
قال جوجالا: اذن ماذا تقول فى مسألة الخمر ؟
قلت وأنا أبتسم ابتسامة باهتة: كما قلت لك أمس
قال جوجالا: لن تمر مناقشتك بدون خمر، اذا لم ترغب فى شرائها
بنفسك يمكنك أن تعطى أحد الفنيّات (تكنيشنز) لشراء الخمر،
وهم جيدون وأمناء !
قلت: دكتور جوجالا.. ان المسألة عندى ليست مسألة أن أشتريها
بنفسى أو بغيرى. ان المسألة تتلخص فى الدين والعقيدة.
لوطلبت منى أى نوع من الأكل عدا لحم الخنزير وأى مشروبات عدا الخمر
يمكننى أن أتكلف عشرة آلاف دينار وأنا سعيد ولكننى لن أدفع ولا نصف دينار فى الخمر.
قال جوجالا وكأنه لم يفهم ما قلت: اذن يمكنك أن تعطى لأى من
زملائك المصريين فهم لا يهتمون بذلك اذا كنت لا تثق فى فنّيّينا
قلت: ولا المصريين. سوف أحضر أنواع متعددة من الأغذية
وجميع ما تعرفونه فى ليوبليانا من المشروبات والعصائر
الا الخمر
عندها احمر وجهه وانتصب واقفا مثل أمس ولم ينبس ببنت شفة
وصفق باب الشقة وراءه بعنف شديد وانصرف
نظرت الى الباب الذى كاد أن يتحطم مبتسما فى اطمئنان وفخر
وثقة منقطعة النظير. وقلت فى نفسى اننا نلعب الآن لعبة القط
والفأر، ولكنه هو الذى وضع نفسه موضع الفأر !!

حضر الى جوجالا فى اليوم التالى أيضا ، وطلبنى فى المطبخ
مثلما فعل فى اليومين السابقين، وفى نفس الميعاد، وكنت متوقعا ذلك
قال البروفيسور جوجالا بتودد: هاشم .. أنا فكرت جيدا وقلت أنك
تستطيع أن تحضر بيرة بدلا من الخمر!! ماذا تقول ؟
قلت: بروفيسور ماتياش.. ان البيرة تسبب الثمالة لمن يشرب
منها قليلا أو كثيرا تبعا لاستعداد الشخص لوجود نسبة من الكحول فيها
والفيصل فى المسألة كلها هو الكحول ، وعلى ذلك أنا لن أخدع
نفسى وأحضر بيرة فهى محرّمة عندنا أيضا،
لن أدفع دينارا واحدا فى البيرة ولن أحضر بيرة فى مناقشتى للدكتوراة


عندها انتفض واقفا أيضا واحمرّ وجهه حتى كاد يدمى وقال غاضبا:
لن تمر دكتوراتك غدا بدون خمر أو بيرة، واعلم انك اذا لم تحضر
أىّ منهما سوف أوجه لك سؤالا عن ذلك أمام الجميع !!
ثم استدار لينصرف فاستوقفته قائلا:
بروفيسور جوجالا.. لن أحضر خمرا ولا بيرة غدا
وأنا مستعد لسؤالك فى هذا الموضوع وسوف أرد عليه.
ولكن قبل أن يأتى الغد أرجو أن تعلم أننى أنهيت رسالة الدكتوراة
وطبعتها ومستعد لمناقشتها ،
وأنا جئت هنا فى تبادل ثقافى ولست متطفلا.
وأنت رأيت مستوى رسالة الماجستير التى أنجزتها فى مصر.
ونحن نعطى الدكتوراة فى مصر فى كل العلوم والتخصصات.
وأنا كنت على وشك اتمام رسالة الدكتوراة فى مصر ولكننى فضلت المجىء عندكم
مفضلا التبادل الثقافى. ولكن اعلم يا سيد بروفيسور اننى يمكن أن أعود
بسهولة الى دولتى بدون دكتوراة بسبب الخمر
ويمكننى أن أنهى بحثى فى الدكتوراة الذى تركته هناك فى شهور
قليلة. ولكن بلدى وبلدكم لن تنسيا أننى تركت شهادتكم بسبب الخمر.
عندها استدار خارجا من الباب وهو يقول: سوف نرى سوف نرى
وكاد يحطم الباب خلفه !!
بعدما انصرف أستأنفت تجهيز الأطعمة ليوم المناقشة غدا وكأن
شيئا لم يحدث، فقد كنا منذ يومين ونحن نجهز الطعام والشراب
والحلويات ليوم المناقشة لاطعام 65 فردا هما هيئتا التدريس فى
معهد الباثوفسيولوجى بكلية الطب وقسم فسيولوجيا الحيوان فى
كلية البيوتكنولوجى الذى يرأسه البروفيسور جوجالا
فى اليوم التالى فى التاسعة والنصف صباحا كنت قد ركبت
المصعد الى الطابق السادس فى كلية البيوتكنولوجى محل
المناقشة حيث المناقشة الساعة العاشرة صباحا.
كان معى ثلاثة صناديق كبيرة مليئة بالأطعمة والأشربة
علم البروفيسور جوجالا بوصولى فقد كان الزملاء يساعدوننى
فى حمل ونقل الصناديق فجاء مسرعا وأخذ يفتح صندوقا بعد
الآخر وعندما لا يجد فيه خمرا يركله بقدمه بغل وعنف.
ذلك وكان ما بقى على ميعاد المناقشة الا نحو ثلث الساعة
بعد أن فتّح صناديق الطعام وركلها جميعا دخل الى مكتبه
وكل ذلك وكأن شيئا لم يحدث أمامى بعد دقيقتين استدعانى.
دخلت عليه هاشا باشا كأنه لم يفعل مايثير
قال لى: هاشم .. خذ هذا البحث واقرأه الآن
شكرته وأخذت أقرأ البحث على عجل فاذ به بحث عن حشرة
أونكوبيلتوس فاسكياتاس التى أتممت عليها الدكتوراة وكان قد
نشر يوم أمس!! يفيد ذلك البحث الذى أعطانيه أن أعلى نشاط
للحشرة هو على درجة حرارة 30 . وقد كانت نتائج بحث رسالتى
فى الدكتوراة توضح أن أعلى نشاط لحركة الكولين المشع عبر
أغشية الخلايا العصبية وتحويله الى الأستيل كولين –
وهو المادة الكيميائية التى تنقل المعلومات من خلية عصبية الى
أخرى فى مخ الحشرات والانسان – كان على درجة حرارة 30ْ !!
وقد أفادنى ذلك البحث الجديد الطازج فى المناقشة بعد ربع ساعة !!
ولكن لا تتخيل مدى اندهاشى على ذلك التعاون المفاجىء الحانى
من قبل ذلك البروفيسور. ومع ذلك كنت متحفزا أثناء المناقشة
للسؤال عن الخمر كما كان يهدد أمس. وكنت مستعدا تماما تماما
تماما أن أعلن رفضى للدكتوراة من جامعتهم لو تطور الوضع
فخير لى أن أعود بالرجل محمد هاشم عبد البارى المسلم من أن
أعود بالدكتور محمد هاشم عبد البارى الخيخة
وما كنت أبالى بما يمكن أن يقوله الناس عنى فى الجامعة
أو الكلية أو القسم أو الأهل أو الأصحاب أو الجيران
بدأت المناقشة فى ميعادها ، وكانت اللجنة رباعية ورأسها رئيس
الأكاديمية الطبية وبروفيسور أخر فى الطب من جامعة أخرى
والبروفيسور أداميتش المشرف المباشر والبروفيسور جوجالا
الذى أدار المناقشة بالفعل بادئا بطلب الاختصار فى عرض
النتائج فى نصف ساعة. لم يوجه الىّ جوجالا أى كلمة سوى
المقاطعة مرتين لكى أختصر فقد استغرقت ساعة لكثرة النتائج وأهميتها.
بعدئذ وجه لى رئيس الأكاديمية سؤالين وكل منهم سؤالين
وفقنى الله تبارك وتعالى فى توضيحهم وكان أحد سؤالىْ جوجالا
سؤال عن تفسير نتيجة أن درجة الحرارة المثلى لنقل وتمثيل الكولين هى 30ْ !!!
المناقشة استغرقت نحو ثلاث ساعات ثم اعلان منح الدكتوراة
بعد المداولة ، ثم جاء دور الطعام !!
كان الطعام مصريا مائة فى المائة ، والطعام كان حرش !!
ولا يوجد خمر، ولا يملأ عيونهم العصائر والمركزات والمرطبات !
كنت أسمع بعضهم يهمسون لبعض: أين الويسكى ؟
ويهمس البعض الآخر قائلا: انه مسلم حقيقى
He is a true muslim !!!""
انتصرت كلمة الله فى أرض الكفر
انهزم البروفيسور اللدود وانقلب الى صديق ودود
وانصاع لمنهج التلميذ وشهد الجمع بحقيقية الاسلام وحصلت على الدكتوراة
كم كان ربى كريما معى
كيف هو كرم وفضل رب العباد على العباد
ماالذى يمكن أن تريده بعد ذلك
استكمالا للصورة وعرضا لفضل الله عز وجل
كنت متأهبا لأعود من مكان المناقشة الى المنزل
ولكن عميد معهد الطب ربت على كتفى وقال لى أن بعض
الحلويات تنتظرنى فى كلية الطب راجيا عدم الاعتذار عن الموافقة
عاد بى أعضاء هيئة التدريس معهد الباثوفسيولوجى بسياراتهم
وفوجئت باعدادهم لحفل عظيم
كانت هناك كميات كبيرة من المأكولات والحلويات والزهور
الزهور الغالية جدا كانت فى كل ركن فى المعهد
بعد الحفل أوصلونى الى المنزل (منزل جوجالا)
ترافقنى أغلى أنواع الزهور


لقد كان فضل الله علىّ عظيما


بعد عودتى الى الوطن طلبت منى ادارة جامعة الاسكندرية
التقويم الجامعى الخاص بجامعة ليوبليانا
أرسلت خطابا لأحد الزملاء المصريين الذين يدرسون الدكتوراة
فى الرياضة البحته فى جامعة ليوبليانا وطلبت منه التوجه
الى البروفيسور جوجالا ليعطيه التقويم
أرسل لى زميلى التقويم مع خطاب طويل يسألنى ماذا كنت أفعل
مع البروفيسور جوجالا ؟؟ فقد جلس معه البروفيسور نصف
ساعة يحدثه عنى قائلا فى النهاية: دكتور هاشم شخصية
لا تنسى !
هذا ما قّدّر الله أن أعود به من ليوبليانا
وهذ ما قدّر الله لى أن أتركه فى ليوبليانا
وهذه هى حكايتى مع البروفيسور جوجالا والدكتوراة والخمر


والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله





(يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ()
انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ())
المائدة: 90-91
"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الخمر عشرة عاصرها
ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها
وآكل ثمنها والمشترى لها والمشتراة له"
سنن الترمذى
"حرمت الخمر قليلها وكثيرها وما أسكر من كل شراب"
سنن النسائى
محمد هاشم عبد البارى