المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل


حور العين
07-03-2015, 08:42 PM
الأخت الزميلة / جِنان الورد
لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل

قال وهيب بن الورد رحمه الله :

" لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل ..

ولكن ليَكن همّه في إحكامه وتحسينه .. فإن العبد قد يصلّي وهو يعصي

الله في صلاته ، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه ".


"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك

العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ،وآمن

روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي وعن يميني ، وعن

شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن

أغتال من تحتي "

قوله العافية :

من عافاه الله ، والاسم : العافية ؛ وهي دفع الله عن العبد الأسقام والبلايا

أما سؤال العافية في الدين؛ فهي : دفع الله كل ما يشين الدين ويضره ،

وأما في الدنيا فهي : دفع الله كل ما يضر دنياه ، وأما في الأهل : فهي دفع

الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام .... وغير ذلك ،

وأما في المال : فهي دفع الله كل مايضر ماله من الغرق والحرق والسرقة

.... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية .

قوله عوراتي : وهي كل ما يستحي منه إذا ظهر ؛ والعورة من الرجل ما

بين سرته إلى ركبته ، ومن المرأة جميع بدنها ،

قال ابن عباس رضي الله عنه : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من

بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ..." .

والمراد هاهنا : كل عيب وخلل في شيء ، فهو عورة .

قوله "وآمن" : من قولك : أمن يؤمن من'الأمن' قوله "روعاتي" :

جمع روعة ؛ وهي المرة الواحدة من الروع ، وهو الفزع والخوف .


قوله :"اللهم احفظني من بين يدي ..." إلى آخره ، طلب من الله أن

يحفظه من المهالك ، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة ، ومن

الجهات الست بقوله : "من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي

ومن فوقي" ولا سيما من الشيطان ، وهو المزعج لعباد الله بدعواه

في قوله : "ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم

وعن شمائلهم" . وأما من جهة الفوق ، فإن منها ينزل البلاء

والصواعق والعذاب .

وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله : "وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"

إشارة إلى أنه لا يوجد مهلكة من المهالك أشد وأفظع من التي تعرض

لابن آدم من جهة التحت ، وذلك مثل الخسف .

وأما قوله "أغتال" والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر

وأن يدهى بمكروه لم يتوقعه .

قال تعالى :

{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ

أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }