المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقصير المسلمين، ورحمة رب العالمين


حور العين
07-18-2015, 07:04 AM
الأخت الزميلة / أملي الجنة
تقصير المسلمين، ورحمة رب العالمين

للأمانة...الكاتب ::محمود الفقي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمدٍ

وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فلا شكَّ أن كلَّ إنسان مُقَصِّر، وكلَّ عبدٍ يعتريه النقصان، فالكمال لله وحده

والعصمة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكل ابن آدم خطاء كما أخبر

سيد الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-، فما من يوم يمرُّ على أحدِنا إلا وقد

حُمِّل آثامًا وأوزارًا، لكنَّ ربَّنا -جل وعلا- رحيمٌ بنا، فلم يتركنا نغرق

في آثامنا، بل فتح لنا أبوابًا للنجاة، ويسر لنا سبلاً للمغفرة، فجعل الطاعةَ

طُهْرةً للعبد من الذنوب والآثام، ولعلي أقف في هذه الكلمات القليلة

مع أركان الإسلام الأربعة التابعة للشهادتين، لنرى كيف جعلها الله تعالى

مُكَفِّرة لسيئاتنا، فالصلاة طهرةٌ للذنوب،

كما في صحيح مسلم

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:

((أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ

يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شيء؟))

. قَالُوا: لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شيء.

قَالَ: ((فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا )

والصيام كذلك، كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:

( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )

وكذلك الصدقة، كما في حديث معاذٍ المعروف المرويّ في شعب الإيمان

للبيهقي، لما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا أدلك على أبواب

الخير؟ وذكر منها:

( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار )

وكذلك الحج، ففي صحيح البخاري

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ:

قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:

( مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )

فإذا كانت الطاعة طهرةً للعبد من الآثام والذنوب؛ فعلينا أن نستغل أيامَنا

وأعمارَنا في طاعة الله -جل وعلا-، وفيما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا،

فإذا قضينا أعمارنا فيما لا ينفع؛ فَسَنَتَنَدَّم أشدَّ الندمِ على ذلك.

وقد ذكر القرآن موضعين يتنَدَّمُ فيهما الإنسان على ضياع عمره فيما

لا ينفع، ولكن حينها لا ينفع الندم، الموقف الأول:

قال الله تعالى:

{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *

لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا

وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

[99، 100: سورة المؤمنون]

فلماذا يريد أن يرجع إلى الدنيا؟ ندمًا على ما فات وعلى ما ضيع

من عمره، من أجل أن يعمل صالحًا مرةً أخرى.

أما الموقف الثاني: قال الله تعالى:

{ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ

وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*

بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ

لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

[27، 28: سورة الأنعام]

فبدلاً من أن نتندم ونتحسر على ضياع أعمارنا فيما لا ينفع؛ يجب علينا

أن نستغل أعمارنا وأيامنا فيما ينفعنا خاصةً في مواسم الخيرات المباركة

التي يُضاعفُ فيها الأجر، فاحمد ربك أخي الكريم على أن جعلك من أمة

الإسلام التي اختصها بخصائص دون غيرها من الأمم، فاللهم لك الحمد

على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

وأسأل الله تعالى أن يحيينا على الإسلام وأن يتوفنا عليه

، وأن لا يجعل مصيبتنا في ديننا إنه سميع مجيب،

والحمد لله رب العالمين